عندما تهطل السماء بالمطر في أي بقعة من بقاع العالم عدا المكلا يتهلل الناس فرحاً ويخرجون الشارع مبتهجين .. بينما سكان مدينة المكلا يغادرون الشارع عند نزول المطر، ليس خوفاً منها!! بل حفاظاً على ثيابهم من ( طشات الوحل ) الذي يتكون من اختلاط ماء المطر بالطين مكوناً بركاً من حمأ في كل زقاق وشارع . هكذا اعتاد الناس أثناء المطر وحل .. وبعد المطر غبار !!.. هذا لأن لدينا سلطة محلية لا تهتم بمعايير الجودة في تنفيذ المشاريع .. لهذا لم تنتقد ( مناظير ) المهندسين التي خططت الشوارع بدون تصريف لمياه الأمطار وجعلت في كل شارع مجموعة مغاسل مجانية للسيارات تتكون من تجمع مياه الأمطار وطفح المجاري!!.. ليت الأمر يتوقف عند هذه المشكلة مع المطر والسيل .. الطامة الكبرى عندما يتسبب السيل بعزل أكبر مستشفى في المحافظة عن الناس وخروجها خارج نطاق التغطية الإنسانية لمدة ثمان ساعات متتالية . سيل وادي منطقة ابن سينا يجد له طريقاً إلى البحر بينما المريض تنقطع به السبيل الوحيد إلى المستشفى .. لا القادم يستطيع العبور .. ولا المغادر حياً كان أو ميتاً يستطيع المغادرة ( فليبقى كلاً في مكانه ) هكذا كان الحال .. من الساعة الحادي عشر صباحاً إلى السادسة مساء يوم امس الاثنين 11 نوفمبر 2013م .. علق الجميع .. لا أحد يستطيع الدخول إلى حي ابن سينا ولا الخروج منه. ثمان ساعات أو يزيد عاشها العالقين على ضفتي الوادي من أطباء وعمال وطلبة وطالبات وموظفين وموظفات ومسافرين وقادمين من سفر ومئات من البشر صحيحهم ومريضهم.. حتى الموتى كانوا في انتظار العبور الأخير.. في غياب لا مبرر له من قبل أجهزة السلطة الأمنية لا دفاع مدني كان حاضراً ولا نجدة ولا مرور .. وكان من المفروض على السلطة المحلية الاستنفار والتواجد عن قرب من المواطنين المنكوبين ليرون عظيم المأساة التي عاشها المرضى في انتظار العبور إلى المستشفى .. وطلبة ثانوية ابن سينا الذين اقتض بهم الشارع العام في طريق العودة إلى بيوتهم .. و طالبات كلية الطب والتمريض وهن يفترشن الشارع وعيونهن يملأها الذعر خوفاً من طول فترة انتظار ساعة العبور .. صحيح أن الأمر ليس بيد أحد بل هو من عند الله .. ولا نتشكى من قدر الله .. بل نشكوا الله كل مسئول فاسد ومتقاعس تسبب في حصار المئات من الناس وتعطيل مصالحهم وتعريضهم للخطر .. لو لدينا سلطة محلية تتقي ربها لما ضل مستشفى بحجم ابن سينا له معبر وحيد مهدد بالإغلاق بفعل السيل الجارف القادم من المرتفعات البعيدة وفي أغلب الأوقات بدون مطر .. والطريق البحري الذي كان يؤمن العبور إلى المستشفى مقطوع .. مبتور .. مجروف منذ سنين .. لو كانت السلطة المحلية موجودة بأجهزتها المختلفة في موقع الحدث لتحرك فيهم الضمير .. لا نريد منهم تغيير طريق مجرى السيل أو إيقافه !! حاشانا .. ولا نريد منهم أن يوفروا لنا طوافات ولا زوارق بحرية تنقل المرضى والطاقم الطبي المناوب إلى المستشفى، مثلما فعل صناديد القات من استئجار زوارق بعض الصيادين لنقل القات من السوق المركزي بابن سينا إلى الأسواق الفرعية بالمكلا عبر البحر ! ،( الأخضر وصل ) . كل ما نريده من السلطة المحلية إذا تحرك فيهم الضمير أن يعجلوا في تأمين وإصلاح الطريق البحري بجسر معلق محكم البناء وفقاً لمعايير هندسية صحيحة .. وليس بمعايير مهندسين باب اليمن !!.. حتى لا نفقده مرة أخرى ونعود للمربع الحالي . اقتراح عليكم يا أخوان أن لا تنتظروا الإعتمادات حتى تصلكم من صنعاء .. لأنها لن تصل !! .. وإذا عجزتم مالياً أقترح عليكم توفير مخصصات اجتماعاتكم الدورية والطارئة منها والدخول بها في ( هكبة ) مع تجار حضرموت واستلموها أول واحد وأمنوا بها طريق أخر للمستشفى لأن الطريق إلى المستشفى أولى وأهم من المكسرات والزبيب والنعنع والتمور الفاخرة التي تأكلونها أثناء الإجتماع .. ( فخيركم .. خيركم لأهله ) كما قال الحبيب المصطفى ( ص ) نسأل الله أن تكونوا كذلك حفظكم الله ورعاكم .