" بقلم : فضيلة الشيخ : أنور رمضان مسيعد" لقد فضل الله بقاعاً ورجالاً ومن هذه البقاع والرجال ، بلاد اليمن ورجال اليمن قال تعالى : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) وقال النبي : اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا (ثلاثاً) رواه البخاري . وقال : (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة ، الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان ) رواه البخاري ومسلم . وقال : ( خير الرجال رجال اليمن ) رواه احمد بإسناد حسن . وقال r اني لبعقر حوضي اضرب بعصاي لأهل اليمن حتى يرفض – يسيل – عليهم …. ) رواه مسلم . وقال r : ( يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الارض …. ) رواه احمد وابن ابي عاصم بإسناد حسن . وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) فالقوم الذين ياتي الله بهم ، هم اهل اليمن . كما جاءت بذلك الاحاديث الصحيحة ولذلك لما سمع عمر بن عبد العزيز محمد بن كعب القرظي يحدّث ان القوم الذين ياتي الله بهم هم أهل اليمن قال عمر بن عبدالعزيز : ياليتني منهم . قال العلامة المؤرخ / محمد بن علي باحنان : فأنعم بقوم يتمنى ابن عبد العزيز الخليفة الصدق أن يكون منهم وكيف لا يتمنى أن يكون ممن قال فيهم رسول الله كما في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص انه ص قال : هم – يعني أهل اليمن – مني وأنا منهم و أدخل الجنة ويدخلون معي ( قالها ثلاثاً ) – جواهر تاريخ الاحقاف 1/12- قال السيد العلامة علوي بن طاهر الحداد في تاريخه بعد ذكره لقوله تعالى : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) ونقول ان ما جاء في تفسير هذه الايه لأهل اليمن ثم لكندة وتُجيبْ هو الفخر الباقي على الايام والمجد الذي هو مجد الاسلام ، وتلك مرتبة فضل تسقط دونها الاماني حسرى ، وتنقطع قبل بلوغها الهمم والهة حيرى . (جواهر تاريخ الاحقاف 1/12) ونسب اهل اليمن من أفضل الانساب واشرفها فهم ينتسبون لنبي الله اسماعيل عليه السلام . وقد بوّب الامام البخاري في صحيحه ، باب : نسبة اليمن الى اسماعيل ، ثم ذكر الحديث ( ارموا بني اسماعيل فان أباكم كان رامياً ) وكفى أهل اليمن شرفاً ، ان الانصار الذين نصروا النبي r ينتسبون اليهم . فهذه بعض الفضائل والمناقب التي مُدح بها أهل اليمن ، وحضرموت جزء منها ومما يدل على أن حضرموت جزء لا يتجزأ من اليمن ما يأتي : أولاً : الاحاديث النبوية : وقد أشارت الاحاديث النبوية الى ان حضرموت جزء من بلاد اليمن واكتفي بذكر ثلاثة أحاديث : 1-عن فروة بن مُسيك قال ( أتيت النبي r فقلت يا رسول الله سبأ أرض أم امرأة ؟ قال ليس بارض ولا امراة ولكنه رجل ولد له عشرة من الولد فتيامن ستة ، وتشاءم أربعة ، تيامن الازد ، والاشعريون ، حمير ، وكندة ، ومذحج ، وانمار وتشاءم لخم ، وجذام ، وعاملة وغسان ) حديث حسن رواه احمد وفي رواية الطبراني قال النبي صلى الله عليه وسلم سكن اليمن ستة وسكن الشام أربعة فقوله r تيامن أي سكنوا اليمن ومنها قبيلة كندة ومعلوم ان اغلب قبائل حضرموت ينتسبون اليها . 2- عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال : قال النبي …. خير الرجال رجال اليمن والايمان يمان الى لخم وجذام وعاملة وماكول حمير خير من آكلها وحضرموت خير من بني الحارث وقبيلة خير من قبيلة وقبيلة شر من قبيلة ، والله لا ابالي ان يهلك الحارثان كلاهما ، لعن الله الملوك الاربعة جمداً ، ومخوساً ، ومشرحاً ، وأبضعه واختهم العمردة … ) رواه احمد والحاكم والطحاوي وصححه الالباني علّق الامام الطحاوي على هذا الحديث بان هذه القبائل التي ذكرت في الحديث قبائل يمنية – منها حضرموت – مشكل الاثار 2/301 والملوك الاربعة في الحديث هم ملوك من ملوك حضرموت وفدوا مع الاشعث بن قيس على رسول الله r ثم ارتدوا فقتلوا كلهم يوم النجير ( انظر الطبقات لابن سعد 5/13 وجمهرة انساب العرب لابن حزم 2/428 ) 3- وفي حديث أخرجه مسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم على علامات الساعة الكبرى قال صلى الله عليه وسلم وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) وفي رواية أبي داوود وآخر ذلك نار من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر ) وفي مسند أحمد وابن حبان قال النبي صلى الله عليه وسلم (ستخرج نار من حضرموت ) . فما جاء مجمل في صحيح مسلم بينته هاتان الروايتان . قال ألإمام النووي : عدن مدينة معروفة مشهورة باليمن ، شرح النووي لصحيح مسلم ج18 /28 ثانياً : دلالات تاريخية : ونذكر دلالة واحدة فقط وهي : لا يخفى على أحد حجية الشعر الجاهلي وانه حجة حتى في تفسير القران الكريم واليك هذا البيت الصريح من شاعر جاهلي يمني حضرمي وهو امرؤ القيس : تطاول الليل علينا دمون دمون إنا معشر يمانيون و إنا لقومنا محبون قال الاصفهاني : قال – امرؤ القيس – هذا الشعر عندما أتاه خبر مقتل أبيه وهو بدمون بأرض اليمن . ( مجمع الامثال لابي الفضل النيسابوري 2/417 ، الاغاني للاصفهاني 9/106 ) ثالثاً : أقوال علماء ومؤرخي الاسلام : نذكر هنا جزء يسير وقليل من كثير من أقوال أهل العلم ورجال الاسلام الذين حملوا هذا الدين وعُدّلوا على لسان سيد المرسلينr بقوله يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله … :- اقوال اشهر مفسري القرآن : ذكر ابن عباس – احد كبار مفسري القران وترجمان القران وابن عم رسول الله – وكذلك قتادة ومقاتل والسدي وبن سحاق : ان الاحقاف رمال بارض اليمن كانت عاد تنزل بها . ( معجم البلدان 1/115 + تفسير الطبري 12/507 ) قال ابن جرير الطبري : وهو يتكلم على عاد وكانت مساكنهم الشحر من ارض اليمن وما والى بلاد حضرموت الى عمان . ( تفسير الطبري 12/507 )\ قال ابو الطفيل : سمعت علي بن ابي طالب يقول لرجل من حضرموت هل رأيت كثيباً أحمر تخالطه مدرة حمراء ذا أراك وسدر كثير من ناحية كذا وكذا من أرض حضرموت هل رايته ؟ قال الرجل : نعم . قال علي : هناك قبر نبي الله هود . رواه ابن جرير .. قال ابن كثير وهذا فيها فائدة ان مساكنهم – قوم عاد – كانت باليمن . ( تفسير ابن كثير 2/234 ) 0- وقال ايضاً في كلامه على عاد : وقد كانت مساكنهم باليمن بالاحقاف والاحقاف جمع حقف وهو جبال الرمل . ( تفسير ابن كثير 2/234 ) أقوال بعض شارحي حديث : ( حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت ) 1- وقال ابن حجر العسقلاني : يحتمل انه يريد صنعاء اليمن وبينها وبين حضرموت اليمن أيضاً مسافة بعيدة نحو 5أيام ، ويحتمل ان يريد صنعاء الشام والمسافة بينهما أبعد بكثير . ( فتح الباري 6/619 ) 2- وقال العيني : في شرحه لنفس الحديث : وحضرموت بلد عامر باليمن كثير التمر . ( عمدة القارئ 19/250 ) 3- وقال الكرماني في شرحه لنفس الحديث : صنعاء