مصرع وإصابة عدد من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية غربي تعز    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    غارات عنيفة على مناطق قطاع غزة والاحتلال أكبر مصنع للأدوية    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    الحوثيون يغلقون مسجد في عمران بعد إتهام خطيب المسجد بالترضي على الصحابة    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب يمني    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمنطقت السلاح في وجه المستعمر واستخدمت «الشيذر» لإخفائه
المرأة اليمنية:
نشر في الجمهورية يوم 14 - 10 - 2010

- شفيقة مرشد: المرأة اليمنية أسهمت في خوض مختلف أشكال النضال السياسي التحرري منذ اللحظات الأولى للثورة.
- رشيدة ابراهيم : كنا نستخدم الحجاب لإخفاء المنشورات السرية والأسلحة أثناء مرحلة النضال
- فوزية ثابت : حولنا منازلنا إلى مقرات لاحتضان الاجتماعات والأعمال الفدائية ضد الاستعمار.
كان للمرأة اليمنية شرف المشاركة في النضال إلى جانب أخيها الرجل في مقارعة الاستعمار في جنوب الوطن والدفاع عن الثورة في شماله.. قدمت تضحيات جسام ، خاطرت بروحها وسجنت ووهبت روحها ودمها للوطن الغالي.. تمنطقت السلاح في وجه المستعمر.. نفذت الأوامر بإتقان، وبرعت بذكائها وهي تؤدي أدواراً عديدة يشهد التاريخ أنها ناجحة بامتياز.. استخدمت أسلوب التمويه وأصابت أهدافاً لم تخطر على بال قوات الاحتلال وهو بكل تقنياته العسكرية.. لم تأبه للخوف والترويع والسجن كان إيمانها بالوطن يمدها بالقوة والشجاعة.. فدائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ,كانت شريكة فاعلة في الكفاح المسلح وهي تجود بالغالي والنفيس من أجل عزة وطنها وحريتها وكرامتها.. عدد من المناضلات يتحدثن ل(الجمهورية) عن دور المرأة اليمنية في النضال الوطني والكفاح المسلح.
جمعيات نسوية
تقول الأخت شفيقة مرشد احمد حول دور المرأة اليمنية في النضال الوطني والكفاح المسلح : عبر مراحل النضال المختلفة التي خاضتها جماهير شعبنا من اجل القضاء على النظام الاستعماري , شاركت المرأة في هذا النضال وبتطور الحركة الوطنية وتمكنها من النفاذ إلى أوساط المرأة تنامت مشاركتها أكثر فأكثر .
ففي العام 1958م بدأت الحركة النسائية اليمنية في النضال بشكل متطور نسبيا , ومن اجل احتواء نضالها سمح الاستعمار بإنشاء مؤسسة نقابية للمرأة لأول مرة في تاريخ البلاد , وبذلك تأسست (جمعية المرأة العدنية) برئاسة أم صلاح محمد علي لقمان لتنظيم مشاركة المرأة في (عدن ) , واقتصر نشاطها على تقديم بعض الأعمال الخيرية والنشاطات الاجتماعية.
ومع نمو الوعي السياسي في صفوف المرأة في مدينة عدن اتضح عجز قيادات جمعية المرأة العدنية فتكونت (جمعية المرأة العربية ) بقيادة رضيه إحسان الله وليلى الجبلي.
تظاهرات ضد الاستعمار
وتطرقت الأخت شفيقة إلى دور الحركة النسائية اليمنية في مقاومتها للاستعمار في عدن فقالت : لقد قاومت الحركة النسائية اليمنية السلطة الاستعمارية في عدن وقادت النساء مظاهرات حاشدة عام 1959م احتجاجا على أساليب السلطة الوحشية في قمع الجماهير .
ولم تتوقف نضالات المرأة اليمنية ضد محاولات الاستعمار لمسخ الشخصية الوطنية عن طريق فرض مناهجه الاستعمارية مما دفع بطالبات ثانوية خور مكسر للبنات إلى القيام بالإضراب العام والخروج في مظاهرات ضد المناهج الاستعمارية في فبراير عام 1962م سرعان ما انتشر الإضراب إلى مدارس البنين واشتركا معا في مظاهرات صاخبة تندد بالاستعمار ومشاريعه جابت معظم شوارع عدن عدة أيام مما دفع بالسلطة الاستعمارية إلى إغلاق المدارس عدة أشهر , بعدها لم تجد معها السلطة الاستعمارية سوى دفع وزير التربية والتعليم آنذاك لعقد اجتماع مع الطالبات وأولياء أمورهن والرضوخ لمطالبهن .
حملت السلاح
وأكدت شفيقة مرشد ان المرأة اليمنية لعبت دوراً هاماً في إنجاح الكفاح المسلح وأسهمت في خوض مختلف أشكال النضال السياسي التحرري منذ اللحظات الأولى للثورة , فقد حملت السلاح وقاتلت ضد قوات الاحتلال البريطاني , اذكر على سبيل المثال الفقيدة دعرة لغضب والفقيدة أم شائع .
كما ساهمت في تحرير المناطق الريفية وفي حراسة المناطق المحررة .. من داخل الجبهة القومية ومن داخل جبهة التحرير .. لقد أثبتت المرأة اليمنية جدارتها إبان المعارك السياسية, وخاصة في عدن فشاركت في التنظيمات السياسية وتصدرت المظاهرات وقامت بتوزيع المنشورات والبيانات كما شاركت في نقل الرسائل والأسلحة والذخيرة , والغذاء للمناضلين , وفي رصد تحركات الأعداء وتزويد الثوار بالمعلومات وقيادة الإضرابات وإخفاء الفدائيين وتوعية النساء وتعبئتهن للوقوف إلى جانب الثورة وجمع التبرعات منهن .
