من أمريكا إلى المحيط،وعبر أوروبا وآسيا وأفريقيا يعتبر اليوم العالمي للمتاحف لحظة خاصة بالنسبة لمجتمع المتاحف فهي فرصة رائعة للمهنيين العاملين بالمتاحف للالتقاء بجمهورهم ، ففي هذا اليوم تقوم المتاحف بتفسير قضية تهم جميع المنظمات الثقافية. يحتفل مجتمع المتاحف في 18 مايو من كل عام باليوم العالمي للمتاحف،وموضوع هذا العام يحمل شعار "روابط تخلقها المجموعات المتحفية " ، وفقا للايكوم (وهو المجلس الدولي للمتاحف) يأتي هذا الشعار بمثابة تذكير بأهمية المتاحف كوسائط تستثمر من أجل تقوية الروابط الإنسانية وهي مؤسسات حية تساعد على خلق وربط بين الزوار والأجيال و الثقافات حول ألعالم ، فالمجموعات والقطع المتحفية تخبرنا عن قصص وتاريخ متراكم لجيل المستقبل. كون أن العالم يتحول من الارتباط بالطرق التقليدية يجب على المتاحف أن تجد لها طرق جديدة لا اجتذاب مجتمعاتها من خلال وصول الجمهور السهل إلى مجموعاتها ، وليس فقط قدرة العرض ما لديها وإنما ما تخبره مقتنياتها او مجموعاتها أو ما يطلع الجمهور خلف الكواليس وتعرف الجمهور عن أهمية المجموعات التي لديها و يشمل نشاطات وشراكات مع المجتمع من خلال ذاكرة وربط مجموعات المتاحف. يعد المجلس الدولي للمتاحف المؤسسة الدولية الوحيدة التي تمثل المتاحف والعمل المهني المتحفي على مستوى العالم وبداء الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف عام 1977 م لرفع وتعزيز وزيادة وعي العامة بدور المتاحف في المجتمع وتسعى المتاحف من خلال الأنشطة الثقافية إلى التعريف بكنوزها وتشجيع الناشئة والزوار والأجانب على ارتيادها حيث يشكل هذا الحدث دعوة إلى تبني مقاربة حديثة للمتحف كمؤسسة ثقافية أكثر ديناميكية وتوفر لمرتاديها رؤية خلاقة من خلال وسائط عصرية تواكب تحول المجتمع والمفاهيم الأساسية التي تتعلق بدور المتحف وإمكانية واطلاع مهني المتاحف على الممارسات العلمية العالمية و المفاهيم والمعايير الدولية ، وكون أن المتاحف هي مؤسسات فعالة لها وظائف تعليمية وتثقيفية وموجهة لجميع الفئات والمتخصصون سؤ أطفال مدارس شباب كبار وكل شرائح المجتمع المحلي فضلا عن الزوار من كل أنحاء العالم. فالأيكوم يعرف المتحف علي أنه مؤسسة لا تسعي للربح ولكنه مؤسسة دائمة من أجل خدمة المجتمع وتنميته ودورة في نشر الوعي الثقافي و يكرّس الحفاظ على التراث لصونه لصالح المجتمع وهي مؤسسات مؤتمنة على ثروات وثقافات هامة. إن المتاحف هي أيضا مؤسسات تحافظ على الممتلكات الثقافية المادي واللامادي وعامل ربط بين الماضي وهي تُعلّم مبادئ الحاضر وفي جوهرها فهي عامل ربط وتواصل بين الأجيال،وتعطي أهمية للتراث الطبيعي والثقافي وان يتعرف به عالمياً ، والمجلس يساهم في جمع مجتمع المتاحف حول هدف وقيم رئيسية.
فثقافة زيارة المتاحف قد تكون وإلى حد كبير مفقودة وربما مجهولة لشريحة كبيرة من المجتمع وهذا ملموس من خلال الواقع. فالمتاحف في معظم دول العالم تعد منبرا للثقافة والعلم والفن علي مر العصور, وهي وسيلة من وسائل الاتصال التعليمية والثقافية والتي تُقدم للزائر خبرة وفيرة من المعلومات والأفكار والقيم العلمية والفنية والجمالية. وفي عالمنا العربي المتاحف ليست ذات أهمية بالنسبة للفرد وطبيعي جداً أن تسأل شخص ما هل قمت بزيارة متحف وسرعان ما تجد الإجابة السريعة " بالنفي " لان ثقافة المتاحف في بُلداننا متأخرة ولم نتعلم ثقافة المتاحف، فالدور مشترك بين البيت والمدرسة والمؤسسات المتحفية في نشر هذه الثقافة فإذا نشأ الطفل في بيت لم يزر أبواه المتحف مرة واحدة في عمرهما، فماذا تتوقع هذا الطفل أن يفعل؟ في الدول المتقدمة المتاحف أصبحت برنامجاً واضحاً للفرد والعائلة ترد اليه بين الحين والآخر وكذلك تجد الفرد في الدول المتقدمة عند زيارة أي بلد يكون المتحف ضمن برنامجه السياحي. توفير المتاحف العلمية وربط المناهج بالمتاحف العلمية والتاريخية يزيد في إثراء الثقافة المتحفية ويسمح للصغار قبل الكبار قضاء وقت علمي مسلي ومفيد .