طفت موجة من الغضب الجنوبي على السطح، ضد مجلس محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ورفيقه هاني بن بريك، حتى بدا المشهد في الجنوب يكاد يكون موجة من الغبار التي تضرب عدن بالصيف تجاه مجلس عيدروس الزبيدي. يتهاوى رموز التمرد في الجنوب يوماً بعد يوم ويتساقطون مثل أوراق الخريف، ويوم أمس الماضي كانت قرارات الرئيس هادي فاصلة في هذا الشأن وبات عيدورس واصدقائه خارج ركب الدولة والشرعية بعد أن ظنوا ان لهم عاصم من قد الشعب والوطن.
الجنوبيون الذين طفح بهم الكيل وهم يرون ما يسمى ب" المجلس الانتقالي" يعرقل الحياة في عدن وفي الجنوب ذاق بهم الصمت ذرعاً فشنوا هجوما لاذعاً عليه.
تقول فتاة جنوبية، اسمها منى اليافعي ساخرة من دعوة وجهها العيدروس ومجلسه للاحتشاد في عدن " يا شماتت أبله طازا بنا" ثم تستدرك "صدق الذي قال النوم نعمة".
أما أماني باهني، فتتحدث بأسلوب تشمت من خلاله بالمجلس الانتقالي الذي وصفته بالانتقامي فتقول في تدوينة قصيرة لها على موقع "فيسبوك" (بشكل يومي يثبت المجلس الانتقالي، أنه مجلس انتقامي، انتقامٌ للمناصب الزائلة" ثم تتابع قائلة " المهم اذا عملتم مليونية المناصب بعدن، من الان اقلكم لا تجوش بكوستر وترجعوا بهايس، والذكي يفهم".
لم يقتصر الأمر على هذا، كانت حدة اللفظ لدى كثير من النشاطين توضح حالة الامتعاض من هذا المجلس الذي وقف حجرة عثرة أمام الجنوبين وطموحاتهم. فتستمر "شبكة صوت الحرية" برصد الموقف وتتوقف عند تعليق ل جمال باهرمز كتب فيه" هادي اعطاكم امر دمج المقاومة الجنوبية في الجيش والامن، اي جعل كل ابناء الجنوب الذين يحملوا السلاح شرعيين ". ويضيف "هادي عين قادة المقاومة والحراك محافظين على محافظات".
وتوجه فتاة جنوبية أخرى النصح للقيادات في الجنوب بأسلوب عقلاني، فتقول على صفحتها بالفيس بوك " عودوا للجنوب والتحموا بالشعب، وبعدها يبدأ العمل؛ أما كلام عن بعد فلا فائدة منه". وفي تدوينة اضافية يتحدى الناشط الجنوبي، محمد صالح اليزيدي أن يكون اثنين فقط من اعضاء المجلس الانتقالي قد اتفقوا على البيان الذي صدر مؤخرا عن المجلس، في اشارة واضحة الى عمق الخلاف الذي يعصف به من الداخل ويحاول اعضاؤه أن يجعلوه طي الكتمان. ويضيف أن المجلس الانتقالي يطالب الناس بالخروج في مليونية بينما يعيش اعضاؤه في مجالس مكيفة.
وبالصدفة نجد منشور مقتضب على الفيس بوك لمواطن جنوبي، يقول أنه منذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي والمقاوم، لم يكن أحد يسمع ب "املس أو بن بريك أو سقطري"، نلاحظ في المنشور أن المدون يريد أن يقول أن هؤلاء دخلاء على الحراك وانتهازيين لا أكثر، وهو فعلاً ما تؤيده بيانات فصائل الحراك المؤيدة للشرعية، إنه لأحمد الزوقري.
ويطالب فؤاد الكندي من عيدروس الزبيدي وبن بريك أن يعودوا الى الجنوب ليلتحم الشعب بهم، أما أن يظلوا رهنا أبو ضبي فلا أمر لهم. ومن هنا يمكن اقتباس أمر مهم يقوم على المشاريع التي ينفذها الزبيدي وبن بريك لصالح الخارج وعلى حساب أبناء عدن أنفسهم، وغير هذا كثيرون عبروا عن استيائهم من تصرفات العيدورس ورفيقه بن بريك.
الى فهد الخضر محمد الذي يعتبر أن الجنوب بات يحتضن مليشيات في كل مناطق عدن، وبلا شك يقصد محمد انصار عيدروس وبن بريك من المسلحين الذين يعملون خارج تشكيلات الجيش وبطرق غير قانوني، هذا يكتب بصفحته قائلاً " أصبحت موقنا أن المليشيات أصبحت متواجدة في كل مديريات ومناطق عدن . ومن يدعي غير ذلك فهو بائع وهم والشعب الحمد لله اصبح يعي ذلك مهما حاول المرجفون ان يخلقوا تبريرات لأفعالهم كالعادة".
وبالمتابعة المستمرة نجد الناشط الجنوبي، صابر الطيب فضل عقلان يتهكم من مجلس العيدروس، ونرصد لكم تغريدة قصيرة له قال فيها " نشتي بيان عملي على أرض الواقع، أما الهدرة الفاضية شبعنا منها".
ويذهب جميل العاقل السالمي الى أبعد من هذا فيدون قائلاً " لست متأكد من صحة البيان الذي نسب الى المجلس الانتقالي الان، لكن ان كان صحيح فهذا انتحار لقيادة المجلس، وعليهم الاستعداد لمواجهة اي قرار اممي بوضعهم بقائمة المعرقلين للعملية السياسية باليمن وبيننا الايام وقد حذرت بمنشورات سابقه بشان هذا ".
ويتهكم السالمي بالقول " عادهم ماحلوا مشكلة المنصة بالتجمهر الاول، وقد دعوا الى الثانية".
الأمر لا يتوقف هنا، ثمة موجة غضب جنوبية تكاد تقتلع المجلس الانتقالي، شعر الجميع في الجنوب بالهزل الذي يمارسه أعضاء المجلس الذين يتاجرون باسم القضية الجنوبية ويجنون الارباح باسمهم، ولهذا كان متوقعاً سلفاً أن تشن مثل هذه الحملة، والتوقعات التي كانت تلوح أفقاً فيما سلف هي تتحقق اليوم واقعياً بشكل تدريجي.
الجنوب عبر تاريخه ليس من السهل أن يرتهن هنا أو هناك، والقضية تحملها الشرعية اليوم وتتفهمها دول التحالف، ونردف الى ذلك وعي الجنوبيين الذين يعرفون أين تكمن مصلحتهم ومن يحاول أن يحطم آمالهم.