نضال نقابي
كما أسهمت المرأة اليمنية في نضالات النقابات العمالية , وفي تكوين النقابات الست عام 1966م التي وقفت إلى جانب الثورة .
كما شاركت المرأة والفتاة اليمنية في نضال الحركة الطلابية ودورها المعروف في النضال ضد الوجود الاستعماري , وحتى انتصار ثورة 14 أكتوبر المجيدة .
وفي خضم ذلك النضال الوطني التحرري تشكل القطاع النسائي للجبهة القومية الذي لعب دورا بارزا , وموازيا لدور مختلف قطاعات الشعب الأخرى , واستطاع ان يبني قطاعا نسائيا منظما قادته الفقيدة زهرة هبة الله علي , والتي وصلت إلى أعلى المراتب التنظيمية حينها , وهي الشعبة حيث كانت عضوا في شعبة عدن أي في قيادة التنظيم في العاصمة .
مراتب تنظيمية
وكان للقطاع النسائي للجبهة القومية مراتب تنظيمية تتكون من : الحلقة , والخلية , الخلية القيادية , الرابطة , الشعبة بقيادة (زهرة هبة الله علي ) الرابطة وكانت تضم نجوى مكاوي , فوزية محمد جعفر , أنيسة الصايغ فطوم علي احمد , عائدة يافعي , ثريا منقوش , فتحية باسنيد , نسيم عبدالخالق .
الخلايا : وتضم ( فطوم عبدا للطيف , اسيا مرشد , سميرة قائد محمد , سميرة الخطيب , سعاد يافعي ,خديجة قاسم , شفيقة عراسي , وديعة عزعزي , انيسة سليمان , سهام احمد عبدالمجيد , الهام عيدروس , انيسة عبود , عايشة محسن واخريات كثر .
شرف الشهادة
تقول شفيقة مرشد : لقد لعب القطاع النسائي لجبهة التحرير دورا لايقل أهمية تحت قيادة الأخوات : ليلي جبلي , رضية احسان الله , ونعمة سلام , وزنوبه حميدان , وبنفس القدر من الحماس لعب القطاع النسائي لحزب الاتحاد الديمقراطي الشعبي وحزب البعث العربي دورا لايستهان به . لقد نالت المرأة اليمنية شرف الاستشهاد, ومنهن : الشهيدة خديجة الحوشبية , والشهيدة عائشة كرامة , والشهيدة فاطمة.. كما نالت امرأتان شرف الاعتقال على أيدي سلطات الاحتلال حيث اقتيدت المناضلة الفقيدة نجوى مكاوي والمناضلة فوزية محمد جعفر اللتين كانتا في سيارة تقودها الأولى إلى معتقل بشرطة خور مكسر بعد ان ضبطن وهن يقمن بتوزيع منشورات للجبهة القومية تدعو فيها الجماهير إلى مسيرة جماهيرية لتشييع جثمان الشهيد الفدائي عبود .كما لن انسى الجسارة التي كانت تتمتع بها المرأة اليمنية حيث كن يصعدن إلى منابر المساجد يذعن منشورا للتنظيم , وكانت على رأسهن المناضلة الفقيدة زهرة , والمناضلة أنيسة الصايغ , وعائدة علي سعيد , وفوزية جعفر , وكانت الدوريات العسكرية تحاصر المسجد ..
علامات مضيئة
واختمت الاخت شفيقة مرشد حديثها بالقول : لم تكن المرأة في جنوب الوطن بمعزل عن نضال الحركة الوطنية اليمنية .. ففي العام 1967م , قام وفد نسوي بزيارة إلى شمال الوطن للتعرف علي نضال الحركة الوطنية اليمنية , وتبادل الخبرات .. وقد تكون الوفد من الأخوات زهرة هبة الله علي , نجوى مكاوي عائدة علي سعيد , وفوزية جعفر .. لقد شكل نضال المرأة اليمنية علامات مضيئة في سجل تاريخ شعبنا اليمني النضالي , فلنواصل النضال مهما كان الدرب شاقا وطويلا , ولتظل الراية التي تسلمناها من شهدائنا الأبرار خفاقة على الدوام.
سرية النضال
وهناك من النساء ممن بدأن النضال في سن مبكر على سبيل المثال منهن المناضلة رشيدة عبيد علي ابراهيم التي اشتركت في العمل الفدائي وعمرها لا يزيد عن 17سنة وتتذكر رشيدة أنها كانت تجتمع مع زميلاتها في النضال سراً في أحد المنازل وقالت : كنا نتلقى التعليمات والأوامر في تنفيذ أية مهمة من المناضل «الأسودي» ومن هذه المهام: توزيع المنشورات السرية التي تدعو إلى مقاومة الاحتلال وكنا نقوم بذلك ونتخفى بملابس معينة لغرض إخفاء بعض الأسلحة أو المنشورات أو القيام بتغطية الفدائيين وإخفائهم بعد أية عملية عسكرية يقومون بها..
فقد كان إخواننا في قيادة الجبهة ينظمون لنا دورات تدريبية في كيفية استخدام الأسلحة. وتشير المناضلة رشيدة أن بعض المناضلات ذهبن إلى تعز وبعضهن ذهبن إلى القاهرة.. وكانت هي ممن ذهبن إلى تعز وقالت : هناك كانوا يذهبون بنا إلى منطقة خالية من الناس حيث يمكن لنا التدريب على استخدام الأسلحة المختلفة من دون أن يراقبنا أحد، وقد تدربت مع زميلاتي المناضلات على استخدام المسدسات والبنادق وحتى أننا رمينا القنابل، وكان هناك مجموعة من المناضلين معنا مسئولون عن عملية تنظيمنا وتدريبنا ومنهم: الاسودي، المكاوي والخوباني وكنا نلتقي معهم في موقعهم بشارع جمال بمدينة تعز.
