أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عزوجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قام بشكر الله على حسن النعم وأنه شكر الله على نعمة وقعت لنبي قبله بمئات السنين بل وشرع ذلك لأمته وبيّن لهم ما في ذلك من الثواب العظيم ويقصد بذلك يوم عاشوراء، مؤكدًا أن الشكر نصف الدين وأوضح فضيلته أن الشكر سبب لرضى الله على العبد وهو سبب للزيادة في الرزق محذرًا من كفران النعم واتخاذها مطية للعصيان والبطر والاستكبار على أوامر الله ونواهيه لتكون سببًا لمحق البركات وسلب النعم وتدميرها بالنقم ونزول البلايا والعقوبات العامة مبينًا أن من كفران النعم الإسراف والتبذير والطغيان والتباهي بما يجلب سخط الله وينزل غضبه وعقابه. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن لحفظ النعم العامة والخاصة ومنها الأمن في الأوطان واجتماع الكلمة ودوام العيش الرغيد، ولحفظ تلك النعم الجليلة أسباب شرعية لا تغني عنها الأسباب الدنيوية؛ بل إن الأسباب الشرعية هي الأصل، وقال: «إن جزيرة العرب كانت خالية من الحضارة والتاريخ فلما أشرقت شمس الإسلام منها وعليها أصبحت قطبًا إسلاميًا للعالم ومركزًا له، وتجبى إليها الخيرات ثم تأخرت فبعدت عن التأثير حينًا من الدهر حتى أذن الله بقيام الدعوة الإصلاحية فيها على منهج النبوة قبل ثلاثة قرون فعادت جزيرة العرب مضيئة فأخرج الله لها ولأهلها كنوز الأرض وأتاها الخير من حيث لا تحتسب وأسمع للعالم كلمتها وهابها واتقاها من لم يكن يخافها قبل عقود ولم يكن لها ذلك إلا بتوفيق الله وإرادته الخير لأهلها وأن الدولة أسست على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وستبقى ما دامت باقية على هذا النهج ومحافظة على هذا الأساس الذي قامت عليه ومن الدوام الوعي بهذه الحقيقة والثبات على هذا المبدأ». وبين الشيخ آل طالب أن المحاولات المعادية من الخارج صداها بالداخل من بعض المتأثرين بها ممن يحاول زحزحة هذه البلاد عن النهج الذي تسير عليه هو في الحقيقة رغبة في تحريكها عن مصدر قوتها وعزتها الذي وهبه الله لها، موضحا أن التبديل في الدين يتبعه التبديل في الحال والتبديل في الدين الذي تُخشى عواقبه هو كل تبديل يؤول إلى إفراط أو تفريط فالغلو وتكفير المسلمين واسترخاص الدماء ونشر الفوضى هو نقص في الدين وزعزعة له قبل أن يكون زعزعة للأمن والاستقرار وتدمير للحياة والإلحاد ونشر الفاحشة والمجاهرة بما يغضب الرب هو هدم للدين وصد للناس عنه وكفر بالنعم. وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبته يوم أمس: إن البشارة والبشرى والمبشرات كلمات معانيها تبعث الأمل وتشحذ الهمم وتعالج اليأس وهي عامل ثقة بموعود الله عزوجل تذهب الهموم والغموم والبشارة المطلقة لا تكون إلا بالخير وإنما تكون بالشر إذا كانت مقيدة وفي القرآن صور من المبشرات وميدان فسيح تملؤه البشارات، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين يهدي للتي هى أقوم ويبشر المؤمنين بالأجر الكبير وآياته تسكب في قلب المؤمن السكينة وتبعث البشرى. وقال: المتقون بشارتهم الفوز والمجاهدون بشارتهم الرخاء والرضوان، وبشر الصابرين بقول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِين َإِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِك َعَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَة ٌوَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) وبشر أولياء الله بقول الله تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ َلا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وبشر المشائين للمساجد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة).