الكوريين على مشارف الحرب ولا ينفي احدهم الهوية الكورية عن نفسه أو عن الآخر ، جنوب السودان هي الأخرى انفصلت عن شمال السودان وخاضت حرب على مدى 54 عاما ولم يقل الجنوبيين أنهم غير سودانيين بل على العكس يفاخرون بسودانيتهم وخذ على ذلك الكثير من الأمثلة ذات النزعات الاستقلالية أو الانفصالية ك ايرلندا الشمالية وإقليم إلباسك في اسبانيا واقليم الكيبك في كندا كل تلك الأقاليم لم تدعي للتنازل عن الهوية كم يفعل أهلنا في جنوب اليمن . في جنوبنا المحتل كما يحلو للبعض وليكن احتلال ولا نختلف في ذلك معهم ولكنني اختلف معهم في الانسلاخ عن الهوية " اليمنية " ، قد يضن البعض منهم إن انسلاخنا عن الهوية اليمنية قد يساعدنا ذلك في الانفصال عن الشمال وبقائنا على الهوية اليمنية يكرّس الوحدة ومن ثم يكرّس الاحتلال . وهنا لم يحالفهم الصواب فيما ذهبوا إليه فمشكلتنا مع الشمال مشكلة سياسية ومن حقنا ان نطالب باستعادة دولتنا او بالحق في تقرير المصير نضير الظلم والإجحاف الذي نتعرض له باسم الوحدة ومعاملتنا كمواطنين من الدرجة الثانية والنهب المستمر والممنهج لثرواتنا وأراضينا ، والإقصاء المتعمد لكوادرنا ، كل ذلك يأتي بالنضال السلمي أو حتى بالمسلح إذا اضطررنا إلى ذلك مع إنني أرى إن الخيار السلمي هو الأفضل لقضيتنا . جنوب اليمن اليوم يعاني من الهوية الممزقة فمن كان بالأمس يدعوا إلى اليمننة اليوم يدعوا إلى نكرانها ويدعوا إلى غيرها ومن كان بالأمس يعتبر حضرموت رقماً في إطار الجنوب يعتبرها اليوم دولة وهوية ومفارقة لليمن جنوبه وشماله المهرة وسقطرى هي الأخرى دخلوا على الهوية الممزقة من أوسع الأبواب فبن عفرير لا يعترف لا باليمن ولا بالجنوب ولا بحضرموت ويقول سلطنت بن عفرير قادمة لا محالة . وهنا أقول إن الجنوب الذي توحد في 1967 م على 22 مشيخة وسلطنة مختلفة الهوية والتاريخ والطموحات يعاني اليوم من نفس المعضلة بل وأشد وقد يرتفع المطالبين بوطن إلى أكثر من 22 هوية كلها تطالب بالانفكاك عن بعضها وعن يمنها وعن حضرموتها ، من أكثر الأخطاء فادحة التي ارتكبت في عهد الجنوب المظلم إن حولت الهويات إلى أرقام فحضرموت بتاريخها تمل الرقم 5 ولا غير والمهرة بلغتها وتاريخها تحمل الرقم 6 ولا غير ولحج مثلهن وأبين كذلك وقس على ذلك ال 22 مشيخة وسلطنة سابقة . في الجنوب اليوم تنتج أخطا الماضي بكل سوأتها ومآسيها ففريق لا يعترف بحضرموت وفريق آخر لا يعترف بالجنوب وفرق ، وفرق أخرى وكأننا في دوري لكرة القدم من 20 نادي وهوية كلاًً يغني على ليلاه .