«الشيذر» ليس حجاباً
استخدمت المناضلات العديد من الوسائل أثناء مرحلة النضال ووصل الأمر إلي أنهن استخدمن حتى الشيذر لنقل الأسلحة - والذي هو في الأساس يستخدم كحجاب - وكذا لإخفاء المنشورات السرية ومثل هذه الأساليب كانت في غاية الخطورة , حيث كانت كثير من المناضلات يرتدين (الشيذر) ليس حجاباً فحسب بل كان الهدف من ذلك تنفيذ مهام في غاية الخطورة كما أكدت المناضلة فوزية سيف، وقالت:إنه كان يستخدم كحجاب أيضاً يخفي المنشورات السرية وبعض قطع السلاح الخفيف،فمثلاً لم يكن عمري حينها يناسب لبس (الشيذر) فلقد كنت صغيرة السن، ولكن إذا كلفت بمهام إخفاء الأسلحة والمنشورات فكنت اضطر إلى لبس (الشيذر) حتى أنجح بمهمتي.
دعرة رمز بطولي
مناطق الأرياف لم تكن غائبة عن النضال فهناك الكثير من أبناء الريف لعبوا دوراً كبيراً من الرجال والنساء حيث شهدت ظهور العديد من المناضلات اليمنيات لايشق لهن غبار من بنات الريف , منهن على سبيل المثال نجوى مكاوي التي كانت تشكل واحدة من رموز العمل الفدائي النسوي في عدن، أيضا المناضلة (دعرة) كانت تشكل رمزاً بطولياً نسائياً في الضالع تقول المناضلة فوزية سيف ثابت كانت تشارك إخوانها الرجال في كثير من العمليات العسكرية ولا استطيع أن أذكر كل الفدائيات اللاتي تعرضن لكثير من المشاكل بسبب عملهن الفدائي وأذكر بعض النساء كرموز في هذا العمل، فإلى جانب نجوى مكاوي هناك زهرة هبة الله، وشفيقة محمد عبدالله وهذه تعرضت للاعتقال لفترات طويلة.
تمويه جنود الاحتلال
المناضلة فوزية سيف ثابت كانت أصغر المناضلات سناً، وهذا ما جعلها تتمتع وزميلاتها المناضلات القريبات من سنها بسرعة الحركة والقدرة على الاختفاء، وكانت بحكم صغر سنها تملك الجرأة والشجاعة في مواجهة الجنود الانجليز، الأمر الذي شكل إضافة نوعية لعملها الكفاحي، حيث لم تكن قوات الاحتلال تشك في أمرها وتحركاتها كثيراً.
نفذت المناضلة فوزية كل أوامر قيادتها من التعليمات والمهام الموكلة إليها وبشكل فاق توقعات الانجليز.
تحويل المنازل إلى مقرات
وأضافت: لم نكن نملك المادة ، ولم تكن لدينا مقرات للاجتماع، ومع ذلك فقد حولنا منازلنا إلى مقرات، حيث كنا نجتمع مع بعضنا البعض في المنازل، وبحسب ظروفنا وظروف عملنا المسلح نختار المنزل المناسب للاجتماعات وتشير إلى أن من هذه المنازل التي احتضنت تلك الاجتماعات والأعمال الفدائية، كان منزل المناضلة شفيقة علي صالح ومنزل المناضلة مجيدة علي نعمان وأحياناً في منزلها.
أدوار مشتركة
كانت الأبواب تنفتح أمام المناضلات بكل رحابة وذلك عرفاناً من المناضلين بدورهن الفدائي.. وقالت: كان هناك الكثير من المسئولين علينا في العمل الفدائي وكانوا خير عون لنا وهم أصحاب خبرة أكثر من العنصر النسائي في الكفاح المسلح ومنهم: علي حقاني وغانم، وسلمان، وقد كنا نستخدم أسلوب التمويه وتغيير مواقع الالتقاء والاجتماعات حتى لا يتم رصد مواقعنا أو مقرات اجتماعاتنا، وهناك مسألة مهمة في عملنا الفدائي كانت تتمثل بتبادل الزيارات ونقل الخبرات فيما بين الخلايا..
قد لايصدق أحد أن السرية في عملنا الثوري تعني عدم البوح أو كشف نفسك لأفراد عائلتك، وتروي أن حادثة مأساوية حصلت كان نتيجتها أن اكتشفت أن أخاها فدائي في الجبهة القومية، واكتشف هو أيضاً أنها من فدائيات الجبهة نفسها.. وتبدأ الحادثة عندما تمركز جنود الاحتلال البريطاني في العمارة المقابلة لمنزلها بسبب شكوكهم ان هناك منشورات ستنطلق من منزلنا لتوزع على المواطنين وفعلاً كانت هناك منشورات للجبهة القومية معي وكانت النتيجة ان قوات الاحتلال هدمت منزلنا ثم احرقوه انتقاماً مني ومن أخي.
