عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي أتيح لي أن أكون على تماس مع ما يجري في وطننا من أحداث بشكل يومي وتكونت لي صداقات مع أطياف مجتمعية متعددة .. ومن موقع اغترابنا وارتباطنا بأعمال تضطرنا لكثرة الأسفار في الدول والأمصار، يحدث أن ننقطع أحيانا عن المتابعة الدائمة. أمس اطلعت على خبر في موقعنا الحضرمي (هنا حضرموت) عن جامعتنا العزيزة جامعة حضرموت خاص بترقية أكاديمية لأحد التدريسيين، وقد تمت إثارة الموضوع في خبرين سابقين، ولأن موضوعاً كهذا يتعلق بالقيمة الاعتبارية والأكاديمية للجامعة فقد أثار فضولي واهتمامي لأنه معيار لجدية الإدارة والمؤسسة الجامعية. ويذكر أستاذنا الفاضل نقيب الأساتذة الدكتور بايزيد أنني تواصلت معه أحثه على الحفاظ على سمعة الجامعة وهيبتها الأكاديمية، فتفضل بتوضيح موجز عرفت منه أن في الموضوع تفاصيل. واليوم نشر (هنا حضرموت) خبر منح مجلس الجامعة درجة الأستاذية للدكتور خالد سالم باوزير في مجال التاريخ الحديث والمعاصر، ضارباً عرض الحائط باعتراض عمادة تلك الكلية على منح المذكور تلك الدرجة لأنه غير مستوف لشروط الترقية في كليته المعنية بقرار مجلسها العلمي ولجنتها العلمية والقسم المختص. دردشت مع بعض الإخوة من أعضاء مجلس الجامعة فعرفت منهم بؤس ما يدار فيه وطبيعة التعامل مع موضوعات حساسة مثل هذه. وجال في خاطري مأساة نصر حامد أبو زيد مؤلف الكتب الآتية:(الاتجاه العقلي في التفسير (دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة – (فلسفة التأويل) دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي – (مفهوم النص) دراسة في علوم القرآن – (إشكاليات القراءة واليات التأويل)) -نقد الخطاب الديني( – (المرأة في خطاب الأزمة)- (النص السلطة –الحقيقة) – (الخطاب والتأويل) – (الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية) وغيرها. نصر حامد أبو زيد الذي رفضت جامعة القاهرة ترقيته وهو من هو، لأسباب لا علاقة لها بعلمية الرجل فهو مفكر كبير، ولكن لأسباب أيديولوجية، تطورت إلى المحاكم التي قضت بتطليق زوجته منه، باعتباره كافراً!! لم تمنح جامعة القاهرة نصر حامد أبو زيد درجة الأستاذية التي يستحقها، وللجامعة أن تفخر بأن يكون أبو زيد ضمن ملاكها الأكاديمي النادر، فيما منحت جامعة حضرموت درجة الأستاذية لمن أكدت كليته أنه غير مستوف لشروط الترقية بقرار مجلسها العلمي ولجنتها العلمية والقسم المختص. فيا للمهزلة! لك الله يا حضرموت .. ماذا يفعل بجامعتك مجلسها هذا؟؟؟