لتضل إشكالية تحديد أولوية العوامل التي تنهض بامة ما محل نقاش واختلاف للاراء وقد أثير مؤخرا موضوع التعليم أيام العصيان المدني الذي تشهده مدينه المكلا خصوصا وسمعنا بعض الاراء التي تؤكد على اهمية التعليم وانه المفتاح الاهم في نهضة أمتنا الحضرميه كغيرها من الامم ومع اعترافنا باهميه التعليم الا اننا سنعرض عليكم وجه نظر مغايرة تعتمد على الأولوية فلا تنفي اهمية التعليم في نهضة حضرموت ولاتدعوا لاهماله مطلقا ولكنها تشدد على اهمية عامل ملح وحيوي اخر لايستقيم التعليم إلا به. لقد صار مما لاشك فيه أن دولة الوحدة التي نعيش فيها الان هي دولة ازكمت انف العالم كله بفسادها حيث انها تنافس في مستوى فسادها دول من أمثال الصومال والعراق والسودان وافغانستان على ميداليات الذهب والفضه.وانعكس هذا الفساد على كل نواحي الحياة ومنها التعليم فمناهجنا تعاني من الجمود وعدم مواكبتها لوسائل التعليم الحديث ومدارسنا وصفوفها تعاني الازدحام وتشتكي قلة الوسائل التعليميه الحديثة ومنح التعليم الحكوميه نادرة جدا والغش صار ظاهرة مسموحه ومتعايش معها تماما لا ينكرها احد الا فيما ندر وتتم بعلم الجهات الرسميه وغير الرسميه حيث لم توجد الارادة الحقيقيه لمنعها. ولا يخفى على أحد أن كل هذه هي امور سياسيه في المقام الاول اقصد تطوير حقيقي للمناهج ووسائل التعليم وتأهيل المعلمين وعدم السماح بظاهرة الغش بتاتا وغيرها ووسط هذا الظلام سرت بارقة أمل مصدرها الجمعيات الاهلية بدعم من بعض رجال الأعمال المغتربين المخلصين فشيدت مدارس للمتفوقين وحصل ابنائنا على بعض ما يستحقونه من منح هي حقهم الطبيعي على الدولة أولاً لاعلى المغتربين ,الدولة التي تعتمد على حضرموت في 80% من ميزانيتها. ولكن ماذا كانت نتيجة هذه النهضة الاهلية في التعليم هل اسهمت في تطور حضرموت؟؟ هل غيرت شيئا من ماساة الحضارم المتمثلة في التيهه الحضرمي وأن (بوحضرم خيره من غير أرضه و لغير أرضه)؟؟ لقد تحققت نجاحات مذهلة بالفعل لطلبتنا الذين انتشروا في البلدان المتقدمه ينهلون من مختلف مناهل العلم الحديث وينافسون أبناء هذه البلدان نفسها يسعفهم في هذا ذكاء فطري متقد أشار اليه اديبهم الأول باكثير : لو ثقفت يوما حضرميا لجائك آية في النابغينا ولكن.. اين هولاء الاطباء والمهندسيين والجراحيين وسواهم الان!! مابالهم تركوا حبيبتهم حضرموت واشتفلوا بالخارج؟؟ محققين نجاحات فردية لم يستفد منها اهلهم ؟! السبب في ذلك لا يحتاج ذكاء إنه النظام الحالي الذي لم يعطي لهذه الكوادر (التي لم يمولها ولم يبتعثها أصلا) أقل ماتستحقه من دعم ورواتب ولم يوفر لهم نهضة تقنيه بتوفير الاجهزة والمعدات والظروف الملائمه لهم ليمارسوا ماتعلموه بالخارج الذي لم يجدوا منه في العزيزة حضرموت شيئا سوى الفساد والنهب والمحسوبية ليضاف هذا الاغتراب العقلي إلى إغتراب وهجرة الحضارم الأزلية في الأيدي العاملة ورأس المال الذي نشأ اصلا في الخارج وظل هناك. السبب في كل هذا هو النظام السياسي الذي احال البلاد ضنكا ايام حكم الرفاق وأمّم الممتلكات والإستثمارات الصغيرة التي كان قد بدأ المغتربون الحضارم في بنائها ليمتنعوا بعدها عن الرجوع لحبيبتهم حضرموت واستمروا في مأساة: خيرهم لغير ارضهم. وجاء النظام الحالي الوحدوي ليشرد ليس الرأسمال والايدي العامله فحسب بل وكلما أسلفنا العقول أيضا . اما بخصوص الاستثمارات فحقيقه انه اعاد المال الذي اممه الرفاق ل اصحابه ولكنه قسم اراضي البلاد الشاسعه و البكر وثرواتها النفطيه والمعدنيه وعقود الشركات العامله في البلاد من اتصالات وتجاره وهندسة وبناء وغيرها بين شيوخه وعسكره في أكبر عمليه نهب في تاريخ حضرموت واليمن على الاطلاق .