قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، إن مليشيا الحوثي استغلت قرار واشنطن رفعها من قائمة الإرهاب، في تصعيد عملياتها العسكرية والعدائية نحو مأرب والسعودية. وأضاف أن قرار رفع اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب لم يسهم في وضع حد للحرب، بل تم فهم الرسائل بشكل خاطئ من طرفهم، ويظهر ذلك من خلال التصعيد الكبير من قبلهم تجاه السعودية وكافة الجبهات اليمنية، وكذلك موقفهم المتشدد في ملف مشاورات تبادل الأسرى، حيث لم تعد هناك مرونة، وتم وقف هذه المشاورات.
واعتبر الوزير اليمني في حديثه لبرنامج "بلاحدود" الذي بث على قناة "الجزيرة" الليلة الماضية، القرار الأميركي أنه تم في جو استقطاب انتخابي حاد بين الإدارة السابقة والديمقراطيين الذين وصلوا إلى السلطة، معتبرا أن جزءا كبيرا من هذه القرارات لا يخص اليمن، بل يتعلق باستقطاب حاد ورغبة جارفة بمسح تراث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العديد من القضايا.
وشدد بن مبارك على أن بعض الجهود الدولية تأتي بنتائج عكسية، مؤكدا أن الحوثيين لن يقدموا أي تنازلات دون ضغط حقيقي، و"لذلك فالحديث عن السلام يجب أن يكون بشكل دائم وقائم على أسس عادلة ويضمن أسس مواطنة متساوية، ولا يتيح الفرصة للحوثي بترتيب أوراقه والدخول في حرب أخرى".
وقال إن القرار في حرب اليمن ليس حوثياً محضاً ولكنه إيراني بالأساس، مشيرا ًإلى أن طهران تحاول ربط المشكلة اليمنية بملفات أخرى، خاصة في ظرف التفاوض بشأن ملف النووي الإيراني، مؤكدا أن الحوثيين ليسوا إلا أداة لتحقيق الأجندة الإيرانية.
واعتبر بن مبارك أن المشروع الإيراني يستهدف دول المنطقة وليس اليمن فقط.
وفيما يتعلق بالمعارك في مأرب، قال بن مبارك إن الحوثيين فشلوا في إسقاط هذه المحافظة في 2015 رغم أن الدولة كانت في أضعف حالاتها، مشيراً إلى أن مأرب تواجه هجوما بريا بأعداد بشرية هائلة، وذلك لأنها منطقة ثروة اقتصادية ومدخل لحضرموت وشبوة.
وأكد الوزير اليمني أن الحكومة الشرعية واليمنيين لن يتنازلوا عن مأرب، بل قد تكون نقطة انطلاق وانتصار، محذرا في الآن ذاته من أن حجم الكارثة الإنسانية فيها سيكون كبيرا جدا بشكل لا يستطيع حتى المجتمع الدولي تحمله.