مع إن البعض لا يزال يصر ومتمسك بان حضرموت هي الجنوب والجنوب هو حضرموت بل و يقول : ان ثروة حضرموت هي ثروة للجنوب , وان حضرموت هي جزء من ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , وان الحراك الجنوبي هو حراك حضرمي ومطالبه هي مطالب لكل الحضارم , لكن تظل الحقيقة غير ذلك وتفصيل ذلك يطول . ليس هذا موضوع تناولنا في هذا المقال ولكن جعلناه مدخلا لموضوعنا كوننا سوف نتحدث عن قضية يختلف فيها الموقف الحضرمي عن الموقف الجنوبي وهذه القضية هي قضية ما يسمى بالحوار الوطني وانوه إلى إن ما اكتبه هو رأي شخصي وقد أكون فيه محقا وقد أكون غير ذلك . دعونا نبين ما يتناوله قادة الحراك ومنظريه من الموقف تجاه الحوار الوطني صحيح انه ليس هناك رؤية وموقف موحد للحراك من هذا الحوار غير انه يكاد هناك شبه إجماع لأهل الحراك أن مثل هذا الحوار يجب أن يكون على أساس الندية بين طرفين هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية السابقتين إي حوار ( شمالي جنوبي ) ومن يطرح كذلك أن يكون هذا الحوار وفقا ولقرارات ما يسمى بالشرعية الدولية ( قرارات مجلس الأمن بشان حرب صيف 94 م اليمنية ) بل ويذهب البعض إلى أن لا حوار إلا على قاعدة نيل الاستقلال وتحرير الأرض الجنوبية من الاستعمار والاحتلال الشمالي . هذه رؤية للحوار لدى بعض من قادة الحراك ومنظريه ولكن هل هذه الرؤية بحق تعبر وتترجم تطلعات الشعب الحضرمي وتضمن له حقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية والحضارية على المدى البعيد والقريب ؟ بالطبع لا . من العقل والإنصاف والمنطق انه إذا كان هناك من حوار وطني فان حضرموت يجب أن تذهب لهذا الحوار ككيان مستقل بذاته بعيد عن الوصايا الجنوبية والهيمنة الشمالية , فإذا تم الاعتراف والتعامل مع دولة ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فيجب الاعتراف بان هناك كان في حضرموت دولة حتى عام 1967 م تم التآمر عليها وإلحاقها قسرا بما يسمى بجمهورية اليمن الشعبية . فإذا منح الجنوب استقلاله أو حق تقرير مصيره عن الشمال فمثل هذا الحق يجب أن يمنح كذلك للأمة الحضرمية ومن هنا تجد الفرق واضح بين نظرة الجنوبيين والحضارم من الحوار , فنحن نرفض رفض قاطع أن تذهب حضرموت للحوار الوطني وهي فرع من القضية الجنوبية فالقضية الحضرمية لها خصوصيتها وما يميزها عن القضية الجنوبية . هذا فيما إذا تم الحوار الوطني على قاعد الندية بين شمال و و جنوب فعندها يجب أن نضيف طرف آخر على طاولة الحوار وهو حضرموت وحقها في تقرير مصيرها و إعادة دولتها . أما إذا تم الحوار تحت سقف ما يسمى بالوحدة اليمنية فان حضرموت لن تقبل بأقل ما يحصل على الجنوبيين أو غيرهم من المناطق فإذا منح للجنوبيين بان يكونوا إقليم مستقل في دولة يمنية واحده فان حضرموت لن تقبل بأقل من أن يطبق عليها مثل هذا الحق وهو التعامل معها على أساس أنها إقليم مستقل بذاته لا فرع من الجنوب . فعلى هذا الأساس يجب أن تذهب حضرموت لما يسمى بالحوار الوطني أما أن تذهب حضرموت وهي فرع من الجنوب فهذا هو الظلم والغبن بذاته . فحضرموت أما أن تكون دولة مستقلة إذا سمحنا بتعدد الدول في اليمن أو تكون إقليم مستقل في إطار حكم فدرالي يمني وما دون ذلك يعني ان حضرموت ستظل تحت الوصايا والهيمنة الشمالية والجنوبية وهو ما يجب على الشعب والأمة الحضرمية أن يرفضه ويتصدى له وبكل الوسائل المشروعة والمتاحة وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .