كتب الدكتور عبدالله السيباني (مثلما سمى نفسه ) مقالاً نُشر في أكثر من موقع الكتروني عنوانه ( كواليس الهبة .. وخفايا نحب ) يقول في المقال ( تبدأ القصة عام 98م حين قتل الشيخ علي بن حبريش أخو الشهيد اغتيالا واتهم حينها القائد محمد إسماعيل خال الرئيس السابق قبل أن يصفيه النظام بعد الحادثة بحوالي عام ليظهر للحضارم أن يد الظلم قصيرة وهي حيلة المستفيد الوحيد منها هو نظام المخلوع بلا أدنى شك لإخفاء كل معالم الجريمة وقد كان لإعلام الاشتراكي وأجهزته الأمنية البشرية كمدنيين دورا كبيرا في تثبيت هذه التهمة وتصديقها لدى العامة ) وهو كلام لن يستوعبه أي عاقل يقرأ السطور بعقل واع . ومع ذلك هناك أسئلة تضع نفسها على من أسمى نفسه الدكتورعبدالله السيباني ..ونقول : نحن معه ، إن القصة بدأت باغتيال المقدم علي بن حبريش شقيق (سعد) عام 98م .. والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة : كيف عرف أن نظام الرئيس صالح هو من قام بتصفية القائد العسكري محمد إسماعيل ؟ معززاُ قوله ( بلا أدنى شك لإخفاء كل معالم الجريمة ) ثم ما الهدف من إقحام إعلام الاشتراكي وأجهزته الأمنية البشرية ؟ .. التي يقول بأنها أنظمت لأجهزة صالح وحزبه الحاكم ..لتثبيت هذه التهمة وتصديقها !!! كما نسأل هنا ما مصلحة الاشتراكيين في التعاون مع نظام كان سببا في هزيمتهم عام 94م ؟ ثم أين هذه الأجهزة الأمنية التي تم قتل عناصرها بشكل ممنهج وقلمت أظافرها بطريقة غريبة ؟ هذا لو افترضنا جدلاً بأن هناك قوة جنوبية من أصله . ونحن هنا لا نلوم ( الكاتب ) الذي عصفت برأسه هذه الأفكار ، وأقضت مضجعه وشردته بعيدا عن الحقيقة سارحاً في بيداء التيه لا يلوي على شئ ، وهاهي ذي الأفكار نفسها تحتل خياله الآن وتنتشر في رأسه وتنمو كالفطر .. إذ هو لم ير قط ما تقوله الحقيقة التي ( قيدت ضد مجهول ) كغيرها من القضايا التي آلت نتيجتها بهذا المبدأ القانوني ، وكأن هناك رجال فضاء جاءوا يستقلون أطباق طائرة ، وقتلوا الشهيد علي بن حمد بن حبريش الحمومي الأول في جولة الريان بعد خروجه من معسكر القائد العسكري محمد إسماعيل الذي انفجرت طائرته المروحية فوق رمال ثمود في ظروف غامضة ، ولا ندري كيف أتهم هذا (الكاتب) الرئيس علي عبدالله صالح وأجهزة الاشتراكي الأمنية ؟. . دون أن يملك دليلاً على ذلك . مثل هذه الكتابة تستهلك من صاحبها وقتاً وجهداً وطاقة كان الممكن الاستفادة منها في جهود أخرى أكثر فائدة لمجتمعه ، غير أن علم النفس يؤكد أن هذه التصرفات لون من الدفاع عن النفس ضد رغبة تكمن بين طيات العقل الباطن ، ولو أفصحت هذه الرغبة عن نفسها بصراحة لتسببت لصاحبها في أضرار جسيمة . لهذا نجد هذا النوع من الأشخاص يلجأ إلى التخفي وعدم كشف شخصيته الحقيقية حتى لا يتعرض للنقد اللاذع لتصرفاته تلك ومحاصرته في زاوية ضيقة ، فهو يكتب إما دفاع عن جهة أو حزب أو عقيدة سياسية آمن بها ، وهنا نراه لا يتورع أن يكتب بشخصية وهمية ، ويظهر أمام المجتمع بشخصيته الحقيقية في تناقض مع ما كتبه ، في حالة ( شيزوفرانية ).. شخصية تتخفى وراء تصرفات عديمة المعنى في الظاهر ،وشعور داخلي بالارتياح ، والسقطة التي يقع فيها هذا النوع هو أنه يترك الصبغة الحقيقية لشخصيته ( دكتور ) لإيهام الآخرين بصدقية ما يدعي ولا يمكنه أن يتخلى عنها من باب الوجاهة ، كما أنه يحاول أثبات ذاته