تستغل جماعة الحوثي المسلحة، السخط الشعبي وحالة تذمر المواطنين من السلطة الحالية، بعد قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، باتفاق جرى بين الرئاسة والسلطة وجميع المكونات السياسية، فاتخذتها فرصة سانحه للخروج إلى الشارع والدعوة لمظاهرات واحتجاجات للمطالبة بإسقاط الحكومة ورفض الجرعه. لكن ناشطون ومشاركون في المسيرة التي خرجت اليوم وجابت العديد من شوارع العاصمة صنعاء، كشفوا نوايا الحوثي الحقيقية من خروجه إلى الشارع، وقالوا أن مسيرته لاعلاقة لها بالجرعة التي تدعي التظاهر من أجل إسقاطها، وأنها تستغل عوز وسخط الناس وتتاجر بآلامهم لتحقيق اهداف سياسية. كما شنوا هجوما لاذعا ضد الجماعة الحوثية ووصفوها ب "الجماعة الدينية المتطرفه"، بعد وقوع خلافات قوية بين جبهة انقاذ الثورة بزعامة أحمد سيف حاشد والمتظاهرين الحوثيين وأدت الى مشادات كلامية بسبب بعض الشعارات التي كان يطلقها الحوثييون، كما قاموا بالإعتداء على كثير من المشاركين المعترضين لشعاراتهم وأهدافهم. وقال سياسيون ان ماقام به الحوثي اليوم من خلال انقلابه على الاتفاقيات المتعهدة بينة وبين جبهة الثورة ادى الى خسارة الحوثي أخر خليف ل جبهة انقاذ الثورة. وأصدرت جبهة إنقاذ الثورة، بيانا شنت فيه هجوما على الحوثيين، وادانت قيام الحوثيين باعتداءات همجية ضد ناشطيها في كل من صنعاء وتعز في كشف واضح وصريح لأجندتهم الخفية والكامنة وراء محاولاتهم تجيير المسيرة لصالح تلك الأجندات. و في بيان صدر عن مكونات حملة 11 فبراير، و وقع عليه كل من جبهة الإنقاذ و حزب الكرامة و حزب التحرير الوحدوي الشعبي و تنظيم الأحرار و التنظيم التقدمي، عبروا عن اسفهم لشعاراتهم وترديدهم لهتافاتهم الخاصة، و هو ما عدته خرقا فاضحاً ما كانت تتوقعه من مكون كانت تتوقع منه احترام شرف الالتزام بالاتفاقات المسبقة للمسيرة التي تحمل أهدافا وطنية سامية لا أهداف خاصة بعيدة عن المصلحة الوطنية العليا. نرصد بعض آراء المشاركين والناشطين عن المسيرة.. هاني الجنيد، سكرتير صحيفة الأولى أنسحبنا مع جبهة انقاذ الثورة وجرحى الثورة من مسيرة اليوم بسبب تجيير الحوثيين لها، ودخول مسلحين حوثين في صفوفها، وبسبب رفع شعارات وهتافات حوثية غير وطنية لا علاقة لها بأهداف المسيرة ولا بالجرعة التي خرجنا لإسقاطها. حضر الحوثيين مع أسلحتهم النارية ومشروعهم الإمامي السلالي المتخلف إلى داخل الساحة ورفعوا شعارات عنصرية غير وطنية، فلم يكن أمامنا من من خيار الا الإنسحاب من المسيرة. فؤاد شجاع الدين، إعلامي خرجت مع مسيرة انصار الله لاسقاط الجرعه حتى شارع العدل ولم استطع المواصله نتيجة لتنامي احساسي بالغربه وانا وسط الحشود كان البعض منهم يخاطب المتفرجين بقوله المتفرج عميل كل ما كان يحيط بي يوحي باني لم اخرج من اجل اسقاط الجرعه بل من اجل مشروع ديني لا اكثر.. بشرى المقطري، كاتبة واديبه من الخطأ الاعتقاد أن مسيرة اليوم نضمها الحوثي او حتى دعا لها، فقط ظهر مساء امس عبدالملك الحوثي متسلقاً المسيرة ومتحدثاً عن الجرعة وعن الوضع الاقتصادي تماماً مثلما انضم علي محسن الأحمر الى الثورة بعد جمعة الكرامة .. ولدي قناعة أن أظافر الحوثي سوف تقلم.. إنها صيرورة التاريخ وديمومته. عبدالجليل الحقب، عضو إشتراكي تضمنت الكثير من شعارات مسيرة الحوثي تهديدا واضحا للرئيس بالسحل والقتل، ومشاركة المدنيين والنساء تكاد تكون منعدمه في مسيرة الحوثي اليوم. هاشم الصوفي، مراسل قناة اوكرانيا ليس هناك اسوأ من القوى التي تسعى الى استثمار واستغلال القضايا الانسانية والوطنية لصالح مشروع طائفي قذر .. وهذا مافعله اليوم الحوثي عندما استغل الدعوة التي دعت اليها حملة 11فبراير اليوم ضد الجرعة وسياسة تجويع التي تمارسها الحكومة، ولكن الحركة الحوثية وانصارها خرجت بشعارات تختلف بل تتناقض مع شعارات 11فبراير وهو ما اجبر الجميع على الانسحاب بما فيهم القاضي احمد سيف حاشد.