بدأت اليوم في مراكش المغربية أعمال الدورة ال 31 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي ستستمر لمدة يومين ، بمشاركة أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في الدول العربية . وفي جلسة اليوم التي رأسها وزير الداخلية في المملكة المغربية الشقيقة معالي محمد حصاد ، ألقى اللواء الدكتور عبده حسين الترب وزير الداخلية كلمة اليمن في الدورة ، أكد فيها حرص بلادنا على إنجاح مسار التعاون الأمني العربي لما فيه خدمة مصالح وأمن واستقرار المنطقة العربية وشعوبها ، التي تواجه في هذه الفترة من تاريخها تحديات أمنية غير مسبوقة ، مؤكدا استعداد اليمن لدعم كافة أشكال التنسيق والتعاون الأمني العربي ، وخروج الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب بقرارات وتوصيات تدعم هذه الجهود ، وتسهم في تطوير العمل الأمني العربي المشترك . واستعرض اللواء الترب في كلمته أمام الدورة تجربة الحوار الوطني الشامل المتميزة في اليمن ، والتي جنبت البلاد مخاطر الاقتتال والحروب ، قائلا : إننا بالحوار تجنبنا كل ذلك ووصلنا إلى رؤية توافقية أجمع عليها كافة أبناء الشعب اليمني ، وجاءت مخرجات الحوار معبرة عن إرادة وطنية أفضت إلى وفاق أبحر بالعملية السياسية إلى بر الأمان . وأضاف : إن اليمن تمضي جادة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بدعم من أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجية ، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية الشقيقة ، وبقية الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن . وفيما يتعلق بالإرهاب ، أوضح وزير الداخلية إن اليمن عانت من الإرهاب الذي اتخذ أشكالا متعددة في الإضرار بمصالح اليمن العليا ، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية حققت جهودا طيبة في مكافحة الإرهاب والجريمة بمختلف أشكالها ، بالرغم مما تمر به البلاد من أزمة سياسية واقتصادية ، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات المهربة إلى بلادنا ، كما تمكنت من ضبط كميات كبيرة من المخدرات تصل إلى ما يقارب 3 أطنان من مادة الحشيش و155 كيلو جرام من الكوكايين ، وأكثر من 35 ألف قرص مخدر كانت متجهة إلى دول الجوار ، بالإضافة إلى ضبط أكثر من 60 ألف قطعة سلاح ، وكميات كبيرة من الذخائر والمتفجرات . واستعرض اللواء الدكتور عبده حسين الترب في كلمته أمام مجلس وزراء الداخلية العرب معاناة اليمن مع تدفق اللاجئين من دول القرن الأفريقي ، وكذا الجهود التي تبذلها بلادنا في مجال مكافحة جرائم القرصنة في المياه الإقليمية ، وهو ما يتطلب معه مد يد العون من الأشقاء ولاسيما دول الجوار لدعم اليمن في مواجهة هذه الأعباء الجسيمة ، وتغطية الحاجات الإنسانية للاجئين والمهاجرين . وأشاد وزير الداخلية في ختام كلمته بالإنجازات التي حققها مجلس وزراء الداخلية العرب في مسيرته الدؤوبة لتعزيز العمل الأمني العربي المشترك ، وهو انجاز يتزايد كل يوم باضطراد وبطريقة جعلت كافة الدول الأعضاء أكثر توافقا وتعاونا لتحقيق أمن واستقرار شعوبنا وبلداننا العربية. وفيما يلي نص كلمة اللواء الدكتور عبده حسين الترب وزير الداخلية في الدورة ال 31 لمجلس وزراء الداخلية العرب :
- معالي السيد / محمد حصاد وزير الداخلية في المملكة المغربية رئيس الدورة الواحدة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب.
- صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب
- أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب.
- معالي الدكتور/ محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب.
- أصحاب السعادة ، أعضاء الوفود جميعاً.