مساعدة الثوار
زميلتها المناضلة رجاء عبدالله حيدرة بدأت دورها النضالي وهي طالبة في كلية البنات في خور مكسر تقول رجاء: كنا نخرج بالمسيرات والمظاهرات انذاك ورمي المنشورات ومساعدة الثوار بالاختباء وإدخال القنابل لهم والمنشورات والاتفاق مع بعض الأخوات المفتشات واللاتي كن يقمن بالتفتيش مثل: المرحومة مريم عبيد علي كما تقوم المفتشات باشعار جنود الاحتلال بعدم وجود أي شيء لدينا ونقوم بتحرير وإخراج ما يساعد المناضلين وبعدها استقطبن الأخت رضية احسان الله عضوة في جمعية المرأة العربية وأنا لازلت طالبة حينها. وعند قيام وانتصار ثورة 26 سبتمبر ضد الإمامة قامت عضوات الجمعية بالسفر إلى صنعاء للتهنئة وقابلنا الرئيس السلال والبيضاني آنذاك وضيفونا أحسن ضيافة وقدمنا مالدينا من الذهب لتشجيع الجمهورية ورفع علم الجمهورية كما أتذكر من الزميلات اللاتي ذهبن معنا للمباركة بقيام الجمهورية الأخت رضية احسان الله رئيسة جمعية المرأة العربية ونادرة علي وعبلة جعفر ونعمة سلام وزينب حميدان وخورشيد اللاتي سجنهن الاستعمار في سجن عدن بعد محاكمتهن أي نعمة سلام وزينب حميدان وخورشيد وكذلك الأخت ليلى جبلي ونورى خليفة وأنيسة أحمد هادى وغيرهن.
يوم الزحف المقدس
وقالت رجاء حول ما حدث في المسيرة الكبرى بكريتر والتي سميت بيوم الزحف المقدس : خرجنا بالمسيرة الكبرى في يوم الزحف المقدس بكريتر وبعد المطاردة رمينا بمسيلات الدموع واخذ من أخذ من الإخوة إلى السجن بينما نحن أختبأنا بفندق احسان الله إلى وقت العصر وعدنا إلى الشيخ عثمان .
تشكيل جبهات النضال
بعد ذلك بدأ تشكيل جبهات النضال وانضممت إلى جبهة التحرير مع زميلاتي عبلة جعفر وأنيسة خليدي ونجيبة خليدي ورشيدة عبيد علي وأم السعد أبو راس وكنا خلية واحدة نخرج للمسيرات ولتوزيع المنشورات ورميها والقيام بطبخ الوجبات للمناضلين وحمل وتمرير مايتطلب منا وكان هدفنا هو اخراج المستعمر البريطاني من بلدنا الحبيب، ومن بعدها لم انضم إلى منظمة أو حزب لأن هدفي الوحيد كان فقط إخراج الاستعمار وتحرير الوطن وقد شاركت مع زميلاتي بقيام مولد في مسجد النور بالشيخ عثمان وبعدها خرجنا لتوزيع المنشورات إلى القاهرة والمنصورة والدبابات تسير خلفنا.
وتطالب المناضلة رجاء الجهات ذات العلاقة بالمناضلين وأسر الشهداء بمزيد من الاهتمام بتلك المناضلات وتقديم العون والمساعدة لهن.
26سبتمبر الثورة الأم
الدور النسائي في مساندة ودعم الثورة كان مهماً جداً.. حول هذا الجانب تحدثت المناضلة رضية شمشير فقالت : التاريخ يشهد أن المرأة في عدن كان لها دورها الايجابي في دعم ثورة 26 سبتمبر المجيدة ، مشيرة إلى أن عدداً منهن توفين وبعضهن مازلن على قيد الحياة , وقالت المناضلة رضية شمشير حول مشاركة الوفد النسائي في الاحتفال بقيام ثورة 26 سبتمبر حيث توجه الوفد من عدن إلى صنعاء برئاسة المناضلة رضية إحسان الله وعضوية الأخوات: فتحية ناجي وليلى جبلي وعائدة علي سعيد وخورشيد خان وزينب ذو الفقار ونعمة سلام للالتقاء مع الرئيس عبدالله السلال.
وكن يحملن دعماً لثورة 26 سبتمبر لكن لا يمكن لأحد أن يتخيل ماهو ذلك الدعم، لقد حملن صرة وضعن فيها كل مايملكن من مصوغات ذهبية وغيرها.
دعم الثورة بالحلي والأساور
وأضافت المناضلة رضية شمشير قائلة : ماقدمته كان شيئاً بسيطاً ولكن كان يحمل من التعبير المعنوي الشيء الكبير والكثير وعندما قدمنا تلك المصوغات للرئيس السلال، قلنا له: هذا من نساء جنوب الوطن دعماً للثورة الأم، وكانت المرأة تعاني معاناة كبيرة فبعض أهلها وأقاربها زج بهم في السجون والبعض الآخر هاجروا.. هذه الأمور تركت عند المرأة العدنية نوعاً من الحافز لمقاومة الاستعمار فيما شقيقها الرجل واصل دعمه للثورة بكل غال ونفيس.
فاستمر البعض في صنعاء وتعز على أساس مواصلة المشوار دفاعاً عن الثورة في شمال الوطن والبعض عاد وهو متشوق جداً لمواصلة النضال جنباً إلى جنب مع إخوانه في الحركة العمالية والحركة السياسية، اشتد عود المرأة في عدن وباتت أكثر صلابة وأكثر قدرة على مواجهة المستعمر واختيار الطريق الصحيح بانخراطها في سلك العمل السياسي.
