قال سياسيون عرب ان التقارب الامريكي الايراني في منطقة الشرق الاوسط خلال الاسابيع القليلة الماضية اصبح يهدد المنطقة ككل ومن كل النواحي معتبرين ان السياسة الأمريكية الخاصة بالشرق الاوسط تغيرت كليا فالان اصبح البيت الابيض لا تفكر بالعرب كما كانت سابقا ولم تعد تستشر حلفاءها في منطقة الخليج مونهم اصبحوا مجرد اداة تسيطر عليها كليا بالإضافة الى انهم ليسوا لاعبين مهمين بالنسبة إليها في هذه العملية. واعتبروا ان شروط امريكا المقايضة التي تقدمة بها للحكومة العراقية حول تدخلها الجوي لظرف جماعة " داعش " مقابل تسمية رئيس للحكومة جديد والاطاحة بالمالكي بالإضافة الى الدعم المالي والمادي واللوجستي التي تقدمة ايران لجماعة الحوثي التي اصبحت دولة داخل دولة في شمال اليمن بالإضافة الى الاحداث الاخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط من الانقسام السياسي في الانتخابات الرئاسية بلبنان التي فشلت للمرة العاشرة حول تسمية رئيس للدولة ، واستمرار القصف الصهيوني على قطاع غزة كلها احداث اصبحت تترجم الاتفاقات السرية التي تجري بين " طهران وواشنطن " لتغيير سياسة المنطقة بشكل عام .
واضافوا ان هناك تقارب كبير قد لا يتصوره بعض السياسيون العرب من حيث الخطر والاستراتيجية التي ترسم لتشكيل منطقة الشرق الاوسط حسب المعطيات العامة التي اتفق عليها " امريكا – ايران ". فالشعارات التي ترفع في اقطار مختلفة من الشرق الاوسط والمناهضة لأمريكا واسرائيل وتحديد في اليمن من "جماعة الحوثي المسلحة " الحليف اللدود "لإيران وامريكا " ماهي الا مجرد حلقة واحدة من مجمل الحلقات التي تسعى اليها الدولتين للسيطرة على المنطقة باسرها .
وبالرغم من ان امريكا احدى الدول الراعية للمبادرة الخليجية في الدولة الوحيدة التي اوقفت مشروع بريطانيا الاخير في مجلس الامن الدولي والذي كان يصب في ادراج جماعة الحوثي ضمن الاطراف المعرقلة للعملية السياسية في اليمن بعد سقوط عمران الشهر الماضي بأيديهم غير ان امريكا رفضت ذلك قطعيا واذا كان المشروع استمر في المناقشة لكان حق الفيتو الامريكي استخدم لحماية الحوثي من هذا القرار الذي يضعه تحت البند السابع لمجلس الامن .
وفي المقابل ايران خلال الساعات الماضية ردة الجميل لواشنطن وذلك من خلال الاطاحة برئيس الحكومة العراقي " المالكي " من خلال الضغط على انصارها الشيعة وتسمية رئيس جديد للحكومة بالرغم من الالتفاف الواضح على الدستور العراقي .
فاللعبة السياسية الان في منطقة الشرق الاوسط اصبحت الاطراف السياسية كأمريكا وايران تلعبها بشكل واضح وعلني في المنطقة دون خوف في فقدان حلفاءها " كون داعش والحوثي " اصبحوا قوتين لا يستهان بهما من اجل تركيع الحكام والشعوب والرضوخ للسياسة الجديدة التى ترسمها " طهران وواشنطن " للشرق الاوسط الجديد .