منطقة (حجفات العزاعز) في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز تقع خارج نطاق الزمن ولم تصلها التنمية ..مسكونة بأوجاع الناس ..تعاني مرارة الحرمان والتهميش في الماضي والحاضر ومستقبل مجهول .. لا نرى فيها سوى آهات وأوجاع سكانها القابعين في ظلمات الليل البهيم وقضبان النهار البائس .. لا يدرون ما يصنعون . حياتهم بؤس وشقاء وفقر .. الطرق وعرة والمياه منهوبة .. والكهرباء ظلامية والصحة منعدمة تماما والمدرسة اليتيمة تعاني الانفلات والفوضى المفروضة بالإهمال والتسيب .. وتسرب الطلبة لضيق ذات اليد والمرأة حرمت من الحقوق الإنسانية والماء يجلب على رؤوس النسوة والأطفال وظهور الحمير رغم وجود مشروع مياه تم تقسيمه بين نافذين ونهب موارده والبنات يحرمن الدراسة بعد المرحلة الثانوية لعدم استطاعة أولياء الأمور تعليمهن في المدن كبقية بنات الدنيا .. *أجمع الكل على أن نطلق صيحة استغاثة بالإنابة عنهم عبر "هذه الوسيلة الإعلامية" إلى كل المسئولين وأرباب القرار في وزارات الوفاق الوطني ومحافظ تعز شوقي السعيد لعله يأخذ بيد المنطقة ويدخلها عصر جديد بالنظر إلى معاناة أبنائها وحرمان هذه البقعة من الأرض الخراب من أدنى متطلبات الحياة والاهتمام بالأرض والإنسان في هذا الزمن المبلي بمسئولين لا يفقهون ولا يعلمون إلا إن أصبت بنكبة وجئتهم مكرها فلا ينظرون إلى معاناتك بل ينظرون إلى جبتك . * إهمال سلطوي : قال الأخ محمد عبدالله عبدالرحمن ملهي :هذه العزلة المنسية والمحرومة منذ زمن طويل وما استجد بها أن السيول جرفت أراضيها الزراعية وطمرت الآبار واقتلعت محصول هذا العام الزراعي جراء الأمطار الغزيرة التي كادت أن تقضي على الحرث والنسل فهل من إجابة فورية يلمسها ويتلقاها سكان هذه المنطقة النائية التي حرمت من كل شيء ولم تحصل على شيء وتتمنى كل شيء .. *إلى ذلك قال الأستاذ فؤاد سلام : أبناء العزاعز دفعوا خلال العقود الماضية من عمر الثورة ضريبة باهظة لانعدام التنمية فهل لأنهم سباقون في التضحية وتقديم الشهداء تلو الشهداء حتى اليوم ؟ ومن غير المقبول أن يقابلونا بالنكران والجحود فلا تلتفت إليهم الحكومات المتعاقبة بل بقت هذه المنطقة مسكونة بالإهمال الرسمي والعقاب السلطوي لأهم مناطق الحجرية التي تحتاج إلى إعادة نظر والبدء بإحداث تنمية شاملة وتكريم أهلها لما قدموا من تضحيات . *أما الوالد علي سعيد فقال الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي أدت إلى تدفق السيول المحيطة إلى جرف الأرض الزراعية الواقعة على مدارب السيول ودمرت محاصيل المزارعين من الحبوب الغذائية والأشجار المثمرة وطمرت التربة بالحصى والأحجار وهدمت المدرجات المبنية بعرق الفلاحين .. كما أن بعض الآبار اليدوية تعرضت للدفن وتحتاج هذه المنطقة إلى إعادة تأهيل الأرض وإقامة سواتر صخرية على المسايل حتى لا تتكرر الكوارث مستقبلا بالإضافة إلى تعويض الناس لما لحق بهم من أضرار كارثية أسوة بالمناطق المماثلة لكي نشعر بأن الزمن قد تغير وأننا دخلنا دائرة الضوء والاهتمام عكس العصور الماضية وخصوصا العصر العفاشي الظالم . * أهم الأماكن المنكوبة : وادي مساتن والأشروج وسائلة الحجر وسائلة الدحيمة ووادي شعب العقور وشعب محبن والغاربة والمرجوم وشعب الاحور والمحاقن وأجزاء متفرقة قو من يمين والشاجبة ومنزل بني مسن وأدت الأمطار والثلوج إلى إنهيار التربة وقلع الأشجار وتدمير المزارع الصغيرة ونفوق الحيوان والطيور الداجنة وتحتاج هذه المنطقة إقامة سدود ليتم الاستفادة منها في الزراعة والحفاظ على الأراضي من الجرف والانهيارات الصخرية التي لا ترحم . الطرق:وفي سياق آخر قال التربوي عبدالواحد العزعزي: لم تهتم الحكومات المتعاقبة منذ قيام الثورة بشق الطرقات لتسهيل المواصلات وربط هذه المنطقة بغيرها من الأماكن الأخرى واستطاع الأهالي فترة الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي يشق الطريق بالتعاون مع هيئة التعاون الأهلي للتطوير الذي أهدى الحجرية وحدة شق متكاملة ولم يتم تطوير وتحديث الطريق بل بقت على ما هي عليه وطالب السكان بطريق إسفلتي يربط بين الطريق العام بالمنصورة المؤدي إلى هذه المنطقة والمناطق المجاورة لها وهي الزكيرة والمقارمة والمساحين والزعازع وبني شيبة الغربي وعيرها من القرى المحرومة. وأضاف بالقول : قام أحد المواطنين وهو خالد الخد يري بفتح بعض الطرقات الترابية بهذه العزلة على نفقته الخاصة رحمة بالمواطنين لكي لا يحرموا من إسعاف مرضاهم الى المستشفيات في التربة وتعز وقد عبروا عن شكرهم لهذا العمل الإنساني واستيائه واستنكارهم الشديدين من الإهمال الرسمي وعدم تفقد قيادة المديرية لما أصابهم من كوارث والإسراع بمساعدتهم والرفع للجهات الأعلى ليتسنى إزالة آثار الكارثة. *خاتمة النكبة : في شهر سبتمبر من هذا العام زادت أوجاع وأحزان أبناء العزاعز بجرف أراضيهم وإهمال الدولة لهم ما كلفهم خسائر فادحة جراء الأمطار التي تحولت إلى سقيا عذاب إلى جانب الحرمان من مشفى ورعاية الأمومة والطفولة وخرجنا بمحصلة من الآهات والأوجاع وأمنيات الناس الواقعين في دائرة الموت والإهمال الرسمي ونكبة السنين والمحرومة من أبسط مقومات الحياة بشربة ماء نظيفة وحبة دواء مجانية وتأمين أهلها بالغذاء والضمان الاجتماعي وإصلاح الأراضي المتضررة وإعادة الأمل للطفولة البائسة والمرضى الذين لا يجدون أجور المواصلات لإسعافهم إلى أقرب مستشفى فزاد الوباء وزادت الوفيات وتركت الأرض الخراب نسيا منسيا تطحن البؤساء فمن ينقذها ؟.