يحتفل أبناء الجنوب اليوم الموافق 13يناير 2013م بالذكرى السابعة للتصالح والتسامح ذلك المبدأ السامي الذي يأتي تجسيداً لتعاليم ديننا الأسلامي الحنيف ((فمن عفى وأصلح فأجره على الله ))، وإذا ما نظرنا إلى هذه الذكرى التي يحييها أبناء الجنوب عدن وفي مدينة المكلا عروس البحر العربي فإنها تتميز عن ما سبقها إذ أنها تأتي في مرحلة دقيقة وحساسة تتطلب من الجميع أكانوا مكونات سياسية جنوبية أو شخصيات اجتماعية أو من المثقفين أن يقفوا وقفة رجل واحد وأن يحكموا العقل والمنطق وأن ينظروا إلى الواقع الجنوبي من كل جوانبه مراعين مصالح اخوتنا في الشمال مقدرين القوى والشخصيات الوطنية المؤثرة والتي أصبحت اليوم تعي وتدرك ما يعانيه أبناء الجنوب وتناصرهم من أجل إيجاد الحل العادل والمرضي للقضية الجنوبية وكذلك يجب أن لا تنسى دور أشقائنا في دول الإقليم وأصدقائنا في المجتمع الدولي. إن الملتقى الوطني لأبناء الجنوب يشارك إخوانه في الجنوب ويساهم مع أهله الذين هم عمقه ومرجعيته قبل أن يكونوا قواعده وأنصاره أنه يشاركهم الاحتفاء بهذه المناسبة ويعتبر بل إنه يجسد في وجدانه التصالح والتسامح كسمة عظيمة وهي لا تأتي ولا تكون إلا من سمات العظماء الذين يعون ويدركون معناها وما تتطلبه من عمل وجهد قد لا يستطيع حمل أثقاله والقيام بأفعاله إلا من آمن بهذه السمة إيماناً عميقاً ينبع من أعماق حبه لوطنه أرضاً وإنسان مترجم ذلك بالفعل على الواقع. إن الصورة الجميلة بعظمتها التي تترسخ اليوم فوق أرض الجنوب تحت عنوان التسامح والتصالح يصنعها من يسمون فوق جراحهم وآلامهم ومصائبهم ونكباتهم التي ألمت بهم خلال فترات من حياتهم والتي إن أراد أياً كان أن يضع لها ثمناً مادياً فلن يجد لها ما يستطيع أن يحولها إلى يومٍ كهذا اليوم ولكن أبناء الجنوب أثبتوا وبخطوات عملية أنهم هم العظماء هم صناع الحياة بناة مستقبلهم ومستقبل أجيالهم وبنوا ذلك على أسس قوية ومتينة مصنوعة من مبادئ إنسانية ودينية عظيمة. إن الملتقى الوطني لأبناء الجنوب يُثمن ويُقدر هذا العمل الجبار ويعمل مع إخوانه ويشاركهم التصالح و التسامح الذي يجب أن يتحول إلى واقع ملموس وليس مجرد شعارات وذلك من خلال التعاون في إزالة الأضرار أو على أقل تقدير التخفيف منها ورد الاعتبار للذين وقعت عليهم أخطاء كبيرة وأُلبسوا تهم وصفات هم أبعد ما يكونوا عنها. إن أهم مبدأ لتجسيد التصالح والتسامح هو احترام الرأي الآخر مهما كان مقدار الاختلاف والقبول ببعضنا البعض وأن نرسخ في عمق فكرنا بل وفي قرارة أنفسنا التي تتمثل من خلالها قناعات راسخة كرسوخ جبال الجنوب بأن لنا جميعاً نحن أبناء الجنوب الحق في تقرير مستقبل الجنوب ولن يتأتى هذا إلا متى ما ابتعدنا وترفعنا عن عقلية الإقصاء والتهميش وثقافة الكراهية والمناطقية. إن الملتقى الوطني لأبناء الجنوب يؤكد أن الجنوب لأهل الجنوب جميعاً دون استثناء أو تفريق وليس لأي طرف أو مكون أو زعامة الادعاء بالوصاية على الجنوب أرضاً وإنساناً ويجب علينا أن لاننسى أن ما وقع في الماضي من ارتكاب الكثير من الأخطاء واتخاذ العديد من الإجراءات الغير واقعية كانت سبباً رئيسياً في الكثير مما نعانيه اليوم سواء قبل الوحدة أو أثناء قيامها أو بعدها. إن التصالح والتسامح كمبدأ يجب تجسيده في حياتنا وسلوكياتنا اليومية وفي ممارساتنا وأخلاقنا حتى يصبح ثقافة وسلوك يومي نمارسه في علاقاتنا وتعاملنا مع الآخر. إن التصالح والتسامح لا يجب حصره على أحداث معينة أو مرحلة معينة أو منطقة معينة وإنما يجب أن يشمل كل الأحداث والمراحل التي شهدها الوطن ويشمل جميع المناطق بما يؤسس لمجتمع متعدد ومتنوع يسوده الأمن والاستقرار والعدالة والمساواة والكل تحت سيادة القانون سواسية. إن الملتقى الوطني لأبناء الجنوب يدعوا في هذه المناسبة جميع القوى السياسية والاجتماعية والثقافية ومختلف المكونات والهيئات الجنوبية إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني وطرح جميع مشاريعهم التي يؤمنون ويناضلون من أجلها بما في ذلك مشروع الدعوة إلى الاستقلال واستعادة الدولة وكذلك مشروع الفيدرالية بمختلف أنواعها وأن ذلك يعتبر أكبر تجسيد وتطبيق إيجابي لمبدأ التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم ومن هنا نقول أن مؤتمر الحوار الوطني واهتمام العالم بالأوضاع في اليمن والقضية الجنوبية بشكل خاص فرصة تاريخية قد لا تتكرر فعلينا التقاطها طالما ونحن مؤمنون وموقنون بأننا نتحدث من موقع قوة الحق لا من موقع حق القوة. قال تعالى: (وقل أعملوا فسيرى اللهُ عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم . صادر عن الملتقى الوطني لأبناء الجنوب في تاريخ 13يناير 2013م..