قال محمد حرمل مساعد رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، إن عدد النازحين اليمنيين داخل البلاد تجاوز النصف مليون نازح من مختلف المحافظات التي شهدت مواجهات مسلحة، مشيرا إلى أنهم مهددون بأزمة غذائية. وأوضح حرمل في تصريح خاص لمراسل الأناضول، أن دور الوحدة (التابعة للحكومة) هو حشد الدعم والمساعدة للنازحين بالتواصل والتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية الدولية والوطنية لتوفير المساعدات الغذائية والإيوائية للنازحين. ولفت مساعد رئيس الوحدة التنفيذية التي شكلتها الحكومة اليمنية في سبتمبر/ أيلول 2009 إلى أن الدولة تولي اهتماما كبيرا بقضية النزوح الداخلي، وقد أدرجت قضية النازحين ضمن قضايا الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في مارس/ آذار الماضي. وتم تشكيل لجنة لدراسة وتحليل مشاكل النزوح من أجل الخروج بحلول متكاملة لحل مسببات النزوح في اليمن، إضافة إلى أن اللجنة المكلفة من الحوار تقوم بزيارات ميدانية لمخيمات النازحين والاقتراب منهم أكثر لمعرفة مشاكلهم، بحسب حرمل. وتعد الدولة ممثلة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي والوحدة التنفيذية للنازحين سياسة وطنية شاملة للنزوح الداخلي في اليمن. وعن هذه السياسة، أكد حرمل أنها ستعمل على حماية المدنيين من النزوح غير الطوعي والاستعداد لأي نزوح محتمل، كما أنها ستقوم بتوفير حماية ومساعدة للأشخاص النازحين داخليا ودعم المجتمعات المتضررة من النزوح، وتوفير ظروف مواتية للحلول الآمنة والطوعية والدائمة للنزوح. وكانت الوحدة التنفيذية للنازحين بالتعاون مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، قد عقدت عدة ورش عمل تشاورية بشأن السياسة الوطنية للنازحين وانتهوا من إعداد المسودة الأولى منها. ومن المقرر أن يتم إطلاق السياسة الوطنية للنزوح الداخلي خلال الأشهر القادمة بعد المصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء. من جهة أخرى، حذر حرمل من تفاقم أزمة الغذاء بالنسبة للنازحين باليمن وذلك بعد تخفيض برنامج الغذاء العالمي في اليمن للحصة الغذائية الشهرية للنازحين إلى النصف منذ بداية شهر مارس/ آذار 2013 بسبب توجيه أغلب منح البرنامج للشعب السوري جراء الحرب الدائرة هناك. واعتبر حرمل أن هذا التخفيض يعد مشكلة كبيرة، لكنه أكد أن برنامج الغذاء العالمي أبلغهم أن هذا الإجراء لن يكون لفترة طويلة، وقد يعود إلى توزيع الحصة الكاملة خلال الأشهر القليلة القادمة. وأفادت إحصائية أعدها مركز المعلومات التابع للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين قبل أسبوعين، بأن أعداد النازحين في عموم مناطق النزوح في اليمن حتى نهاية أبريل/ نيسان الماضي بلغت 550 ألفا و991 نازحا، يمثلون 91 ألفا و656 أسرة، موزعة بنسبة 31.08% رجال و30.96% إناث، و37.96% أطفال. وطبقاً لإحصائية المركز التي أوردها في تقرير له ووصل مراسل الأناضول، فإن نسبة النازحين في عموم اليمن تبلغ 2.27% من إجمالي سكان اليمن عموما البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة. وتأتي محافظة صعدة- شرقي اليمن- في المرتبة الأولى في نزوح سكانها ب357 ألفا و479 نازحا يمثلون 50 ألفا و211 أسرة نازحة. وبلغت نسبة العائدين إلى المحافظة 69 ألفا و239 نازحا يمثلون 9 آلاف و727 أسرة، بنسبة 19.37% من إجمالي نازحي المحافظة. وتحتل محافظة أبين- جنوبي اليمن- المرتبة الثانية ب 168 ألفا و386 نازحا، يمثلون 37 ألفا و299 أسرة. وتتفوق المحافظة فيما يتعلق بنسبة العائدين بعد أن استطاعت الدولة طرد عناصر تنظيم القاعدة من المحافظة وتشجيع النازحين على العودة، حيث بلغ عدد العائدين إلى المحافظة حتى نهاية أبريل / نيسان الماضي 162 ألفا و253 نازحا، يمثلون 36 ألفا و42 ألف أسرة، بنسبة وصلت إلى 96% من إجمالي النازحين. وتأتي محافظة حجة- شرقي اليمن في المرتبة الثالثة ب16,971 ألف نازح، يمثلون ألفين و760 أسرة، وتليها محافظة البيضاء- شرقي اليمن- والتي تشهد مواجهات بين الحكومة وعناصر تنظيم القاعدة التي فرت من محافظة" أبين" إلى هناك. وبحسب تقرير المركز فإن نسبة النازحين المتضررين من هذه المواجهات بلغ 8 آلاف و155 نازحا، يمثلون ألف و386 أسرة، نزحت إلى عاصمة المحافظة "رداع" وإلى محافظة" ذمار" التي تبعد عنها 168كم. من جانبه أوضح النازح، علي خلوفة، لمراسل الأناضول أنهم يعانون كثيرا بسبب تخفيض الحصة الغذائية إلى النصف وكثرة أفراد أسرهم، مشيرا إلى أنه إذا استمر الوضع بهذا الشكل فإنهم قد يموتون جوعا. ويقوم برنامج الغذاء العالمي في اليمن بصرف حصة غذائية للنازحين تتمثل في "دقيق، وسكر، وزيت، ملح، ومواذ غذائية للأطفال". فيما تقوم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بصرف مواد إيوائية تتمثل في "فرش، وبطاطين، وخيام". وعن الوضع الصحي في مخيمات النازحين، قال النازح محمد علي إنهم يعيشون في "حالة يرثى لها صحيا، وقد انتشرت الأمراض والأوبئة في أوساطهم بسبب مغادرة منظمة أطباء بلا حدود الدولية التي كانت تشغل مستشفى المزرق القديم بمحافظة حجة وتستقبل الحالات المرضية". ونتيجة لتزايد الأمراض والأوبئة في أوساط النازحين، افتتحت المفوضية العليا لشئون اللاجئين بتمويل من الحكومة الفرنسية مركزا صحيا للنازحين في مخيمات المزرق شمال غربي محافظة حجة بتكلفة تجاوزت ال200 ألف دولار. وبحسب الممثل المقيم للمفوضية العليا لشئون اللاجئين باليمن، نفيد حسين، فإن المركز الصحي سيستفيد منه أكثر من 16 ألف نازح من محافظة صعدة، 85% منهم من الأطفال، إلى جانب السكان المحليين الذين يستضيفون النازحين. وكان مجموعة من النازحين قد ظهروا على شاشة قناة يمنية ونقلوا معاناتهم في الجانب الصحي وكيف يتعرضون للموت البطيء في مخيمات المزرق بالتحديد. وفي ذات السياق قال وكيل وزارة الصحة اليمنية، غازي إسماعيل، في تصريحات صحفية، إن الوزارة ملتزمة بتقديم الخدمات الأساسية للنازحين، بالتعاون مع الجهات والمنظمات المانحة، لافتا إلى أن وزارته بصدد البحث عن دعم للمستشفى الميداني بمخيم المزرق والذي قدمته منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي كهدية لليمن إلى جانب المستشفى الذي قدمته المفوضية العليا لشئون اللاجئين.