اختار "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يحيي أبو الهمام أميرا جديدا لمنطقة الصحراء، بحسب ما ذكرته مصادر مقربة من التنظيم لمراسل وكالة الأناضول للأنباء. وتم اختيار أبو الهمام، قائد ما يطلق عليه "كتيبة الفرقان" لقيادة تلك المنطقة بعد مشاورات أجرتها قيادات التنظيم منذ مقتل الأمير السابق نبيل مخلوفي (أبو علقمة) في حادث سير قبل أسابيع قرب مدينة جاوا، إحدى كبريات مدن شمال مالي، وفق ذات المصادر.
وإمارة الصحراء هي المنطقة التاسعة وفق التقسيم الإداري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتسمى أيضا منطقة الجنوب.
ويقسم التنظيم شمال أفريقيا إلى مجموعة من المناطق العسكرية ، تمتد فيها "إمارة الصحراء" بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وتعرف لدى التنظيم ب "صحراء الإسلام الكبرى".
وتعتبر إمارة التنظيم، إمارة حرب في التوصيف الفقهي للجماعة لا إمارة دولة، نظرا لأن التنظيم في حالة حرب دائمة ويخوض عمليات استنزاف في موجهة الغرب وحلفاءه المحليين من الأنظمة الحاكمة.
ويأتي تعيين الأمير الجديد لمنطقة الصحراء في وقت تشهد فيه الجماعات الإسلامية المسلحة المسيطرة على شمال مالي ما يشبه حالة الاستنفار القصوى ترقبا للحملة العسكرية التي تعدها فرنسا مع دول إفريقية وعربية لإنهاء سيطرتها على الإقليم المالي.
وسيكون ضمن أهم أولويات أبو الهمام، وهو من الجزائر، التحضير للمواجهات العسكرية، كما عليه أن يحدد في حال عدم اندلاع الحرب سياسته تجاه الدول المجاورة، وما إذا كان سيواصل سياسة "الهدنة" غير المعلنة مع دول الجوار والتي انتهجها التنظيم منذ اندلاع الحرب في الشمال المالي وطرد القوات المالية منه، وفق مراقبون
ويرى المراقبون في تعيين خبير العمليات العسكرية في الصحراء أبو همام سيطرة جزائرية على التنظيم ورسالة أخرى مفادها أن قيادة القاعدة موجودة في الجزائر وليس في أي مكان آخر. ويتردد أن أبو الهمام هو أحد أكثر الرجال قربا من أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، بل ويعد رجل ثقته.
ويصنف يحيى أبو الهمام باعتباره أحد القادة الصقور في التنظيم، ورغم صغر سنه إلا أن الجزائري الثلاثيني واسمه الحقيقي (جمال عكاشة) يعد من القيادات الأولى للتنظيم التي وصلت إلى الصحراء في النصف الثاني من عام 2004، برفقة أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار فيما يعرف بالعودة الثانية لمقاتلي التنظيم إلى أزواد.
ويعتبر أبو الهمام من أبرز قادة القاعدة في إقليم شمال مالي، وكان في الطليعة رفقة عناصر كتيبته (الفرقان) على رأس مجموعة من المسلحين تضم 50 سيارة إلى جانب قوات حركة (أنصار الدين) التي دخلت مدينة تمبكتو بعد طرد القوات المالية وحركة تحرير أزواد منها.
ولد يحي أبو الهمام عام 1978 بدائرة رغاية شرق العاصمة الجزائر، التحق بصفوف من بوابة (الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، وترقّى سريعا في صفوف التنظيم ليدخل صفوف قادته.
اعتقلته السلطات الجزائرية أواخر تسعينيات القرن الماضي، وأمضى 18 شهرا في السجن، لكن المحكمة برأته وأطلقت سراحه، ليلتحق بعد ذلك مباشرة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبح اسمها لاحقا "'تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي".
وفي النصف الثاني من العام 2004 التحق بالصحراء في شمال مالي وجنوب الجزائر، حيث كان تحت إمرة خالد أبو العباس الذي أسندت إليه حينها قيادة المنطقة.
وشارك أبو الهمام في عدة اشتباكات ضد الجيش الموريتاني وضد الجيش الجزائري. وسبق وأن أدين بالإعدام غيابيا في محكمة جزائرية عام 2006 في قضية تشكيل جماعة مسلحة بعد ضبط صناديق ذخيرة وأسلحة في منطقة صحراوية تقع على الحدود.
وشملت التعينات أيضا تعيين عبدالحميد أبو زيد نائبا لأبي الهمام، وأبو زيد قائدا لكتيبة "طارق بن زياد" أو "الفاتحين" وهو جزائري في الخمسين من عمره واسمه الحقيقي عبيد حمادو.
وولد حمادو في مدينة توغورت الصحراوية التي تبعد نحو 600 كلم عن العاصمة الجزائر، وكان عضوا في "جبهة الإنقاذ الإسلامية"، هرب إلى الجبال الجزائرية في بداية تسعينات القرن الماضي والتحق بجماعة الدعوة والقتال السلفية المسلحة.
وأصبح عبد الحميد أبو زيد واحدا من زعماء "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بعد إلقاء القبض على عدد من مسؤولي التنظيم وإبعاد عدد أخر منهم عن مراكز القيادة.
وتشكل "كتيبة الفرقان"، التي رأسها أبو الهمام، إلى جانب كتائب "سرية الأنصار" التي يقودها "أبو عبد الكريم الطارقي"، وهو الوحيد من غير الجزائريين من القادة العسكريين في القاعدة، و"الملثمون" التي يقودها مختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس"، و"طارق ابن زياد" التي يقودها عبد الحميد أبو زيد، المجموعات العسكرية الرئيسية في الصحراء.
وتتشكل "كتيبة الفرقان" في أغلبها من مقاتلين موريتانيين وماليين، وتنشط في الحدود الشمالية الغربية من أزواد في دولة مالي، وتولت مهمة التصدي للجيش الموريتاني خلال عمليات توغله في شمال مالي واشتبكت معه في معارك عديدة.