مظاهرات طلابية
المناضلة د / سعاد عثمان اليافعي كان لها دور أيضاً في دعم الثورة والكفاح المسلح ومن أهم الأدوار الذي قامت بها أنها كانت تعمل على تحريض الطلاب للخروج في المظاهرات وجمع التبرعات للفدائيين.. تقول الدكتورة سعاد : كان دوري هو تحريض الطلاب على إغلاق أبواب المدارس فعندما يأتي خبر عن تنظيم مظاهرة ليوم غد كنت أقوم في الباكر وأغلق أبواب المدارس للخروج في مظاهرة. كنا نخرج لمساندة بعض الطلاب الذين تم اعتقالهم حتى يتم الإفراج عنهم. خرجت كلية البنات عن بكرة أبيها، خرجنا سيراً على الأقدام إلى محطة البترول التي أمام مدرسة الجلاء كان هناك الانجليز.. طلبوا منا أن نتوقف ولم نتوقف وبأسلوب غير مهذب امسكوا بالبلوزات حق الطالبات وقطعوها وجرجرونا وكنا دائماً نحمل أكياس الحجارة وتأتي مديرة المدرسة يومياً تتكلم معنا قائلة: أنتم عرب غير «كويسين.
نضال دون خوف
المناضلة نعمة سلام كان لها دور أيضاً في تنظيم المظاهرات ضد الانجليز في عدن , تقول نعمة : كنت أقوم في القطاع النسائي بتنظيم المظاهرات وأتذكر في عام 1956 قمنا بمظاهرات ضد الاستعمار وتأييداً لمصر العربية بعد إقدامها على تأميم قناة السويس فقامت السلطات البريطانية بقمع تلك المظاهرات وتم اعتقالي وعدد من زميلاتي المناضلات ومنهن: زينب ذو الفقار ورضية إحسان وزج بنا في سجن عدن المركزي وهناك تعرضنا للضغوط النفسية والتهديد لكننا خرجنا وواصلنا النضال دون خوف بل ان اعتقالنا زادنا تصميماً على مضاعفة النضال وتوعية النساء وتحريضهن على ضرورة مواصلة العمل النضالي.
استخدام الحيلة لنقل السلاح
وأضافت المناضلة نعمة: كنت أقوم أنا والمناضلة زينب ذو الفقار بالذهاب إلى منطقة دار العرائس بلحج ونأخذ معنا في السيارة مجموعة من الأطفال ونمكث هناك من الصباح إلى المغرب حيث يأتي الينا أشخاص ويسلموننا بعض الأسلحة والقنابل فنقوم بوضعها في زنابيل ونغطيها بالفواكه مثل الموز والعنب ونعود وكأننا كنا في رحلة عائلية وعندما نمر على نقطة التفتيش نقوم بمحادثة الجنود البريطانيين ونعرض عليهم هدايا من تلك الفواكه وتنطلي عليهم الحيلة بأننا مجرد عائلة مع أطفالنا قادمة من رحلة ثم أنقل السلاح إلى منزلي، ويحضر عدد من المناضلين أمثال: عبدالله خوباني وجميل عبده محمد وعلي سريب وغيرهم ويتسلمون بعض الأسلحة والبعض يبقى مخبأ عندي وقد تعرض منزلي مراراً للتفتيش من قبل جنود الاحتلال، فكنت أقوم بوضع مايوجد من سلاح داخل شوالة وأرمي بها خلف المنزل قبل دخولهم.
وكنا في جبهة التحرير نقوم بإعطاء بعض تلك الاسلحة لأفراد من الجبهة القومية على اعتبار ان النضال مشترك وأن القضية واحدة.
اعتصام مسجد العسقلاني
وعندما قدمت لجنة الأمم المتحدة لتقصي أوضاع جنوب الوطن المحتل اعتصمنا في مسجد العسقلاني بكريتر، ومن هناك قمنا بتنظيم المظاهرات فور وصول وفد الأمم المتحدة إلى مقر المجلس التشريعي وتصدت لنا القوات البريطانية وأطلقوا مسيلات الدموع والرصاص لتفريق المظاهرة كما توجهنا ومجموعة من النساء إلى مقر المندوب السامي في مدينة «الشعب حالياً»واقتحمنا المقر بعد السحور وكان ذلك في شهر رمضان، واعتصمنا به ووضعنا العديد من اليافطات مطالبين بالافراج عن المعتقلين وجلسنا هناك عدة أيام وكان أهالي الحسوة ومدينة الشعب يحضرون لنا التمور وبعض الأغذية واستمررنا معتصمين حتى ليلة عيد الفطر وحينها قدم العديد من المسئولين وأشعرونا أنهم سيطلقون سراح المعتقلين وقلنا لن ننهي الاعتصام ولن نغادر المبنى الا بعد الافراج عنهم وفعلاً تم الافراج..
بعد ذلك طلبوا منا الانتقال إلى الحديدة للمشاركة في الاحتفال المقام هناك بحضور القيادة السياسية ونقلونا بواسطة طائرة عسكرية لأن الطريق البري لم تكن آمنة حينها وشاركنا في زيارة المصابين من العسكريين المصريين في المستشفى ثم انتقلنا إلى المخا وهناك قمنا بالتدريبات على استخدام الأسلحة الخفيفة واستخدام القنابل وتدربنا على يد الأخ علي محسن مريسي وشخص آخر من صنعاء وكان معي في هذا التدريب الذي استمر على مدى شهر الفقيد عبدالله خوباني وزينب ذو الفقار وكنا نغادر الفندق صباحاً ونذهب إلى موقع التدريب وخلال فترة التدريب تمكنا من استخدام الأسلحة وكيفية التعامل مع القنابل والتي كنا فيما بعد نحملها في المظاهرات حماية من أي هجوم على المظاهرات وبعد عودتنا من شمال الوطن تم اعتقالي.
جزاء من نوع آخر
وتشير المناضلة نعمة سلام إلى مدى إغفال دور المناضلات وتغييب حقوقهن، قائلة: نحن شاركنا وقدمنا لوطننا كل شيء وضحينا وتعبنا وكله من أجل الوطن.. وتمضي بالحديث عندما تحقق الاستقلال الوطني المجيد يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م كنا نتوقع التكريم والاحترام لما قدمناه من نضال وماتعرضنا له من متاعب واضطهاد من قبل قوات الاحتلال إلا أن الجزاء كان من نوع آخر ففي يوم الاستقلال داهموا منزلي الساعة الواحدة ليلاً وقادوني إلى الاعتقال في سجن (الانتروبول) كما تم اعتقال عدد من زملاء النضال وأذكر منهم : عبدالله خوباني وأحمد سالم حميدان وعدداً كبيراً من المناضلين الذين تم توزيعهم في عدد من السجون في عدن وأبين وقضينا فرح الاستقلال في السجون وتم الإفراج عني بعد عشرين يوماً، وكان هذا هو التكريم لنا من قبل رفاقنا الذين تسلموا الاستقلال من الحكومة البريطانية والذين واصلوا بعد ذلك تجاهل دورنا وعدم إيلائنا أبسط العناية والاهتمام.
النساء درع للمتظاهرين
لقد شكلت النساء إبان مرحلة الكفاح المسلح الدرع الواقي لجميع المتظاهرين على الاستعمار وكان لوجودهن في صدر التظاهرات الحماية لجميع المتظاهرين إذ إن الاستعمار كان يخشى ردة فعل المجتمع فيما إذا قام بقمع المظاهرات التي تتصدرها النساء وبفعل الحمية والنخوة هكذا قالت المناضلة خولة شرف حيث كانت الظروف آنذاك تستدعي من الجميع رجالاً ونساء الانخراط ضمن خلايا العمل المسلح،وأضافت قائلة :وهو ما كان لنا شرف القيام به إلى جانب الرجل، وتاريخ الكفاح المسلح يشهد لنا بذلك.
دفاع عن الوطن
المناضلة خديجة قاسم التحقت بمصافي الزيت البريطانية وعمرها 16 سنة ضاربة على الآلة الكاتبة بعد أن توقفت عن الدراسة بكلية البنات بخور مكسر تقول خديجة: تعلمت في عامي الوحيد فيها مفردات مثل المظاهرة والاحتجاج والمواجهة في سبيل الدفاع عن الوطن بما شهدته من اعتصامات ومظاهرات لطالباتها كانت تمتد على مرمى البصر.
جمعية المرأة العربية
وأضافت المناضلة خديجة: تم انتخابي في أول لجنة نقابية تؤسس في تلك الفترة والتي منحتني فرصاً أوسع للتواصل والاتصال بعناصر أقف إجلالاً وأنا أتذكرهم، وأخص بالذكر منهم الزميل الإنسان الفقيد عبدالواسع قاسم، والذي امتدت علاقتي به حتى أصبحت عضواً في التنظيم السياسي للجبهة القومية آنذاك فيما كانت جمعية المرأة العربية والتي تتخذ من نادي الفيحاء الرياضي سابقاً في حارة الهاشمي بمنطقة الشيخ عثمان، محطتي الهامة الثانية التي غيرت مجرى حياتي حيث كانت المرأة تمارس فيها نشاطات عدة: خياطة، تطريز، محو الأمية، طباعة.. أيضاً كانت هناك مكتبة متواضعة تحوي العديد من الكتب الثقافية والسياسية والاجتماعية، سمح لنا بالتدرب على القراءة حيث قرأنا كتب سلامة موسى نوال السعداوي وساطع الحصري، هذه المهارة التي أصبحت فيما بعد بوصلة لتحديد الهدف والاتجاه والانتماء.
ذكريات قاسية
كانت تقوم بزيارتنا في الجمعية الأخوات الفقيدات المناضلات: عائدة علي سعيد، زهرة هبة الله ، نجوى مكاوي، أيضاً فوزية جعفر وثريا منقوش التي أصبحت إحدى المسئولات تنظيمياً عن الحلقة وبعدها الخلية النسائية التي انتمت إليها بعد ذلك الفقيدة نجوى مكاوي حسب هيكلة التنظيم لحلقات أعضائه.
وتضيف المناضلة خديجة قاسم : فترة الكفاح المسلح فترة مليئة بالذكريات القاسية والمؤلمة لاستشهاد الرفاق، مليئة بالثقة والفخر والاعتزاز لأدوار منحتنا شرف الانتماء والشعور بنشوة النصر يوم خرج المستعمر، ولازالت التضحيات تمنحنا القوة.. للدفاع عن منجزات الوطن والحفاظ على مسيرة البناء والتنمية.
نشرة المقاومة
وتشير إلى أن قطاع المرأة في تلك الحقبة الثورية كان يشارك في طباعة التعميمات والمنشورات وسحبها بآلة النسخ وتوزيعها. وتقول : كانت الأخت شفيقة علي صالح تقوم ببعض هذه العمليات بمنزلها وأتذكر موقفاً صعباً، عاشته وأسرتها عندما دهم جنود الاحتلال منازل جارتهم وأخضعوها للتفتيش بحثاً عن فدائيين كنت معهم في المنزل بانتظار حصتي من نشرة «المقاومة» لسان حال التنظيم السياسي، في ذلك الوقت الجاهزة للتوزيع، فما كان من أمها إلا أن أخفت الآلة الكاتبة مع بعض نسخ النشرة في التنور الطيني، في الدار وتوزيع باقي النسخ في أماكن لاتراها العين في البيت وبشجاعة نادرة شاركت زميلاتي ، اسمهان عقلان ووديعة عزعزي وأنيسة مخضري وفاطمة عبدربه وشفيقة علي صالح وأخريات في توزيع المنشورات.