،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، نلتقي اليوم في المملكة المغربية، برعاية ٍ سامية ٍ من جلالة الملك/ محمد السادس – ملك المملكة المغربية، الذي لا يسعنا إلا أن نتقدم له وللشعب المغربي الشقيق، وحكومته الرشيدة بكامل التقدير ومشاعر الود ، شاكرين وممتنين لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.
أصحاب السمو والمعالي الوزراء. أصحاب السعادة.. السادة الحاضرون.
لا يخفاكم ما تمر به أمتنا العربية من مرحلةٍ متسمة ٍ بالتفاعل و التطوير وهي صفة لأمتنا الحية التي تسعى نحو الأفضل ،لأن هذه الأمة قد آمنت بضرورة التغيير باعتباره سنة من سنن الحياة الإنسانية التي تتطلع إليها الأوطان والمجتمعات والشعوب ونحن في الجمهورية اليمنية جزء ٍ من هذه الأمة التي آمنت بضرورة التغيير. وأمام الإرادة الحرة لمجتمعنا اليمني، برزت تحديات ومعضلات كادت أن تعصف بكيان الوطن برمته ، حتى حبس الناس أنفاسهم ترقباً لكوارث لا نهاية لها .. لكن العناية الإلهية ألهمت اليمنيين إلى طريق آمن وإلى مسلك حميد؛ تجلت فيه الحكمة اليمانية حين اتخذوا من المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وصولا إلى اعتماد الحوار الوطني وسيلة ً ضرورية ، وقيمة أساسية للوصول إلى ما يصبوا إليه الشعب اليمني من حياة كريمة.. هذا الحوار الذي جنب البلاد مخاطر الاقتتال والحروب التي يصعب السيطرة عليها لأنها كانت ستؤدي إلى حدوث عواقب وخيمه وكارثة إنسانية كبيرة. ولكننا بالحوار تجنبنا كل ذلك ووصلنا إلى رؤية توافقية أجمع عليها أبناء الشعب من كل مكونات الحوار الوطني من شباب ومكونات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها من المكونات. فجاءت مخرجات الحوار الوطني معبرة عن إرادة وطنية أفضت إلى وفاق أبحر بالعملية السياسية إلى بر الأمان. وبحمد الله هانحن نسير اليوم في العملية السياسية بمراحل منتظمة ، وبتوقعاتٍ تحملنا من نجاح إلى نجاح ولتمضي بلادنا في هذه المرحلة بخطوات جادة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بدعم أشقائنا في المملكة العربية السعودية وبقية الدول العشر الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية بالإضافة إلى دعم الدول الصديقة والمجتمع الدولي لليمن خلال هذه المرحلة ومن ذلك إصدار القرار 2140 من مجلس الأمن بشأن معرقلي العملية السياسية في البلاد لمعاقبتهم. ولقد خطونا بالفعل خطوات طيبة لحل أزمتنا السياسية بنجاح ولولا بعض التدخلات السلبية لكان بالإمكان انجاز الحل في وقت أقصر وبجهد وكلفة أقل . لقد كنا متفائلين بالتغيير الذي حصل لدى إخواننا في جمهورية إيران الإسلامية ، بأن يؤدي ذلك التغيير إلى حدوث تأثيرات إيجابية تسهم في الاستقرار في المنطقة بشكل عام واليمن على وجه الخصوص ، ولازال الأمل يحدونا برغم كل ما حصل بأن تكون من نتائج ذلك التغيير الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
- أصحاب السمو والمعالي. - أصحاب السعادة.