قاعدة اليمن ومدينته العظمى وحضرموت أيضاً باليمن . ( عمدة القارئ24/173) أقوال بعض علماء الاسلام : قال ابن سعد في الطبقات : (وفادات أهل اليمن الى النبي ) فذكر وفد طيء ، وفد جهينة ، وفد خولان ، وفد مراد ، وفد زبيد ، وفد كندة ، وفد الازد ، وفد غسان ، وفد همدان وفد حضرموت ووفد الاشعريين ..) فهذه بعض الوفود التي ذكرها ابن سعد في وفود اليمن ومنها كندة وحضرموت ) الطبقات لابن سعد 1/349-351 قال ابن سعد في الطبقات وهو يتكلم على بعض الصحابة من بلاد حضرموت : ( ومن الحضارمة وهم من اليمن ، العلاء بن الحضرمي ، واسم الحضرمي : عبدالله بن ضماد بن سلمى بن اكبره من حضرموت من اليمن ) طبقات أبن سعد 4/359 ) وقال السمعاني : حضرمي هذه النسبة الى حضرموت وهي من بلاد اليمن الى اقصاها . (الانساب 2/ 230 ) وقال ابن حزم : في الحديث عن عبدالله بن يحي بن شرحبيل المعروف بطالب الحق ومسكنه حضرموت باليمن . ( جمهرة أنساب العرب 2/428 ) وقال الزبير بن بكار –( قال عنه ابن تيمية بانه اعلم الناس واوثقهم أي في نقل التاريخ والانساب مجموع الفتاوى 4/509) – : وحضرموت أخر اليمن . فتح الباري . 6/171 وقال ابن خلدون : ونسبنا في حضرموت من عرب اليمن ( تاريخ ابن خلدون 7/380) وقال النووي : حضرموت إسم لبلد باليمن . (تهذيب الاسماء 1/1077) وقال المنذري : حضرموت أحد مخاليف اليمن .البدر المنير لابن الملقن 7 /70 وقال ابن الفقيه : حضرموت من اليمن . ( معجم البلدان 2/271) أقوال بعض علماء حضرموت : قال أبوبكر بن عبدالرحمن الشبامي في كتابه مفتاح السنة ) : حضرموت بلاد مشهورة متسعة من بلاد اليمن . ( النور السافر 1/35 ) وقال الامام أحمد العطاس : اعلم ان حضرموت مخلاف من مخاليف اليمن وهو شرقي عدن ممتد من مرسى بلحاف والجدحه وعين بامعبد وسيحوت وعرضه من البحر الى جردان وجبال مارب . جواهر تاريخ الاحقاف ص 6 وقال الامام مفتي حضرموت ومؤرخها العلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف : وكل ما جاء في فضائل اليمن شامل لاهل حضرموت لانها جزء لا يتجزأ منه . ( بضائع التابوت 1/40 ( مخطوط ) ) فهنئياً لليمنيين وحضرموت منهم وقد تمنى عمر بن عبدالعزيز أن يكون منهم و نذكراخواننا الذين ينادون بتسمية الجنوب العربي ، إذ هذ التسمية جاءت من البريطانيين الصليبين أعداء الاسلام والمسلمين . فنقول لاصحاب الجنوب العربي اذهبوا فابحثوا عن هذه التسمية في الاحاديث النبوية وكتب التاريخ فلن تجدوها الا عند النصارى البريطانيين . فيوم يضرب النبي بعصاه لاهل اليمن عند حوضه الشريف هل ستنفع ابار النفط والثروات التي بسببها تخليتم عن هذا الاسم الشريف ( اليمن ) . اما ابناء حضرموت الحريصون على حوض رسول الله فهم يمانيون ويفتخرون بانهم يمانيون ويتمنون ان يكونوا من الواردين على حوض رسول الله حتى يشربوا هم قبل غيرهم . هذا الكلام لبيان ان حضرموت جزء من اليمن وان ابنائها ينتسبون اليها والى اليمن ، اما من ناحية الحدود الجغرافية التي وضعها المستعمرون بين بلدان المسلمين ، فالمسلم لا يعترف بها فكل بلاد يذكر فيها اسم الله هي له وطن ويحرص على اقامة شرع الله فيها وهو الوارث الشرعي لها قال تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ{105} إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ{106} وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ{107} ).