- رسول السلاح والمال من أجل الثورة والاستقلال - لقاءات/ أمل عياش لعبت المرأة اليمنية في جنوب الوطن دوراً بطولياً إلى جانب أخيها الرجل في مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني.. حيث كانت تقوم بالاضرابات والاعتصامات الرافضة للهيمنة الاستعمارية بالاضافة إلى ماقامت به من حملات لجمع التبرعات لمساندة الثوار والفدائيين، وأيضاً ماتحملته من عناء ومخاطر لنقل السلاح والذخائز إلى جبهات القتال للثوار.. وبالتالي فإن المرأة مثلت قوة نضالية اسهمت إلى جانب الثوار والفدائيين في تفجير الثورة وتحقيق الاستقلال الوطني بخروج آخر جندي بريطاني من عدن في ال30 من نوفمبر 1967م. - جمع المال تتحدث المناضلة/آمنة عثمان اليافعي عن مشاركتها النضالية بالقول: أول ماشاركت في جمع التبرعات في عام 56م في حرب العدوان الثلاثي على مصر، قمنا بجمع التبرعات من جميع المناطق التواهي الشيخ عثمان عدن وكان الصندوق الذي فيه المال متواجداً عندي في المنزل ،وكان شخص من الذي يسكن بجوارنا يعمل مع الانجليز تقريباً ويقول: البنت هذه تحرض وتجمع المال وقام بالابلاغ عني فكانت أول مرة تدخل بيتنا شرطة وانجليز بحثاً عني وواجه الموقف والدي بالنيابة عني، فأخبروه أنهم يريدون المال الذي بحوزتي وكانس حينها مبلغاً كبيراً لأن الشعب كان يحب الرئيس عبدالناصر و الشعب المصري، وأخذ الشرطة والانجليز صندوق المال ولا أعلم إلى أين؟وحينها هزتني هذه القضية ليس خوفاً من الانجليز بل من والدي ولكن تفهم الأمر وبعدها بدأت الدراسة.. كنت في مرحلة أول ثانوي،ولكن للأسف بعد حكاية الصندوق الذي يوجد به المال فصلت من المدرسة.. وبعد وساطات عدة عدت إلى المدرسة لإكمال دراستي الثانوية، ثم التحقت بمعهد تدريب المعلمات وتخرجت مدّرسة وعملت في مجال التدريس، وحينها كانت توجد ست نقابات من ضمنها نقابة المعلمين وكانت أقوى النقابات. - تحريض على الاضراب وتوزيع منشورات واضافت قائلة: أنا بجهودي الشخصيه والخاصة حاولت أن أكون عضوة في النقابة وكان طبعاً حينها يعطى للمرأة الحق بدخول النقابات وكنا نجد تشجيعاً انذاك من الاخوة عبدالقادر أمين فضل محسن محمود سلامي كانوا دائماً يقفون معنا ويدعموننا وينزلون معنا.. وكنا نجتمع بالنقابة بالمعلا وكنا ثلاث زميلات مدرسات أنا وثريا منقوش ، وانيسة أحمد سالم ونوزع منشورات نحرض الطلبة على الاضراب ونجمع المدرسات، وقتها كان الاضراب ممنوعاً، ولكن نحن لم نتوقف عن الاضراب نحاول ونحاول نحن والمدرسات زميلاتنا.. وعملنا اضراباً عاماً في المدارس كلها بفضلنا نحن المدرسات. النقابات كان في وقتها دورها قوياً جداً.. كان الاضراب محظوراً في قوانين عدن المستعمرة. - تهريب اسلحة واستطردت قائلة: أيضاً شجعونا كل من عبدالقادر أمين وفضل محسن من ضمن النقابة أن ندخل الجبهة القومية. كانوا يسمعون عن نشاطنا وكانوا يستدعوننا بالسر لدرجة أن يكون السر على أهالينا، أنا وأنيسة وثريا يجلبوا لنا سيارة خاصة تأخذنا من منازلنا ونذهب مرتين في الأسبوع،وكان يأخذنا محمود سلامي في سيارة خاصة. ويجتمع فينا في منزل عبدالفتاح اسماعيل ويعطينا المنشورات، ويحرضنا، وللتثقيف لمدة معينة.. وبعدها أعطونا مناشير لنوزعها ،وكنا بعدها نساعد في الإضرابات،وبعدها