قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها سجلت وصول 2717 شخصاَ من الوافدين من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال الشهرين الماضين. وأشار بيان صادر عن المفوضية – حصلت الثورة على نسخة منه – إلى أن عملية العبور إلى اليمن ما تزال متواصلة وسط فقدان وموت الكثير من هؤلاء الذين يخوضون غمار هذه الرحلة عبر البحر، الأمر الذي يتطلب من جميع الجهات المعنية من الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والجهات المانحة والمجتمع المدني العمل على تطوير استجابات شاملة للحد من هذه الرحلات الخطرة وصولاً إلى منعها بشكل كامل. يأتي هذا في الوقت الذي عبرت فيه المفوضية عن حزنها العميق جراء حادثة انقلاب قارب في خليج عدن نهاية الأسبوع المنصرم وعلى متنه 77 شخصاً من المهاجرين واللاجئين بينهم أطفال و نساء من الجنسيتين الصومالية و الإثيوبية تم إنقاذ 33 شخصاً منهم خلال عملية البحث، فيما لا يزال 44 آخرون في عداد المفقودين ويُخشى أنهم قد قضوا غرقا. وبحسب التقارير التي وردت الي المفوضية أن القارب الذي كان قد غادر منطقة بوساسو في بونتلاند على الساحل الشمالي للصومال في وقت مبكر من مساء الجمعة 7 مارس تعرض لرياح وأمواج قوية قبالة سواحل محافظة شبوة. ووفقاً لما ذكره أحد الناجين من الحادث، فقد غمرت المياه القارب بسرعة كبيرة، ما أدى إلى انقلابه. وتعتبر هذه المأساة التي حلت باللاجئين والمهاجرين هي الأعظم منذ العام الماضي الذي شهد انخفاضاً ملحوظاً فى عدد الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى اليمن، حيث انخفضت أعداد الوافدين من القرن الأفريقي إلى اليمن العام الماضي 2013 إلى 65,319 شخصاً، مقارنة ب 107,532شخصاً وصلوا إلى اليمن في العام 2012م. وخلال السنوات الخمس الماضية، عبر أكثر من نصف مليون شخص من الجنسيات( الصومالية والإثيوبية والإريترية) المياه الخطرة في خليج عدن والبحر الأحمر للوصول إلى اليمن، وتشير تقارير عديدة إلى وقوع حوادث إساءة و سوء معاملة واغتصاب وتعذيب بحقهم على أيدي عصابات التهريب و الاتجار بالبشر. حيث تكون القوارب التي تعبر إلى اليمن مكتظة وسط تقارير عن قيام المهربين برمي الركاب في عرض البحر لمنع انقلابها أو لتجنب اكتشافهم وتسببت هذه الممارسات بموت و فقدان المئات من الضحايا فى السنوات الأخيرة و لم يتم حتى توثيقهم. و حثت المفوضية دول الإقليم على تنفيذ التدابير التي من شأنها المساعدة في تحديد اللاجئين وغيرهم من ذوي احتياجات الحماية من بين الذين يقطعون هذه الرحلة فى البحر، كما ناشدت الدول المانحة ومنظمات المجتمع المدني إلى الاهتمام أكثر بقضايا الهجرة المختلطة في القرن الأفريقي، وذلك لتحسين الاستجابات الإنسانية و المساعدة في إنقاذ الأرواح. وكانت العاصمة صنعاء قد احتضنت منتصف نوفمبر الماضي المؤتمر الإقليمي حول اللجوء والهجرة الذي نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، بمشاركة ممثلي 14دولة من منطقة القرن الأفريقي ومجلس التعاون الخليجى تم خلاله مناقشة التحديات والحلول الممكنة لقضايا الهجرة و اللجوء. وخرج المؤتمر بإعلان صنعاء الذي أكد على الحاجة إلى تعزيز نظام حماية اللاجئين في المنطقة مع معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى اللجوء، كما شدد على مبدأ عدم الإعادة القسرية وأهمية تعزيز مبادرات الحماية في عرض البحر من خلال تعزيز الإمكانيات المتعلقة بالبحث التي تمكن من الوصول الآمن، بالإضافة إلى العمل على وضع آليات التعاون الدولي الفعال وتقاسم أعباء مشكلة اللجوء من القرن الأفريقي إلى اليمن.