فكر الأديب اليمني الراحل علي احمد باكثير منذ اكثر من 60 عاما بإخراج الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة الراشد ( عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) كمسرحية يتم عرضها للناس في 19 جزءا . وقد تم تصنيفها كثاني اطول عمل مسرحي عالميا في ذلك الوقت ولكن تعذر عرضها لأن ذلك سيحتاج ليالي كثيرة , فقام باكثير بإعادة صياغتها الأدبية ليقوم بإخراجها على شكل مسلسل تلفزيوني يعرض على مشارق الأرض ومغاربها ولن ذلك لم يتم آنذاك . عندما قدم باكثير عمله التلفزيوني تفاجئ بإعتراض الازهر على تمثيل شخصية ( عمر ) , وقد انتقد باكثير تناقض موقف الازهر الذي اجاز تمثيل بعض الصحابة ولا يجيز تمثيل آخرين وكان رأيه انه إذا كان هناك إعتراض فيجب ان يكون شاملا حيث قد حصل قبلها على إيجازة تمثيل سيدنا ( أبي عبيدة بن الجراح ) وكأن مستاءا لعدم تجويز تمثيل شخصية عمر حيث رأى قرار الأزهر متناقضا وغير عادلا . اما اليوم فقد تحقق حلم الأديب الراحل باكثير وظهر مسلسل عمر بعد ان خرج الأزهر عن اعتراضه السابق .. ليظهر بالفعل كما تمنى ليعرض في مشارق الأرض ومغاربها .. رحم الله الراحل وعبقريته التي أدهشت العالم في فترة حياته واستمرت الإعجاب والثناء على اعماله مصاحبا ذكراه في كل الأزمان .