بالأسلوب اللغوي الرفيع كي يؤكد مكانته كرجل قانون من خلال ما توصل إليه من استنتاجات . يحار المرء في تعليل هذا التناقض ، والكذب الذي حاول الدكتور عبدالله السيباني ( الوهمي ) إقناع القراء به وصولاً إلى غايات جمة لتعزيز تلك القناعات التي يؤمن بها هو .. وكأنها حقائق مؤكدة لا يمكن دحضها ، وهي صفة يلجأ إليها القانونيون عادة ، في تعاملهم مع صحيفة الاتهام بعد جمع الاستدلالات .. كما أن تلك الاستنتاجات تنطوي على كره حقيقي لشخصيات وأحزاب ومكونات يناصبها العداء أتهمهم وهو لا يملك دليلاً عليهم ، وإذا كان يملك تلك الأدلة لماذا لا يساعد القانون في الوصول إليهم والقبض عليهم لجرمهم الشنيع هذا ، ولكنه ، لأنه لم يعد يدري هل هي في الحقيقة واقع أو أنها – تهاويل – كما يصور له خياله المضطرب .. وهذا ما أتضح باتهامه السيد عباس باوزير للنيل منه في قضية الدعم الذي قُدم لتحالف قبائل حضرموت ، التي أكدها بقوله هو نفسه (وعباس باوزير السكرتير الإعلامي للاشتراكي الذي أعلن تبرعه بخمسة مليون ريال لا ندري أي جهة اعتمدتها له لأن الكل يعرف حالته المادية ) والرجل ، لم تتلوث يداه بدناءة من هذا النوع ولم يكن يوماً ذا نظرة مادية ، وعلاقته بحزبه قائمة على احترام مبادئه التي لولاها لكان اليوم من ذوي الأملاك والعقارات ، والصحيح ، أن عباس هو من أعلن عن هذا الدعم المقدم من مناصب آل باوزير عامة في مؤتمر القبائل الذي عقد بوادي ( نحب ) ومن المعيب أن يحمل كلام الكاتب تلميحات ( لا ندري أي جهة اعتمدتها له ) وهو أسلوب المقصود به ( العمالة والارتهان ) وهذا المؤلم في استخدامه ألفاظاً تثير الشكوك والريبة تجاه من ربطتنا بهم علاقات أخوة ، بغض النظر عن الإنتماء الحزبي فهذه قناعاتهم ، وهم أحرارٌ فيها .. فليس هكذا تورد الإبل !!! كما أن حنق الكاتب تجلى أكثر في قوله (غير أن الرفاق أصروا على حرف المسار عنوة وسيطروا على منصة الحفل من خلال الاشتراكي صبري بن مخاشن مخلب أحمد علي صالح و أداته الإعلامية في حضرموت فطغت كلمات الرفاق على كلمات القبائل وطغى مسمى الجنوب على اسم حضرموت حيث تحدث في ذلك الحفل كل من البيض وباعوم وبامعلم وسعيد الجريري وعلي الكثيري وبن شعيب وكلهم من تيار الحراك وغيرهم من مشائخ لقبائل جنوبية لا ناقة لها في القضية الحضرمية ولا جمل فيما استبعدت كلمات لشخصيات ومكونات حضرمية قرر المنظمون أنها لا تستحق الحديث بسبب توجهاتها المخالفة لتوجه الرفاق ) وأنا أقول بأن من حق الإصلاحيين والمؤتمريين ،والعصبة الحضرمية ، والثورة الشبابية، وأي مكون حضرمي ، أو جنوبي آخر بأنه من حقهم الحديث عن مواقفهم تجاه قضية تهم الجميع . ولكن ينبغي أن لا ينجر الكاتب وراء انفعالاته وإقحام الخلافات بهذه الصورة الفجة . . ولنضع سؤالنا ونقول : ماذا عن الشيخ الفاضل : أحمد المعلم والمنصب عبدالرحمن باعباد وبقية المتحدثين من القبائل : هل هؤلاء من مكونات الحراك ؟ وقوله ( أما ملابسات مقتل الشيخ – ويقصد المقدم الشهيد ( سعد بن حبريش بن مجنح العليي الحمومي )رحمه الله تعالى – فتدل على أن القاتل مترصد وقاصد الفعل في النقطة الأمنية حيث تفيد المعلومات أن سيارتين نوع شاص تتبعت سيارة الشيخ منذ الصباح وأفاد شهود عيان أن إطلاق النار بدأ أولا من المرافقين وتفيد روايات أن الرصاصة التي قتلت الشيخ جاءت من الاتجاه المعاكس ) وعبارة ( تفيد المعلومات ) لا تستقيم مع (تفيد الروايات ) لأنها مبهمة وغير دقيقة البتة !!! هذا التحليل لا يتكلف عناء طويلاً في ما يحيط بالحادث الأليم الذي يحاول الكاتب ترسيخه في أذهاننا وهو أسلوب يذكرني بالقصص البوليسية التي قرأتها وقرأها غيري للكاتبة البريطانية ( أجاثا كريستي ) التي تمتاز بالحبكة ، ولكن الكاتب أتى بتحليلات خالية من التشويق ، حيث بنى استنتاجه على غرار الرواية الرسمية التي تحدثت بأن مجموعة من القاعدة اشتبكت مع نقطة عسكرية ثم قامت تلك الجهة بسحب البيان بعد ذلك لعدم توافقيته مع ما جرى ، وقد كتب الزميلان العجيلي وأبو عابس حول ذلك مبدين صدمتهما للخبر الصدمة . أما قوله : بأن جهات ثلاث تقف وراء هبة حضرموت وهي : (نظام المخلوع ) + ( الحوثي وعملاء إيران في الشمال والجنوب ) + (قيادات الحراك الاشتراكية أصحاب فك الارتباط تحديداً ) ثم ربطها بمعلومات حساسة مضاف إليها ( تجار المخدرات ) في خلط لكل هذه الجهات مع بعضها بلا بوصلة يهتدي بها القارئ والتي أراها عموميات سردية مثل ( معلومة حساسة وخطيرة نقلها لي أحد الثقات ومضمونها أنه أخبره أحد قيادات الحراك الوسطى ) وهي أمور تحتاج إلى دعم بالوثائق وكشف المصدر (أحد الثقات ) وليس من أخبره لمعرفة الحقيقة ..وهناك دس للسم في الدسم من قبل الكاتب حين يقول (نجحوا أخيرا في إقناعهم بإغرائهم بالمطامع المالية من خلال مطلب حقهم في الشركات النفطية العاملة في أرضهم ) ويقصد الكاتب بأنها هي من أوغر صدر قبيلة الحموم وجعلها تقاتل ، لنسأل هذا الكاتب أليس من حق أبناء حضرموت بالمطالبة بحقهم المشروع في الشركات النفطية العاملة في أرضهم ؟ ما دام غيرهم يستفيد وهم ينظرون . ثم توجيهه النداء إلى ( عقلاء حضرموت ألا يسمحوا للمتسلقين والانتهازيين أن يركبوا موجة هبتهم ويحرفوها عن مسارها ) وهذا النداء الكل معه ، ولكن ألا يرى معي القراء الأفاضل بأن ذهاب الكاتب إلى قبيلة ( سيبان ) كي يعرض عليها هذه المعلومات الخطيرة ، وتحذيرها بدل تركها غير عليمة بالخراب الذي سيحل بحضرموت باسم (الهبة الشعبية ) أجدى وأنفع ، وهنا سيكون لكلامه مردود إيجابي في إنقاذ الأمة الحضرمية من غفلتها والانجرار وراء المستفيدين من خرابها .. وهذا بالقطع سيؤدي إلى كشف المؤامرات التي تحاك ضد حضرموت ، هل ننتظر من الكاتب مثل هذا الموقف البطولي ؟ أما إذا كان المقال الذي كتبه مجرد حذلقة كلامية الهدف منه إظهار المعرفة بتفاصيل خطيرة دون كشفها للمتلقي ، فذاك أمر آخر . لو تمعن القارئ مقال الكاتب : سيجد بأن لا ذكر لحزب التجمع اليمني للإصلاح في كل ما قاله ، مع أن هذا الحزب يعتبر الشريك الثاني في الحكم بعد انتخابات عام 93م وله مواقف مساندة للرئيس صالح الذي أُتهم نظامه بمقتل القائد العسكري محمد إسماعيل ، وكذلك وقوفه في حربه على ما سمي بقوى الردة و الانفصال واجتياح الجنوب عام 94م ، التي جاءت على إثرها الانتفاضات ضد المظالم والمطالبة بالحقوق؟ وآخرها الهبة الشعبية في مختلف مناطق حضرموت والجنوب. . ربما قادنا المقال إلى إن الكاتب إصلاحي الانتماء ؟ وهي ليست نقيصة إذا أعلنها صراحة .. فحزب التجمع اليمني للإصلاح ، حزب له ثقله السياسي في الساحة اليمنية .. ولا أحد يمكنه إنكار ذلك .. فلِم التخفي وراء الأسماء الوهمية ؟ .. وليكن المرء شجاعاً في إثبات مواقفه ويعلنها صريحة على رؤوس الإشهاد .