هي قصة عاشقين في بلد تنتهي فيه قصص الحب في المقابر. العاشق إسمه توفيق عبدالله البرح من "نجد البرح" بمديرية "القفر" التابعة لمحافظة "إب" في اليمن. لم يتجاوز العشرين عاماً. كان والده جندياً في الجيش وتوفي في حرب 1994 التي وقعت بين شمال اليمن وجنوبه. هو ابن وحيد ليس له غير أخت واحدة غير شقيقة.. ولأنه وحيد استغل أعمامه ذلك، وسرقوا ميراثه حيث رفضوا حتى أن يساعدوه في رسوم دراسته في جامعة إب. يقول أحد أقرباء توفيق: استغل أعمام توفيق موت أبيه ليسرقوا كل أمواله. حيث أخذ عمه هيثم البرح الذي يعمل مفتيّاً وخطيب جامع- المعاش الشهري الذي يخص والده. بينما عمه الآخر - قائد البرح والذي يعمل في الأمن المركزي، استولى على البيت الذي يملكه والد توفيق.
ثم لإسكات توفيق عن حقوقه، تمّت خطبته لسهام ابنة عمه ذات الخمسة عشر ربيعاً. وقع توفيق في حبها وأراد الزواج بها، ولكن الأب اشترط عليه أن يكون لديه بيت مستقل. فقال له توفيق: أنا سأعيش في بيت أبي (يقصد البيت الذي أخذه منه عمه). عندها رفض العمّ هذا الطرح كما رفض تزويجه من ابنته.
رفع توفيق دعوى ضد أعمامه يطالب فيها بحقه في البيت وفي معاش والده. ثم قرر أن يأخذ خطيبته الى بيت خالها لعل أباها يوافق ويزوجهما. أخذ توفيق خطيبته من المدرسة، وسارا من "نجد البرح"، حيث لا توجد طريق معبدة، ما يقارب النصف ساعة، ثم استأجرا باصاً الى قرية "رحاب".
يكمل قريب توفيق:"هناك رفض الخال أن يستقبل ابنة أخته، فذهبا الى بيت أم توفيق التي تعيش مع زوجها بعد وفاة والد توفيق في "السحول". تلقى توفيق اتصالاً من عمه ووعده بأنه سيزوجهما. صدّق توفيق غير عالم أن عمه هيثم البرح أصدر فتوى تحلل قتله هو وسهام.
يقول مصدر أمني في البحث الجنائي في مديرية القفر: "قام أحد الموجودين من أبناء العم بقتل توفيق، ثم أخذوه بسيارتهم ليدفنوه. وهناك أطلقوا رصاصة على رِجل سهام ودفنوها وهي حية ترزق". يكمل المصدر:"للأسف فرّ والد سهام ومن معه من المشاركين في الجريمة. ولا نعرف مكانه وما زال البحث جارياً، وقد اختلطت الأنباء حول من قتل سهام، لا ندري هل قتلها والدها أم احد الموجودين من أبناء العم".
أثارت هذه القضية الرأي العام في اليمن، وقد خرج طلاب جامعة إب الأسبوع الماضي في تظاهرة استنكاراً لما حدث. ورفعت والدة توفيق دعوى ضد أعمامه. وما زال الأمن يبحث عن القتلة لعلّ حق توفيق يرجع بعد موته بعد أن سُرقت حقوقه في حياته.