لاشك أنكم تدركون أن الإرهاب قد أصبح يقلق كثيرا من المجتمعات والدول في العالم والوطن العربي وكان لليمن نصيبها من ذلك فالإرهاب يتخذ أشكالاً متعددة في الإضرار بوطننا اليمني فتارة ً يتخذ من الهجوم المباشر على مؤسسات الدولة الحيوية هدفاً، كما حدث في الهجوم على وزارة الدفاع ، والسجن المركزي في العاصمة صنعاء. وتارة ً أخرى ، يتخذ من المنشآت الاقتصادية هدفاً ، للتخريب مثل الاعتداء على أنابيب النفط والغاز، الذي يؤدي إلى حدوث خسائر وأضرار إقتصادية جراء توقف الإنتاج وضرب أبراج وخطوط نقل الكهرباء ، لشل الحركة اليومية في الحياة العامة ، والتأثير على مجريات النشاط اليومي للمواطنين ، بهدف تحريضهم على الدولة لتقويض النظام والقانون. وقد بذلت جهود طيبة من قبل الأجهزة الأمنية في هذا الجانب رغم ما تمر به البلاد من أزمة سياسية واقتصادية وقد أدى ذلك إلى تحقيق نتائج ايجابية في مكافحة الجريمة ومنها على سبيل المثال ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات المهربة إلى بلادنا ، وضبط كمية كبيرة من المخدرات تصل إلى ما يقارب 3 طن من مادة الحشيش و 155 كيلو جرام من الكوكايين و2797 أمبولة مخدرة وأكثر من 35 ألف قرص مخدر كانت متجه إلى دول الجوار بالإضافة إلى ضبط أكثر من 60ألف قطعة سلاح وكميات كبيرة من الذخائر والمتفجرات. فمواجهة الجريمة بكافة أشكالها مهما كانت الظروف لا يمكن التراجع عنها ولا خيار لنا سواها، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود بين دول المنطقة وتحمل أعباء مكافحة الجريمة خاصة فيما يتعلق بجرائم الإرهاب وغيرها من الجرائم التي تهدد الأمن والسلم الإجتماعي الداخلي والإقليمي والدولي نظر المحدودية الإمكانيات لدينا في مكافحة مثل هذه الجرائم. كما أن بلادنا تعتبر الدولة الوحيدة في المنطقة الموقعة على اتفاقية اللاجئين عام 1951م والتي بموجبها ترتبت على بلادنا التزامات دولية شكلت عبئاً كبيراً أثر على كثير من نواحي الحياة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية بالرغم من قلة الموارد الاقتصادية اللازمة لتغطية أعباء الهجرة غير المشروعة وتزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين من دول القرن الأفريقي بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها بلادنا في سبيل مكافحة جرائم القرصنة في المياه الإقليمية .
الأمر الذي يتطلب معه مد يد العون من الأشقاء سيما دول الجوار لتوفير المتطلبات اللازمة للقيام بالمهام الأمنية لمكافحة الجريمة والإرهاب والقرصنة البحرية وتهريب الأسلحة والمخدرات و لتغطية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والمهاجرين. إن الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها بلادنا تتطلب ضرورة إجراء إصلاحات في مختلف المجالات، وذلك الإصلاح والتعافي لا شك أن له ارتباط وثيق بوعود المانحين والتي إن أنجزت فإنها ستسرع في عملية الانتعاش الاقتصادي الذي له الأثر الأكبر في الاستقرار الأمني .
أصحاب السمو والمعالي أصحاب السعادة
إن جدول أعمال دورتنا هذه زاخر بالعديد من الانجازات للمجلس في مسيرته الدؤوبة ، ويحمل في دفتيه الطموح المعهود لمستقبل أكثر إنجازاً وفخراً .. ونحن دائماً مع إجماعكم الصائب ورؤاكم الثاقبة نعمل معاً من أجل تحقيق الأمن ، كونه أول دعائم الحضارة والرقي.. وفي الأخير أقدم الشكر والتقدير للأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ، ممثلة في أمينها العام ، والشكر موصول لفريقها العامل لإنجاح دورات المجلس المتعاقبة .. وإن فخرنا بمجلسنا هذا يتزايد كل يوم بما نرى فيه من إضطراد وانتظام ومؤسسية جعلت كافة الدول الأعضاء أكثر توافقاً وتعاوناً يحقق أمن واستقرار شعوبنا حتى تكون بلداننا أكثر أماناً واستقراراً ، وحتى نبعد الجريمة عن مجتمعاتنا لتحقيق التقدم والازدهار والسير في ركب الحضارة والبناء. والشكر لكافة المكاتب التابعة للمجلس ولجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على جهودهم البناءة.