شهدت مدينة المكلا تظاهرة انفصالية كبرى لبعض فرق من أنصار " الحراك الجنوبي" مساء اليوم لسبت، احياءاً لذكرى إعلان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض انفصال جنوب اليمن عن شماله، من طرف واحد، في 21 مايو 1994وخوضه حرب أهلية طاحنة قبل أن يغادر مهزوماً إلى سلطنة عمان التي عاش فيها فترة خارج أسوار العمل السياسي العلني التزاماً بشروط منحه الجنسية العمانية حتى مايو من العام 2009 حين انتقل إلى النمسا معلنا بيان الانفصال للمرة الثانية . وأكد المتظاهرون على مطلبهم ب"الاستقلال" واستعادة دولة الجنوب قبل وحدة عام 90 التي تصادف ذكراها غدا الأحد 22 مايو. وشددت تلك التظاهرات على رفض النتائج السياسية التي أسفر عنها لقاء القاهرة مؤخرا لقيادات من المعارضة في الخارج والذي دعا في ختامه إلى إيجاد نظام حكم فيدرالي بين شمال اليمن وجنوبه. ورفع المشاركون في تلك التظاهرات اعلام دولة الجنوب ، ورددوا هتافاتهم المعتادة المطالبة بدولتهم منها " حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" وكذلك الهتافات الداعية ل"فك الارتباط" بين الشطرين اليمينين، وإطلاق سراح المعتقلين من أنصار "الحراك الجنوبي" وقد شهدت عدة مدن يمنية جنوبية اخرى مثل عدن والضالع والمهرة مسيرات مماثلة . وكان نائب الرئيس اليمني السابق والمقيم في المنفى "علي سالم البيض" وجه بيان سياسيا بالذكرى السابعة عشر من إعلانه الانفصال ، دعا فيه دول مجلس التعاون الخليجي الى دعم خيارات ابناء الجنوب في استعادة دولتهم و"فك الارتباط مع الشمال". وأعرب البيض عن أسفه للمبادرة الخليجية الحالية والتي قال انها "ليست الا نموذج واضح لما نشير ونلفت الانتباه إليه , فهي تتعامل في بنودها وآليات تنفيذها مع الطارئ المستجد على الساحة في اليمن دون ان تصل إلى طرح الحلول الجذرية المنتجة لجميع الأزمات والمسببة لها وعلى رأسها قضية الجنوب كقضية وطن ودولة وهوية بالإضافة الى باقي القضايا السياسية الأخرى على ساحة الجمهورية العربية اليمنية والتي تبحث لها عن حلول شاملة منذ ثورة سبتمبر 1962 م حتى يومنا هذا دون جدوى". وجدد البيض توصيفه للوضع الراهن في الجنوب ب"الاحتلال" ،ودعا "أن يعتمدها الخليج في تعاملهم مع اليمن سياسة جديدة تحمل في مضمونها رؤية إستراتيجية طويلة الأمد تتجاوز سياسة ردود الفعل الآنية في مواجهة الأزمات التي تعتمد في هذه الحقبة الزمنية أو تلك تبعا لهذا الظرف السياسي أو ذاك". واقترح البيض "ان تتبنى دول المجلس مؤتمرا وطنيا شاملا لمعالجة جميع القضايا السياسية في اليمن ومنها قضية فشل الوحدة اليمنية والترتيب إلى عودة الدولتين السابقتين إلى وضعهما السابق ضمن خطة انتقالية سياسية وخطة إنعاش اقتصادي شاملة للدولتين". معتبراً أن "مؤتمرا وطنيا شاملا كهذا من شأنه تفادي حالة الانهيار الوشيك للنظام اليمني الحالي". وأكد البيض "لا نرى فيما عدى ذلك من مشاريع سياسية أخرى منقوصة تم اعتمادها هنا أو هناك إلا نوعا من الوصاية على حق شعبنا في تقرير مصيره بنفسه".