النضال هو إن يبذل الإنسان جهده الفكري أو البدني أو ماله أو حتى نفسه في سبيل قضيه معينه ، ومع احتدام الصراع في الفترة الأخيرة زاد المناضلون ومما زاد منهم ومن شهرتهم أيضا هو وجود هذه التكنولوجيا من تلفاز وصحافة ومذياع وأخرها وأكثرها شهره الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت من الكل مناضلين حتى وان كانوا في صفوف الدراسة الأولى فالفضاء الالكتروني أعطى للجميع مساحات غير محدودة من الوصول إلى الناس مهما بعدت مسافاتهم وأوطانهم عنى . من خلال متابعاتي لما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر فيها وخصوصا الفيس بوك برزت الكثير من الأسماء المناضلة واقصد هنا على الصعيد الفكري أي الجهد الفكري في الكتابة من منشورات ومقالات الهدف منها توعية الناس وتوجيههم نحو قضية معينة يراها الكاتب ( المناضل ) قضية عادلة تستحق النضال والتضحية من اجلها حتى الوصول إلى تحقيقها ، وأكثر ما لفت انتباهي هو وجود عدد من الأسماء النسائية في ساحة النضال ، كنت سعيدٌ للغاية وانأ أقراء واستمتع بين فترة وأخرى مقال لسيده هنا ومنشور لسيدة هناك وكنت دائم المتابعة ل هكذا كتابات منطلقا من فكرة دعم المرأة وإنها شقيقة الرجل والوطن يحتاج لجهد الاثنين الرجل والمرأة على السواء . للمرأة هنا حق اختيار الطريق الفكري الذي ترتضيه أكان موقفها من قضية معينه أو من قياده معينه وهذا ينطبق على كل القضايا الفكرية المعاصرة ، كنت إقراء واحترم الكل أكان يتوافق مع توجهي الفكري والسياسي أم لا طالما إن تلك المرأة تعبر عن ذاتها " الفكرية " بمحض إرادتها دون توجيه من شخوص أخرى تنتقص من حقها في الكتابة والتفكير . في الفترة الأخيرة ظهر ما يشبه الانقلاب في كتابات هؤلاء السيدات فالتي كانت تقف إلى القضية الحضرمية وبقوة في كتاباتها المتعددة نراها اليوم تنقلب رأس على عقب وتقف موقف النقيض منها فلا تراها قضية تستحق النقاش على ابعد تقدير فتخوّن رموزها وتنتقص منها وتناصر من يعادي قضيتها الأولى وتتبنى قضايا أخرى كانت تعدها خروج عن المنطق والتفكير السليم وتعتبر الداعيين لها من خونة الأوطان ، نموذج آخر وسيدة أخرى من مناضلات الفيس تنضر إلى قضيتها مرة فوق ومرة تحت مرة مع القائد الفلاني ومرة مع القائد العلاني وحسبت إن كل القضية في القادة ومن حذا حذوهم وتجاهلت إن القادة يموتون والأوطان لا تموت ، القادة يتغيرون والأوطان لا تتغير ، النضال والكتابة والمواقف الفكرية لها حدود دنيا من الأدبيات ومن المعايير على من دخلت هذه الساحة عليها إن تتقيد بها وان تحترمها فباحترامها لها هي في الأساس تحترم القضية التي ناضلت من اجلها وإلا كان الحبل على الغارب وكان أبطالنا من الصعاليك وقليلي الأدب والباحثين عن الشهرة وضاعت كل القيم التي نناضل من اجلها فأوطاننا ليست رقعة جغرافية فقط هي في الأساس قيم وعادات وتقاليد وقوانيين واحترام حتى مع الخصوم متى تفهمن ذلك أيتها المناضلات ؟ أم إنكن مناضلات من ورق !!