لمحت إسرائيل يوم الإثنين إلى إنها ستتحلى بالصبر قبل القيام بأي عمل عسكري يستهدف البرنامج النووي الإيراني قائلة خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل إن الوقت ما زال متاحا لاتباع خيارات أخرى . ومع اقتراب انتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو حزيران توقفت التصريحات المتشددة الصادرة من إسرائيل التي تلمح منذ فترة طويلة إلى احتمال استهداف برنامج ايران النووي بغارات جوية . وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون في مؤتمر صحفي مع هاجل "نحن نعتقد أن الخيار العسكري الذي نوقش باستفاضة يجب أن يكون الخيار الأخير " . وأضاف "وهناك أدوات أخرى ينبغي استخدامها واستنفاد امكانياتها" معددا من بين هذه الأدوات العمل الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية و"الدعم المعنوي" للمعارضة في إيران . وتنفي إيران أنها تسعى لصنع سلاح نووي وتقول إنها لا تخصب اليورانيوم إلا لتوليد الطاقة بينما تدعو إلى محو اسرائيل من الخريطة. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط المسلحة نوويا . وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما اختلف مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في السابق حول مدى الحاجة للتفكير في توجيه ضربة عسكرية لايران. واقترحت واشنطن إتاحة مزيد من الوقت لتضافر العمل الدبلوماسي والضغط بالعقوبات للوصول إلى حل سلمي . لكن مع تولي أوباما الرئاسة فترة ثانية ونتنياهو رئاسة الحكومة فترة ثالثة بدأ الجانبان يتحدثان بلغة واحدة .. وترصد الولاياتالمتحدة مزيدا من المساعدات العسكرية لاسرائيل بعد انتهاء العمل بالمخصصات الحالية التي تبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار في السنة في عام 2017م .. وكشف هاجل عن اعتزام الولاياتالمتحدة بيع اسرائيل صواريخ وأجهزة رادار محمولة جوا وطائرات لنقل القوات وللتزويد بالوقود . وقال هاجل "تؤكد هذه القرارات أن التعاون بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل على الصعيد العسكري أقوى من أي وقت مضى وأنه ليس للتعاون الدفاعي إلا أن يزداد عمقا في المستقبل " . وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أحجمت في عام 2008 عن تزويد إسرائيل بطائرات للتزويد بالوقود في الجو وصواريخ يمكن أن تستخدم في شن هجوم على إيران . وقبل أن يتولى هاجل وزارة الدفاع أثار الاستياء بين الأمريكيين المؤيدين لاسرائيل بتصريحات شكك فيها في إمكانية القيام بمثل هذا العمل العسكري وجدواه . لكن هاجل التزم في إسرائيل وهي ثاني دولة بعد أفغانستان يزورها بصفته وزيرا للدفاع بسياسة أوباما وقال "كل الخيارات العسكرية وكل الخيارات على الاطلاق يجب ان تظل على الطاولة في التعامل مع إيران . "أنا أؤيد موقف الرئيس من إيران. وهو بسيط للغاية وقلته هنا .. موقفنا هو أن ايران لن يسمح لها بتطوير سلاح نووي – منع ايران من صنع سلاح نووي. انتهى " وذكرت وسائل إعلام إيرانية يوم الاثنين أن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ستعقدان جولة جديدة من المحادثات في فيينا يوم 21 مايو ايار. وتريد الوكالة التابعة للامم المتحدة أن يستأنف مفتشوها تحقيقهم المتوقف منذ وقت طويل في أبحاث يشتبه بأن إيران أجرتها في صنع القنابل الذرية . وبعد إسرائيل يزور هاجل الأردن ومصر والسعودية والامارات. ويتوقع ان تفوز الدولتان الخليجيتان بمبيعات أسلحة أمريكية .. وبعد خلاف طويل بين التقديرات الامريكية والاسرائيلية لطول الفترة التي تحتاجها إيران للوصول الى صنع سلاح نووي يتفق الجانبان الان إلى حد بعيد على مدة تقرب من العام . وقال هاجل أيضا إن الضغوط غير العسكرية على إيران لم تستنفد بعد وقال " العقوبات على إيران هي مجموعة فعالة وعميقة وواسعة من العقوبات الدولية التي لم تفرض من قبل على أي دولة .. وستستمر هذه العقوبات في الزيادة .. "وسنرى ما إذا كانت ستفضي إلى النتيجة المنشودة.. وكما قلت الخيار العسكري مطروح دائما " .. وبعد المؤتمر الصحفي ركب هاجل طائرة هليكوبتر عسكرية إسرائيلية في جولة فوق هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل .