اثار سيطرة جماعة الحوثي المسلحة على مدينة عمران (50 كم شمال صنعاء) ردود فعل واسعة باستنكارات وإدانات دولية وإقليمية ومحلية، وحملوا الجماعة مسئولية الخروج عن الاجماع الوطني وكل ما يترتب على ذلك. وسيطر مسلحو الجماعة الحوثي الليلة الماضية كليا على مدينة عمران بعد معارك ضارية بدأت قبل نحو 50 يوما مع وحدات عسكرية ومسلحين مواليين لحزب الاصلاح " أخوان مسلمون ". وذكر مسئول محلي في وقت سابق لوكالة أنباء (شينخوا) أن مسلحي جماعة الحوثي تمكنوا من السيطرة الليلة الماضية كليا على مدينة عمران بكافة مبانيها الحكومية العسكرية والأمنية والمدنية، أن المسلحين خاضوا مواجهات كبيرة مع قوات اللواء 310 ميكانيكي وقتلوا قائده وسيطروا على مقر اللواء وعلى جميع معداته العسكرية.
وكانت مواجهات قد اندلعت بين الحوثيين ، ووحدات عسكرية من اللواء 310 يساندها بعض المسلحين من أنصار حزب الإصلاح في 19 من مايو الماضي خلفت مئات القتلى من جميع الأطراف والمدنيين. وخلال فترة المواجهات ، أبرمت لجنة رئاسية ثلاثة إتفاقيات لوقف إطلاق النار إلا أن تلك الاتفاقات انهارت ، وأخرها لم تصمد لساعات. وتعد جماعة الحوثي أكبر جماعة يمنية مسلحة وكانت أعلنت تمردها على الدولة في العام 2004، وخاضت ضد القوات اليمنية ستة حروب حتى عام 2009. وأثارت عملية السيطرة على مدينة عمران أحد المدن الرئيسية اليمنية ردود فعل واسعة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأدان مجلس الأمن الدولي بشدة سيطرة الحوثي على مدينة عمران معتبرا ذلك خروجا عن الاجماع الوطني، وسيعقد المجلس جلسة طارئة خلال الساعات القادمة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن عقب سقوط عمران بيد الحوثيين. وذكرت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" ان الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية تلقي اليوم اتصالا هاتفيا من مجلس الامن الدولي كلف به مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثة الخاص لليمن جمال بنعمر أكد فيه إدانة مجلس الأمن لما قامت به جماعة الحوثي من مهاجمة مدينة عمران والعدوان على المباني الحكومية والمعسكرات والممتلكات الخاصة والعامة بالإضافة إلى ترويع المواطنين والآمنين وعدم الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار والتهدئة. وأوضح بنعمر أن مجلس الأمن يعتبر أن ذلك العدوان يمثل خروجا سافرا على مخرجات الحوار الوطني الشامل ويتناقض ذلك مع الاتفاقات المبرمة من خلال اللجنة الرئاسية والمساعي الحميدة والوطنية التي يبذلها الرئيس عبدربه منصور هادي من أجل تجنيب البلاد ويلات التعصب المناطقي أو المذهبي أو الجهوي وحقن الدماء البريئة. وبين بنعمر، أن مجلس الأمن يحمل جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن ما يترتب على ذلك وضمان الممتلكات الحكومية العامة والخاصة وإعادة جميع المعدات والأسلحة والمعدات وعدم العبث بمقدرات الوطن و الأرض والانسان، كما يحملهم المسؤولية كاملة عن أي تعارض لذلك وستكون جماعة الحوثي هي المسؤولة عن كل ما جرى وستحاسب على كل ما ارتكبته .
وأكد مجلس الأمن الدولي ، على ضرورة عودة جماعة الحوثي الذين هم من خارج المحافظة إلى محافظة صعدة " معقلهم الأساسي " مع ترك الأسلحة والمعدات وكافة الممتلكات العامة والخاصة. كما أدن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبشدة سيطرة الحوثيون على عمران ، ودعاهم إلى تجنب التحدي والغرور باعتبار ذلك مرفوضا من اليمن والمجتمع الدولي . وأكد أمين عام المجلس الدكتور عبداللطيف الزياني في اتصال اجره مع الرئيس اليمني، إدانة مجلس التعاون الخليجي لعدوان جماعة الحوثي على محافظة عمران وعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة الداعية إلى التهدئة ووقف اطلاق النار وتجنيب اليمن ويلات سفك الدماء البريئة والزكية. "حسبما ذكرت الوكالة الرسمية".واكد الزياني أن هذا العدوان يمثل خروجا صارخا عن مخرجات الحوار الوطني الشامل، مبرزا مطالبة مجلس التعاون الخليجي بضرورة الالتزام بالإجماع الوطني الذي تمثله مخرجات الحوار الوطني الشامل لأجل اليمن الجديد والمستقبل الجديد وتجاوز كافة التحديات لما من شأنه ضمان أمن واستقرار وسلامة اليمن وكذا ضرورة مراعاة الحرمات والحقوق العامة والخاصة والكف عن العدوان . وشدد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ضرورة عودة جماعة الحوثي الى محافظة صعدة وتجنب التحدي والغرور باعتبار ذلك مرفوضا من اليمن والمجتمع الدولي .
وحملت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في محافظة عمران والمناطق المحيطة بها، جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن الأحداث والتطورات المأساوية التي شهدتها المحافظة وما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد أمن واستقرار الوطن .(حسب موقع 26 سبتمبر الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية). وذكر بيان صادر عن اللجنة التي يرأسها وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد، بأنه بعد تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة عمران خلال ال 48 ساعة الماضية وما صاحبها من مهاجمة لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والاستيلاء عليها من قبل الجماعات المسلحة من الحوثيين ، مما أسفر عن مقتل عدد من المواطنين الآمنين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، التقت اللجنة الرئاسية بممثلي جماعة الحوثي بحضور كبير مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن".
واضافت "وبعد نقاش مطول تم الاتفاق على أن تتمركز الشرطة العسكرية في معسكر اللواء 310 فيما ينسحب الحوثيين من كافة المؤسسات والمنشآت الحكومية في المحافظة مقابل الخروج الآمن للواء وقيادته ، لكنهم لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه وقاموا بمهاجمة معسكر اللواء وارتكبوا اعمالا مروعة زادت من تأجيج التوتر والاقتتال وترويع المدنيين".وعليه فان اللجنة الرئاسية تحمل جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن الأحداث والتطورات المأساوية التي شهدتها المحافظة وما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد أمن واستقرار الوطن، وتعتبر ذلك عدم التزام بالاتفاقات السابقة ومخرجات الحوار الوطني . كما تحملهم مسؤولية سلامة وأمن كافة القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية التي تم اعتقالها ومسؤوليتهم على كافة الأبنية والمعدات والأجهزة الحكومية والمدنية .من جانبها ، اعلنت اللجنة الأمنية العليا في اليمن أن العناصر الحوثية نقضت الاتفاقات مع اللجنة الرئاسية غدرا وقامت باقتحام معسكر اللواء 310 مدرع وقتلت عددا من الضباط والجنود ، ونهبت الاسلحة والمعدات. ودعت اللجنة الأمنية الحوثيين لإعادة كافة المنهوبات وحملتهم مسئولية سلامة قائد اللواء وكل منتسبيه. ولا تزال عمران تعيش أوضاعا انسانية في غاية التعقيد ، ولا تزال فرق انتشال الجثث تعمل في جميع شوارع المدينة وأزقتها وأحيائها السكنية.