جمع المال
تتحدث المناضلة/ آمنة عثمان اليافعي عن مشاركتها النضالية بالقول: أول ماشاركت في جمع التبرعات في عام 56م في حرب العدوان الثلاثي على مصر، قمنا بجمع التبرعات من جميع المناطق التواهي الشيخ عثمان عدن وكان الصندوق الذي فيه المال متواجداً عندي في المنزل ، وكان شخص من الذي يسكن بجوارنا يعمل مع الانجليز تقريباً ويقول: البنت هذه تحرض وتجمع المال وقام بالإبلاغ عني فكانت أول مرة تدخل بيتنا شرطة الانجليز بحثاً عني وواجه الموقف والدي بالنيابة عني، فأخبروه أنهم يريدون المال الذي بحوزتي وكان حينها مبلغاً كبيراً لأن الشعب كان يحب الرئيس جمال عبدالناصر والشعب المصري، وأخذ الشرطة والانجليز صندوق المال ولا أعلم إلى أين وحينها هزتني هذه القضية ليس خوفاً من الانجليز بل من والدي ولكن تفهم الأمر وبعدها بدأت الدراسة.. كنت في مرحلة أول ثانوي، ولكن للأسف بعد حكاية الصندوق الذي يوجد به المال فصلت من المدرسة.. وبعد وساطات عدة عدت إلى المدرسة لإكمال دراستي الثانوية، ثم التحقت بمعهد تدريب المعلمات وتخرجت مدّرسة وعملت في مجال التدريس، وحينها كانت توجد ست نقابات من ضمنها نقابة المعلمين وكانت أقوى النقابات.
تحريض على الإضراب
وأضافت قائلة: أنا بجهودي الشخصية والخاصة حاولت أن أكون عضوة في النقابة وكان طبعاً حينها يعطى للمرأة الحق بدخول النقابات وكنا نجد تشجيعاً آنذاك من الإخوة عبدالقادر أمين فضل محسن محمود سلامي كانوا دائماً يقفون معنا ويدعموننا وينزلون معنا.. وكنا نجتمع بالنقابة بالمعلا وكنا ثلاث زميلات مدرسات أنا وثريا منقوش ، وآنيسة أحمد سالم ونوزع منشورات نحرض الطلبة على الإضراب ونجمع المدرسات، وقتها كان الإضراب ممنوعاً، ولكن نحن لم نتوقف عن الإضراب نحاول ونحاول نحن والمدرسات زميلاتنا.. وعملنا إضرابا عاماً في المدارس كلها بفضلنا نحن المدرسات. النقابات في وقتها كان دورها قوياً جداً.. كان الإضراب محظوراً في قوانين عدن المستعمرة.
تهريب أسلحة
واستطردت قائلة: أيضاً شجعونا كل من عبدالقادر أمين وفضل محسن من ضمن النقابة أن ننخرط في الجبهة القومية. كانوا يسمعون عن نشاطنا وكانوا يستدعوننا بالسر لدرجة أن يكون السر على أهالينا، أنا وأنيسة وثريا يجلبون لنا سيارة خاصة تأخذنا من منازلنا ونذهب مرتين في الأسبوع، وكان يأخذنا محمود سلامي في سيارة خاصة. ويجتمع فينا في منزل عبدالفتاح إسماعيل ويعطينا المنشورات، ويحرضنا، وللتثقيف لمدة معينة.. وبعدها أعطونا منشورات لنوزعها ، وكنا بعدها نساعد في الإضرابات، وبعدها كنا نجمع الأسلحة ونخبئها عندنا في المنزل ومن غير مايعلم والدي بشيء وللعلم لم يكتشف أبداً أني كنت أحمل أسلحة حيث كنت أخفيها داخل ملابسي فلا يظهر شيء وكنت أخبىء قنابل ومسدسات أخفيهما في منزلي إلى أن يأتي شخص يدق الباب أعرف من هو فأعطيه القنابل والمسدسات.
فدائية مجازفة
وتحدثت عن زميلتها فاطمة عبد ربه قائلة: لم تكن متعلمة ولكن عندها وعي وحس وطني ناضلت إلى آخر قطرة في دمها حملت السلاح وجازفت بنقل السلاح من منطقة إلى أخرى كانت فعلاً فدائية توازي رجلاً، توزع منشورات ، توزع الأسلحة إلى الفدائيين من منطقة إلى أخرى. واختتمت آمنة حديثها قائلة: استمرت الأعمال الفدائية للمرأة إلى أن طرد الاستعمار من عدن.
أهم مسيرة احتجاج
أهم مسيرة خرجت بها المرأة هي تلك التي حدثت قبل قيام ثورة 26 سبتمبر حيث تقول الأخت نعمة سيف : خرجت المرأة اليمنية من كلية البنات بمسيرة كبيرة للاحتجاج واتخذت مديرة الكلية كرمز للاحتجاج على الاحتلال البريطاني وكن يهتفن اذهبي إلى الجحيم مسزبيتري وتحركت هذه المسيرة من خور مكسر الطريق البحري إلى ما بعد محكمة عدن وإلى المجلس التشريعي الذي كان منعقداً حينها لتكون مسيرة حاشدة تبلورت فيها الكثير من المشاعر الوطنية مع تفرقع مسيلات الدموع من قبل الجنود البريطانيين وكانت المسيرة في 24 سبتمبر 1962م وبعدها بيومين قامت ثورة 26 سبتمبر 1962م والتي مثلت الثورة الأم.