كنا نجمع الاسلحة ونخبئها عندنا في المنزل ومن غير مايعلم والدي بشيء وللعلم لم يكتشف ابداً أني كنت أحمل اسلحة حيث كنت اخفيها داخل ملابسي فلا يظهر شيء وكنت أخبىء قنابل ومسدسات أخفيهم في منزلي إلى أن يأتي شخص يدق الباب أعرف من هو فأعطيه القنابل والمسدسات. - فدائية مجازفة وتحدثت عن زميلتها فاطمة عبد ربه قائلة: دلم تكن متعلمة ولكن عندها وعي وحس وطني ناضلت إلى آخر قطرة في دمها حملت السلاح وجازفت بنقل السلاح من منطقة إلى أخرى كانت فعلاً فدائية وبمثابة رجل، توزع منشورات ، توزع الاسلحة إلى الفدائيين من منطقة إلى أخرى. واختتمت آمنة حديثها قائلة: استمرت الاعمال الفدائية للمرأة إلى أن طرد الاستعمار من عدن. الاعمال التي قامت بها المرأة هي الاضرابات توزيع المنشورات التحريضية وتوصيل الاسلحة إلى الثوار والفدائيين. - إغلاق أبواب المدارس المناضلة د / سعاد عثمان اليافعي تحدثت عن دورها في معركة الثورة والاستقلال قائلة:كان دوري هو تحريض الطلاب على إغلاق أبواب المدارس فعندما يأتي خبر عن تنظيم مظاهرة ليوم غد كنت لا أقوم في الباكر واغلق أبواب المدارس للخروج في مظاهرة. كنا نخرج لمساندة بعض الطلاب الذين تم اعتقالهم حتى يتم الافراج عنهم خرجت كلية البنات عن بكرة أبيها، خرجنا سيراً على الاقدام إلى محطة البترول التي أمام مدرسة الجلاء كان هناك الانجليز.. طلبو منا ان نتوقف ونحن لم نتوقف بأسلوب غير مهذب وامسكوا بالبلوزات حق الطالبات وقطعوها وجرجرونا ،وكنا دائماً نحمل اكياس الحجارة وتأتي مديرة المدرسة يومياً تتكلم معنا قائلة: انتم عرب غير «كويسين» وماتعرفوش الاخلاق والاسلام وغير كده وكده كنا ننضرب ونضرب. - تشجيع شعبي واسع وأضافت قائلة: وبكل فخر كنا نحصل على تشجيع من قبل سكان مدينة عدن، فأثناء المظاهرات كانوا يطلقون القنابل المسيلة للدموع،فكانت جميع أبواب المنازل تفتح لنا ولنختبيء ونأخذ قسط من الراحة عندهم، كان لايوجد تمييز بيننا هؤلاء من الجبهة القومية أو من جبهة التحرير آنذاك كل هذا ينفق عليه تحت شعار النضال الوطني وتحرير الوطن من الانجليز». وتختتم الدكتورة / سعاد حديثها قائلة:كنا عايشين ماحد يفكر بذاته كنا نتبرع بذهبنا حتى العجائز يتبرعن بحماس لأجل الوطن فالكل يعمل لصالحه وقد كنت أذهب إلى التجار وأصحاب المحلات أجمع الدعم والتبرعات لصالح الفدائيين. - ارهاصات نضالية أما المناضلة رضية شمشير التي كانت في سن الطفولة آنذاك فقد تحدثت قائلة:ربما كان تأميم قناة السويس في عام 1956م وخروج العمال في مسيرة في شارع الميدان متجهين إلى المجلس التشريعي وهم يهتفون عبد الناصر تأميم قناة السويس ،ولدت عندي الارهصات الأولية لكي يدخل في ذهني من السنوات الأولى شيء اسمه ثورة، شيء اسمه نضال كنت أرى ناساً تجري وأتساءل ماذا جرى؟ الناس تجرى وحاملة معها أعلاماً ويهتفون عبدالناصر أمم السويس وصوت المذيع أحمد سعيد يأتي من المقهى الذي تحت منزلنا. - جمعية المرأة العدنية وبالنسبة للمرأة تحدثت قائلة: المرأة بمستعمرة عدن ربما أقدر أقول أن جمعية المرأة العدنية بغض النظر كيف كانت وماهي أهدافها ماذا كانت تؤدي من دورإنذاك وانخراط بعض الاخوات من ضمنهم مثلاً: الست آمنه ،ورضية احسان الله ومجموعة منهم هذه الجمعية رغم إنه انذاك كان يقال انها جمعية كان تأسيسها لغرض محدد ومعين يخدم الاستعمار ولكن بالقراءة التاريخية في سنوات العمر الطويلة وجدت ان جمعية المرأة العدنية حاولت النهوض بالمرأة في مستعمرة «عدن» من خلال صفوف محو الأمية التطريز الخياطة التدبير المنزلي إلى آخره وإن كانت خدمت في فئات معينة هكذا كانت البداية لماذا؟