ربما ألتمس العذر لأولئك الذين سال مداد أقلامهم غضبا وتناثرت كلماته كأنها حبات رصاص غادرت فوهة بندقيتها لتستقر في جسد الضحية. نعم قد ألتمس لهم العذر فالمصاب جلل, والجريمة نكراء وقذرة جدا, وما تصدر إلا من أناس بلغوا أدنى درجات الدناءة والخسة ولو ارتدوا بزة الجيش. ولأن مرتكبيها من يسمون أنفسهم الجيش زاد من وقاحتها وخستها فالجيش في الفترة الأخيرة كثرت جرائمه وحملت طابعا عنصريا بحتا. هذا الجيش الذي يسمونه جيش يمني لا يجرؤ أن يرفع كعب بندقيته ناهيك فوهتها في وجه شيخ قبلي شمالي, وبينما نراه في حضرموت قد بدت عنصريته وفاحت حتى أزكمت نفوسنا, ويقتل شيخ قبيلة جهارا نهارا لأنه حضرمي وليس شمالي. جيش اليمن وليس حضرموت, رأيناهم يولون الأدبار في صعدة, كالجرذان في ستة حروب أشبه ما تكون بلعبة أطفال. جيش اليمن وليس حضرموت هو من نراه اليوم يمارس القتل في حق الحضارم, ويقتحم المدن وأصبحت ثكناته رابضة في مدن وقرى حضرموت, لا يجيد سوى حاجتين: تخزين القات, وترويع المواطنين الآمنين وتدمير بيوتهم. لم يعد هناك فرق بين الجيش اليمني وبين أي منظمة إرهابية أخرى, وفوق هذا وذاك يدعي زورا وبهتانا محاربة الإرهاب. بل أكون صادقا إن قلت لم أر جيشا يتمتع بدرجة من الغباء كما هي الحال في الجيش اليمني؛ حينما يعلن على موقعه الرسمي أن مدير ثاني أكبر منفذ يمني بري قيادي بارز في تنظيم القاعدة ويتم اعتقاله. ثم تتكرر الحالة مرة ثانية وقبل أيام قلائل؛ يعلن عن مقتل أحد عناصر تنظيم القاعدة بسيئون وهم يعلمون أن القتيل شيخ قبيلة ورئيس تحالف قبائل حضرموت. بعد هذا هل نكون قد تجنينا على جيش هكذا حاله؟ لهذا –ياسدنة الجيش الشماليين – كرهنا الوحدة حتى النخاع, وزادت الفجوة اتساعا بين عامة الجنوبيين والشماليين بحماقتكم وسوء تصرفكم, وما كنا نرغب أن نصل لهذا الحال, ولكننا رأيناكم أكثر عنصرية وطائفية من العنصرية نفسها. أليس من حقنا أن نلعن هذا الجيش بدلا من أن نعتز به ونفخر, وكيف نفخر به ولازال لليوم والليلة أبوابه موصدة في وجه أي جنوبي. ماذا بقي في حضرموت لم ينتهكه جيش اليمن؟ ولماذا حضرموت هي المستهدفة من قبل جيش اليمن, لماذا صوت مدافع الحوثي في صعدة تمرح وتسرح, وصوت مدافع الجيش تدك غيل باوزير والشحر وغيرها من مدن حضرموت؟ لماذا معارككم لا تدور رحاها إلّا في شوارعنا, وقد خلت شوارعكم منها بل خلت صعدة كلها من وجودكم؟ لهذا أقول قد كفرت بهذا الجيش الطائفي..!؟ لم يبق لنا في حضرموت إلا خيارا واحدا فقط. لقد رأينا قذارة الشيوعية ربع قرن وها هي تطل برأسها من جديد بنفس خردتها القديمة. وتجرعنا عنصرية دولة الشمال وها هي تقاتل للرمق الأخير للبقاء ولو في صورة دولة فيدرالية ذات أقاليم هشة. و لم يبق لنا إلا حضرموت وكفى؛ دولة مستقلة.