مشاعر رافضة للاحتلال
الأخت حسناء نصر تقول : بقيام ثورة 14 أكتوبر 1963م تأججت المشاعر الرافضة للاحتلال خاصة مع تساقط الشهداء واحداً تلو الآخر لتستمر المظاهرات العفوية غير المنظمة، ولتتفجر 64 قنبلة في مطار عدن، والتي كانت فاتحة لتزايد وتسارع العمل الوطني والفدائي، وبدأ في تلك الفترة التفكير في تأطير الطالبات اللواتي كان لهن مشاعر ومواقف رافضة للاحتلال، وبشكل بالغ السرية، وبعد هزيمة يونيو 67م بدأ التأطير الأكثر تنظيماً والأكثر سرية تحت قيادة فتحية باسنيد، وكانت هذه العوامل شديدة المساهمة في تشكيل الوعي الوطني العام، حيث كان يتم النقاش حول التعميمات التي كانت تصدر، وقراءة كتب (المعذبون في الأرض) الأخت فتحية والأخت فطوم كانتا ينقلن المنشورات في 64 من منزل الأخت نجوى مكاوي في المعلا إلى التواهي إلى عدد من الزملاء الذين كانوا بانتظارها وخلال سيرهن بالسيارة صادفن عدداً من الجنود البريطانيين للتفتيش، إلا ان رباطة الجأش وهدوءهن وبشاشة وجههن ساعدهن في تجاوز هذا الموقف.
شرف النضال ضد المستعمر
تؤكد المناضلة - سميرة قائد ان المرأة اليمنية في جنوب الوطن أسهمت بشكل واضح في العمل النضالي ضد قوى الاحتلال ونالت شرف المشاركة إلى جانب أخيها الرجل في الكفاح المسلح وكان لها دور كبير إلى جانب أخيها الرجل في اثارة الرعب في صفوف المستعمر.
وتحدثت المناضلة - سميرة قائد وهي إحدى ابرز أعضاء الخلايا التنظيمية الشابة في الستينيات عن المهام الموكلة للعنصر النسائي داخل القطاع الطلابي فقالت: تمثلت مشاركتي بالقطاع الطلابي في نقل المنشورات من مدينة المعلا إلى التواهي وتوزيعها بين الفتيات الملتحقات بالتنظيم (الجبهة القومية) إضافة إلى المشاركة في المسيرات الطلابية ضد السياسة التعليمية التي كانت تنطلق من ثانوية البنات بخور مكسر.
مهمة إحضار المنشورات
وأضافت: تولت الخلية المكونة من ثريا منقوش وفطوم الدالي رئيسة الخلية مهمة إحضار المنشورات ومن تم توزيعها في أماكن تجمع النساء في المحافل العامة والخاصة إضافة إلى عقد الاجتماعات السرية في البيوت وقراءة التعميمات والقرارات.
وتابعت المناضلة سميرة قائد: المرأة اليمنية جسدت كل الأدوار التي يمكن ان تشارك فيها كتنظيمية وقيادية ترأست المسيرات والمظاهرات ونقلت المؤن العسكرية والفدائية ووزعت المنشورات وآوت الفدائيين وسهلت تنقلاتهم كل ذلك بمشاعر وطنية منبعها ولاءها للأرض والوطن.
أنموذج التضحية والفداء
حكاية المرأة اليمنية مع ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة 1963م حكاية صك ممهور بالعطاء والتضحية والنضال الوطني كافحت وجاهدت وقاتلت وأسهمت في خوض النضال السياسي التحرري بمختلف صوره ومسمياته منذ اللحظات الأولى للثورة .
حيث شاركت المرأة في النضال، وقادت مظاهرات، ومسيرات، واعتصامات، وناهضت الاحتلال، ورفضت هيمنته الاستعمارية، من خلال حملات التوعية السياسية في الأوساط الاجتماعية والجمعيات الخيرية ومرافق العمل المختلفة .
وكانت المرأة اليمنية نموذجاً فاعلاً في مسيرة النضال المسلح أو السلمي المطالب برحيل القوات البريطانية.. كما عملت المرأة على تأجيج الشارع والنزول اليومي لتوزيع المنشورات الثورية بكل جرأه وشجاعة إلى جانب قراءتها للبيانات السياسية عبر مكبرات الصوت من منابر المساجد ومحاولة رفع القهر عن اسر المعتقلين من الفدائيين والسياسيين بشتى الوسائل والطرق الممكنة رغم الاعتقالات التي واجهتها من قبل قوات الاحتلال .
ومع اندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م وإعلان الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وتأسيس الجبهة القومية كتنظيم سياسي تبنى عملية الكفاح المسلح واعتباره المرأة وسيلة رئيسية في محاربة الاستعمار البريطاني انخرطت كثير من النساء في صفوف هذا التنظيم والتنظيمات التابعة له وسنحت لها الفرصة للمشاركة في العمل الوطني العظيم خاصة وان الجبهة القومية اعتبرت المرأة شريكاً أساسياً مع الرجل في النضال الوطني حيث لم تكن المرأة قد حظيت بموقف مماثل على هذا المستوى من الوضوح و انخرطت في صفوف الجبهة القومية وجبهة التحرير والأحزاب السياسية الأخرى لمواصلة نضالها ضد المستعمر البريطاني حتى رحيله من جنوب الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.