أوصى الشيخ عبدالله بن فيصل الأهدل في خطبة الجمعة اليوم بجامع الرحمة بالشحر حلف قبائل حضرموت والمساندين له بثلاث وصايا ، أولها هو الاهتمام بأصل المرض لا بعرضه ، مبينًا أن التهميش والظلم وغيرهما مما وقع على حضرموت وأهلها هو من أعراض المرض ، وأما أصل المرض فهو البعد عن شريعة الله سبحانه وتعالى ؛ لأن الظلم قد كان موجودًا من قبل ، منذ عهد الحزب الاشتراكي فهناك من قتل ظلمًا ومن أخذ حقه ولا ننكر الإيجابيات الموجودة ، فالذي يزيل الظلم هو الالتزام بشرع الله عز وجل . و ثاني الوصايا هي أن يكون هدف الحلف حفظ أمن حضرموت وحقوقها ؛ لأننا اليوم فقدنا نعمة الأمن ولعل ذلك بسبب ذنوبنا وبعدنا عن ربنا ، فإذا أردنا الأمن لا بد أن نراجع أنفسنا ونعود بصدق إلى الله سبحانه وتعالى (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )) ونصح القائمين على الحلف بالحذر من تسييس الحلف لجهة من الجهات وأوصى بالتزام التوجه السلمي . والثالثة هو عدم إقصاء أي شخصية مخلصة تريد خدمة ومصلحة حضرموت وأهلها ؛ لأن سياسة الإقصاء – كما ثبت بالتجربة – غير مجدية وتؤدي إلى مفاسد كثيرة . ووقف الشيخ في خطبته على أحداث صنعاء وما يجري فيها من شغب وتهديم لبعض دور تحفيظ القرآن وفوضى وإقلال للسكينة ، مرجعًا ذلك إلى وجود تحالف بين النظام السابق والحوثيين ، داعيا أهل صنعاء والمسلمين عامة إلى الدفاع عن أنفسهم والوقوف ضد من يريد الفوضى وإقلال السكينة العامة . كما وقف في نهاية الخطبة على التحالف العالمي ضد ما يسمى ب ( داعش ) ؛ إذ تحالفت أكثر من أربعين دولة منها دول عربية وإسلامية ، مشيرًا إلى أنه رغم الانحرافات التي فيها فيها هذه الحركة إلا أن لهذا التحالف من دلالات ينبغي للمسلمين فهمها والاعتبار بها متسائلًا : لماذا الحلف الآن ؟ وأين هذا الحلف حينما كان بشار ثلاث سنوات ونصف يقتل في الشعب السوري المسلم يوميًا بالعشرات بل بالمئات ؟ فأين الحرية وحقوق الإنسان التي يتحدثون عنها ؟ فما فعلته داعش لا يساوي شيئًا أمام ما فعله بشار مؤكدًا أن هذا الحلف لا يهمه الدم المسلم لأنه رخيص ولا يساوي شيئًا عندهم ، وأرشد – حفظه الله – المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله وحده لأنه هو وحده الناصر والمعين لنا ((إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )) .