حينما كنت طفلا أحببت عناق عدنلصنعاء فهو مثل عناقي لأمي حينما اشتاق لها فحضنها يحتويني مثلما احتضن اليمن صنعاءوعدن واحتواهنَ . لقد كبرت وكلما يدركني العمر أرى ذلك المشهد يتلاشى ومن وقتها و أنا أسأل نفسي دائما أي اليمَنًين أنا أُقدس ؟ يمن الجنوب أم يمن الوحدة ؟! فلم أجد إجابة تقنعني وتنزع شكي من يقيني .. فأيهما هو أنا ؟ أني لم اشعر بحضن شبيه بحضن أمي غير حضن يمنٍ واحد فلماذا أنا الآن مطالب بتقديس احد اليمَنًيين ؟ وأي يمن أطالب بتقديسه ؟ يمنا تتقاتل فيه طوائف دينية ؟ أم يمنا تتنازع فيه أحزاب و يقتل فيه أبرياء على ساحات الكرامة .. أم يمنا تلتهم القاعدة أطرافه ويدنس الإرهاب أرضه ؟ أم يمنا تُنهب ثروات جنوبه ؟ أم جنوبا يدمر شوارعِهُ شبابه ويرقصون على حطام جنوبهم مرددين " الحرية للجنوب " !!! وبعد كل هذه اليَمنات فهل أنا مطالب بتقديس احد اليمَنًين ؟نعم فأنا مجبراٌ على ذلك .. ولكن عندما رأيت صنعاء تبكي لجراح تعز وحين شاهدتُ صعده تصلي لشهداء أبين .. و سمعتُ حضرموت تسبح وتهلل في جمعة الكرامة .. وأحسست بأن الحديدة ولحج تربتُ على كتفيَ عدن فإني أشعر بأنهُ مهما لونت و زخرفت الأعلام وسميت و تعددت اليَمنات فسيبقى وطني يمنا واحدا مقدسا .. حتى وان قدستهُ وحدي فسيقدسه ولدي من بعدي . امير باعويضان رئيس التحرير