أن الوعي الثوري قد بدأ عند المرأة يتشكل بهذا الاتجاه مع قيام ثورة 23 يوليو 1952م حقيقة الرعيل الأول من المناضلات ذهبن إلى القاهرة لتهنئة عبدالناصر بانتصار الثورة، وهن رضية إحسان الله، صافيناز خليفة، وزينب ذو الفقار ،نجوى مكاوي ،فوزية محمد جعفر تحت مظلة جمعية المرأة العربية. عندما نتحدث عن هذه القضايا فإن لها أهميتها لأنها فعلاً كانت البدايات الأولى لانطلاق نضال المرأة في المستعمرة عدن، وقتها لم يكن هناك لاجبهة قومية ولاجبهة تحرير كان هناك نضال للمرأة تحت مظلة جمعية المرأة العربية. كانت تعمل في نطاق أوسع من نطاق المرأة العدنية وقد سميت هذه الجمعية في جامعة الدول العربية في مابعد في عام 1958م تقريباً على أساس يمكن التواصل معهم بهذه القضايا كانت البدايات لمشاركة المرأة.. ثم جاءت ثورة الحجاب على أساس السفور كل هذه الأشياء أرخت لها د. إسمهان عقلان العلس بشكل تفصيلي بكتابها المعنون «المرأة في المستعمرة عدن من 1937م 1967م». - غليان ثوري ثم تحدثت قائلة: المشاركة الذاتية أو المشاركة الجماعية تأتي بالأخير .. ان اضراب طالبات كلية البنات بخور مكسر جاء بما يشبه تقريباً التمهيد.. فبعد ثورة سبتمبر كان هناك غليان ثوري في بدايته وعندما تقرأ بعض الكتابات التاريخية تجد ان الناس شعرت ان هناك ثورة قادمة لكن من قام بها؟الطالبات شكلن حركة انضمت إليها طالبات كليات عدن، فكانت الحركة هذه رغم انها كانت ضد المناهج التعليمية البريطانية، ضد مسز بيتري مديرة المدرسة وضد الآخرين ولكن اعطت ناقوس الخطر انه هناك شيء يعتمل في هذه المستعمرة «عدن» فانتهت الجمعيات النقابية وبدأت تتحرك وبدأت تتشكل ببوارد وحركات سياسية فكانت ارضية ساعدت على ظهور الافكار القومية في اذهان الآخرين فتشكلت الجبهة القومية عام 1963م وجاء بعدها تشكيل جبهة التحرير مباشرة. - الطابور الخامس واستدركت المناضلة رضية شمشير:كانت هناك جبهة لاتريد السلام الاجتماعي في ظل ثورة موجودة في المستعمرة «عدن» هؤلاء هم «الطابور الخامس» الجواسيس الذين كانوا ينفثون الاحقاد والقضايا الثانوية ليثيروا الفتن والحقد ويزرعوا الاقتتال بين الاخوة. - تحريض ضد الاستعمار الاخت المناضلة نادية محمد قائد الاغبري الأمين العام لاتحاد نساء اليمن محافظة عدن تحدثت قائلة: أنا ولدت مع الثورة المصرية 1953م وولد عندي الحماس الثوري. والعناصر التي كنت بصحبتها عناصر مناضلة مثل رجاء أحمد سعيد، زهرة حنبلة - راوية محمد حسين، نجاة عبدالله علي، سميرة عبدالكريم حنبلة ،حليمة عبدالمجيد، الهام عبدالوهاب ومجموعة أخرى من المناضلات. ورجاء أحمد سعيد هي قائدة الخلية في الجبهة القومية.. النشاط عبر الاتحاد الوطني لطلبة الجنوب المحتل. وشاركت في الكفاح المسلح من خلال انخراطي في اتحاد الجنوب «طلبة الجنوب المحتل » وكانت مهمتنا توزيع المنشورات وتحريض الطلبة على الاضرابات.