تعتبر ختومات مساجد (آل باعلوي ، والسقاف ، والمحضار ) في تريم أكبر الختومات على الإطلاق يبدأ في (الثامن من رمضان) من كل عام الاحتفال السنوي التقليدي الرمضاني بختم القرآن الكريم (الختائم) في مساجد المكلا القديمة وذلك ببدء ختم القرآن في مسجد بايعشوت والذي يقام في الليلة التاسعة من رمضان من كل عام. وتستمر الاحتفالات السنوية بختم القرآن إلى نهاية الشهر الفضيل ، مرورا بمساجد ومقامات أولياء الله الصالحين بداءً من مقام شيخان بن علي السقاف (قبة شيخان) مرورا بمساجد جامع الروضة ، علي حبيب ، باحليوة ، النجمة ، بازرعة ، النور ، مشهور ، بصعر ، نور البلاد ، باعلوي ، ورسما ، مسجد وجامع عمر ، نور المنقذ ، جامع البلاد ، وانتهاء بختم القرآن بقبة الشيخ يعقوب بن يوسف في اواخر ليالي شهر رمضان المبارك ويعتبر ختم القرآن من العادات الباقية الشهيرة التي يحرص الاهالي في مدينة المكلا على احيائها منذ عهد امارة لنقيب (صلاح بن محمد الكسادي) ، اذ بدأ ختم القرآن (الختائم) في مسجد عمر بن علي بن الشيخ ابوبكر الملقب/بوعلامة/ (جامع الروضة) حاليا وكذلك في مسجد الروضة (باحليوة) حالياً ، وتتابعت (الختائم) في مساجد ومقامات المدينة القديمة في عهد الدولة القعيطية وفي عهد ما بعد الاستقلال الوطني وتوالت الى يومنا هذا ويتم في ختم المساجد قراءة السور الاخيرة في صلاة التراويح ايذانا بختم القرآن وقراءة دعاء ختم القرآن بعد الانتهاء من صلاة التراويح ، وتلقي كلمات ارشادية ابتهاجاً بالشهر الكريم وتعد هذه العادة السنوية الرمضانية تكريماً وتعظيماً لكتاب الله اذ يجري الاحتفال بها في عدد من الدول العربية والإسلامية واعتبر الشيخ العلامة/ سالم بن عبدالله الشاطري في حديث صحفي سابق لصحيفة (الأيام) اليومية المستقلة ختومات لمساجد للقرآن الكريم والتي تقام في شهر رمضان بمدينة تريم قديمة من حيث التأسيس وهي مرتبة ترتيبا دقيقا كغيرها من المناسبات الدينية هنا ، ويقول المؤرخون – والكلام هنا للعلامة الشاطري – بان هذه الختومات موجودة على هيئتها الحالية منذ زمان السيد محمد بن علي المشهور ب(الفقية المقدم) (574 – 653ه) أي قبل اكثر من سبعمائة سنة تقريبا وتبدأ من ليلة السابع من رمضان وتنتهي في ليلة التاسع والعشرين منه ، وتنقسم ختومات القرآن إلى قسمين القسم الأول (الختومات الاسبوعية) وهي التي تقام كل اربع او ست ليال ، فمن المعروف أن مساجد تريم معمورة بتلاوة القرآن في كل أيام العام ، إلا أنها في رمضان تتضاعف ففي بعض المساجد يكملون ختم القرآن كل اربع ليال ويسمى الختم حينها (ختم ربع) والبعض الآخر يكملون كل ست ليال ويسمى الختم حينها (ست) ويقتصر الاحتفال في الختم على من يحضر تلاوة القرآن فقط ويكون موعده آخر الليل. أما القسم الثاني فهي ختومات شهرية وتقام مرة واحدة فقط للمسجد الواحد في رمضان وهي كبيرة وعامة وتعتبر ختومات مساجد (آل باعلوي ، والسقاف ، والمحضار) أكبرها على الإطلاق إذ يجتمع الناس أول الليل لتأدية صلاة العشاء والتراويح ثم بعد ذلك تقرأ توشيحات رمضانية تسمى (الفزازية والوترية والقوافي) فأما الوترية والفزازية فهي عبارة عن منظومات شعرية تؤدى بالحان خاصة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وأما القوافي فهي منظومة شعرية أيضاً ولكنها في الوعظ والتذكير ، بعد ذلك تقرأ الأدعية التي تستمر حتى أذان الفجر … وقد قرر السلف الصالح لتلك الليلة – ليلة الختم- أدعية كثيرة تعظيما للقرآن الكريم ، لعلمهم بان الدعاء يستجاب عند ختم القرآن لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من ختم القرآن مساء صلى عليه سبعون ألف ملك ، حتى يصبح ومن ختمه في الصباح صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسى ، وان الدعاء ليستجاب عند ختم القرآن) وفي حديث آخر (من ختم القرآن ودعا ربه آمن على دعائه أربعة ألف ملك) ومن الأدعية المقررة في تلك الليلة (دعاء المعروف (دعاء القائم) (دعاء بر الوالدين) ودعاء الفصول وتستمر الأدعية حتى صلاة الفجر وبها تنتهي مراسم الختم. ويضيف العلامة / سالم عبدالله الشاطري / في حديثه انه ليس بالضرورة ان يكون لكل مسجد ختم واحتفال فهناك مساجد خاصة الأن لا يقام لها ختم وإنما يقال والله اعلم ان لكل مسجد من مساجد تريم القديمة كان يقام ختم للقرآن في رمضان. أما بالنسبة لمن أسس مسجدا جديدا ويريد أن يقيم له ختما في رمضان فعلى ناظر المسجد او القائم عليه ان يتفق مع جيران المسجد ويشعر علماء البلد وأعيانها وبعد المشاورة يتم تحديد الليلة المناسبة له. وعن سر انعقاد الختومات في ليالي رمضان الوترية والتي تبدا من الليلة السابعة وتنتهي في ليلة التاسع والعشرين يقول العلامة الشاطري ان لذلك اسبابا كثيرة منها ان اقامة حفل لختم القرآن يعتبر في حد ذاته تعظيما للقرآن الكريم وثانيا : تعتبر هذه بمثابة طريقة سهلة وميسرة لتحري ليلة القدر التي اجمع العلماء على أنها في إحدى ليالي رمضان الوترية وثالثا تلعب الختومات واحتفالاتها دورا اجتماعيا كبيرا في حياة الناس لاسيما فيما يسمى ب(صلة الرحم) فجار المسجد غالبا ما يدعو أقاربه وأرحامه وان كانوا في نواح بعيدة لحضور وجبتي الإفطار والعشاء وتكون بذلك فرصة للقائهم بعد ان يكون قد مر عام كامل لم يلتقوا فيه