بل لم نسمع حتى عن مستثمر حضرمي الا فرض عليه شريك منهم. إ ذن فالسبب في كل هذا الاغتراب هو نظام الحكم السياسي السائد في كلا الحالتين فالحضارم لم يملكوا قرارهم منذ امد بعيد جدا. وحينما بدأت نواه التوحد والوعي باهمية إمتلاك الحضارم لارضهم متمثلة في مطالب هبه القبائل سمعنا أصوات من جهات جكومية وحزبية ًتصيح وتستغيث وترثي لحال التعليم بسبب عصيان استمر يومين او اسبوع!! بينما استمرت العصيانات والاعتصامات قبل هذا اليوم مايقارب الثلاث سنوات لم تكن هذه الاصوات المتباكية على قميص التعليم بهذه الحدة والصرامة!!! كما أنها مزقت هذا القميص تمزيقا حينما صرخت باعلى صوتها ولاشهر عديدة متواصلة أيام ثورتهم البائسة :لا دراسه ولا تدريس حتى يرحل الرئيس. وياريت من دعا ألى أستمرار التعليم قد أقترح فعاليات أخرى حقيقية للتضامن مع الهبة كلا لم يفعلوا ذلك مما يكشف نيتهم الحقيقية في مواصله الوضع الحالي لانهم مستفيدين منه اما شخصيا أو سياسيا أو على وشك أن يستفيدوا منه أكثر. هناك الكثير من الحضارم معترضين على العصيان ليس من ناحيه المبدأ وليس بسبب انه سيعطل سير الدراسة (التي أوضحنا انها اصلا عرجاء ولن يضيرها توقف اسبوع او شهر أو سنه ) ولكن لعدم تأثيره الكبير على المحتل فياحبذا لو كان العصيان والاعتصام امام أماكن مؤثرة كمجمع المحافظه او بنوكهم وشركاتهم النفطيهة ومؤسساستهم العسكرية ولفترات متواصلة تحت شعار لا حياة حتى يخرج اعداء الحياة. نعم مانفع التعليم بدون رعاية وحماية نظام سياسي وطني ديمقراطي مخلص ينمي هذا التعليم ويطور مختلف جوانبه وانواعه بما في ذلك التعليم العسكري. لقد وصل التعليم والنهضة في عهد الخلفاء الرشيد والمأمون وفي عهد الناصر الاندلسي منتهاه وصارت بغداد وقرطبه هي طوكيو وباريس ونيويورك وقتنا الحالي ولكن هل كان لأي من ذلك أن يتم لولا جهود الصحابة الفاتحين وجهود الخلفاء المنصور والداخل الذين أسسا دولة أولا قبل تأسيس المكتبات والمراصد. لا شك أن من أهم عوامل بناء نهضه حضرموت -في راينا- والذي بدونه لا يتوج أي جهد تنموي او نهضوي او تعليمي هو: أن يكون الحضارم مالكين لانفسهم ولارضهم ولثرواتهم ولقرارهم بشكل كامل. نعم بكل وضوح لن تقوم لنا قائمه مالم نتولى أمورنا أولا بتحقيق مطالب الحلف المعلنه كاملة وبدون سيطرة فصيل سياسي معين بل بجهود الجميع لان تحقيق هذه المطالب يصب في مصلحة جميع ابناء حضرموت ولا يتعارض قط مع مختلف إنتمائتهم السياسية. يجب أن نسعى باخلاص وقوة لتحقيق مطالب الهبة ثم بعد تحقيقها كاملة إليكم رأيي الشخصي : ندخل مرحلة انتقالية يقودها الحلف الموسع والشامل لكل مكونات حضرموت الأجتماعية وكوادرها الامنية والتكنوقراطيه المخلصة والمقتدرة والمشهود لها بذلك لفرض الأمن والامان وتتخلل هذه الفترة مشاورات بين مختلف الاحزاب و القوى الحضرميه وتنتهي باستفتاء شعبي عام يحدد شكل الدولة إما بدولة حضرمية مستقلة أو ضمن فيدرالية جنوبية أو فدرالية شمالية. وان كنت شخصيا لا أحبذ مطلقا الخيار الاخير. اما مخرجات الحوار اليمني بدون سيطرتنا على الارض أولا ورحيل العسكر فخبرتنا ب (الجماعة) وبطبيعتهم تؤكد انها كذب ونفاق ولن ينفذوا شيئا منها وسيظلون هم المتسيدون على الارض والثروة يمكنهم من ذلك ما يحتكرونه دوننا من السلاح والدين (وقد سمعنا فتواههم الأخيرة العبقه برائحة النفط التي ركبها العوار من اعلاها الى اسفلها) كل هذا ونحن نتباكى على التعليم !. أي قصور نظر هذا بالله عليكم أين فقه الاولويات السياسي!. أكرر واجبنا الان هو ان نلتفت لاولئك الرجال الذين امتشقوا سيوفهم في ظل البرد والخوف وخذلان الاخ قبل الصديق وأرواحهم على أكفهم لاجل استعادة كرامتهم وحقوقهم المسلوبة على ارضهم وثروتهم وحقهم في ان يكونوا سادة فوق تراب اجدادهم فهم ملح هذه الارض ولن يكونوا عبيدا متسولين أمام مائدة أحاط بها لئام جشعون لا يستحقون ولا يملكون منها ولو قطميرا ولكنهم انتزعوها إنتزاعا فلا مناص من استردادها منهم وقد وجربناهم لاكثر من 24 عاما كانت علينا عجافا ثقالا وعليهم نعيما وجنه أكلوا كل شجر الخلد فيها فاستحقوا الطرد ولكنهم يأبون. إذن حتى لا نستمر في تيهنا سنينا اخرى يجب ان تصبح الارض والثروة والعزة لنا ونحكم سياسيا وعسكريا وبشكل كامل لنهيا بعدها لنهضه حقيقيه تبدا بدون شك او جدال بالتعليم ولكن بعد ارساء اساس الحكم الرشيد متمثلا في الديمقراطية وصناديق الاقتراع ولا شي غيرها. ايها الحضارم كل الحضارم من قبائل وسياسيين و عامه و نخبة و اثرياء وفقراء ومتوسطي الحال و رجال ونساء واطفال وشيوخ… احتضنوا هذه الهبة الشعبية لا تطعنوها في الخلف انها أملكم ومن وحلمكم إنها مستقبل احفادكم إن رجالها الان في جبهة العزة والكرامة ينادونكم تحت البرد والمطر قائلين في سمفونية رائعة (نحن الحضارم إخوانكم فلا تتركونا !! ) أحذروا من غربة أخرى هي غربه الرجال. لاشك ان الهبة محاطه ببعض المشاكل وبعض المتسلقين وتجار الثورات ولكن من قال ان أمرا عظيما مثل هذا سيكون سهلا بلا مصاعب وبلا فتن وبلا أعداء وبلا خيانة وبلا تضحيات وبلا أخطأ!! ولكن كل هذا لا يبرر التخلي مطلقا عنها والارتماء في حضن المعتدي فقد جربتم هذا الحضن ولم تجنوا منه سوى الشوك والضنك . بل يحتم عليكم تأييدها والتشاور مع قادتها ووضع الحلول لما يصادفها من مشاكل ورص الصفوف حتى تحقق أهدافها وأي اهداف! اخواني الحضارم إن خصوكم وأعدائكم الان بشتى اصنافهم منكرون لهذه الهبة المباركة وغير مصدقون بل يكادوا يتميزوا غيضا متسائلين :مال هولاء الحضارم اليسوا هم معشر (بوحضرم) المسالمين! ماالذي حدث فجأة كيف تنبهوا ان لهم أرض احتلت ونفطا ينهب وكيف ازالوا الصدأ عن بنادقهم ؟! أو يملكون بنادق ؟؟!! بل وأمتدت بهم الوقاحة ان قالوها علناً ذماً بصيغة الذم ( أنتم حضارم سلميين مالكم وللسلاح ارجعوا الى ماكنتم عليه!). يالجهلهم!! ألم يعلموا ان الحضارم رجال سيف ايضا مثلما هم رجال قلم ! وأنهم قد شهروا بنادقهم ووجهوها على مر التاريخ لا ظلما وعدوانا كما يفعلون هم ولكن دفاعا عن النفس والارض والشرف وهل بعد هذا من غال حضت عليه كل الاعراف الانسانية والاديان السماوية ! ولكن المحتلون دائماً لا يقرأون التاريخ فلا ينظرون الا لهذه المرحلة القاسية من تاريخنا التي وجدونا فيها مستكينين غلب علينا الذل وولكن هيهات هيهات ان نستمر هكذا …. أن موقف كل شخصية وكل قبيلة وكل فصيل سياسي وكل فرد حضرمي من هذه الهبة محسوب عليه سلبا أو إيجابا والتاريخ سيشهد وربنا ناصرنا على من بغى وتكبر وأخيرا أختتم مقالي هذا ببيتين من الشعر لشاعر العربية الاول وفارسها الاشم أبو الطيب المتنبي أضنهما يختصران كثيرا مماقلته: حتى رجعت وأقلامي قوائل لي المجد للسيف ليس المجد للقلم وقوله: لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم