هل يوجد فرق بين المسميين:مسلم وإسلامي؟ في الحقيقة قد يرى البعض أنه لا يوجد فرق بين المسميين, فإن كل مسلم هو إسلامي, والعكس صحيح, وهناك من يرى غير ذلك . نحاول في هذا المقام أن نوضح ذلك من خلال توضيح قضية مهمة من خلالها يتضح الأمر, وهي: هل كل مسلم إسلامي بالمفهوم المستخدم في الساحة اليوم؟ بالرجوع للمفهوم " إسلامي" المتداول في الإعلام والسياسة وغيرها من الدوائر,وجد أن هذه الدوائر تفرق بين هذين المصطلحين, "إسلامي" و "مسلم" , وحتى من الناحية العملية هناك فرق, صحيح أن كل من يعيش في المجتمع الإسلامي, وينطق بالشهادة ويقر بأركان الإسلام ويعمل بها, هو في الأصل مسلم , ولكن الحياة أصبحت في كثير من جوانبها ليست إسلامية, و"الإسلامي" بهذا المصطلح أصبح هو كل من يسعى ويعمل على إرجاع الحياة بكاملها, وفي جميع تفاصيلها إلى الإسلام, وهو الذي يسعى لتحقيق غايات الإسلام في الحياة,وهذا يختلف عن المسلم العادي الذي لا يعتبر هذه القضية أولوية بالنسبة له,وإن كان يرغب في حدوث ذلك, ولكنه لا يعمل في هذا الاتجاه, ولا يسعى لتحقيق ذلك. أما "الإسلاميون" بهذا المصطلح, فهم من يعدون هذه القضية أولوية بالنسبة لهم, وهم يختلفون في كيفية حدوث ذلك, في فرق ومنظمات وجماعات وأحزاب, وكُلٌّ له طريقته ووسائله واجتهاداته في تحقيق ذلك. من خلال هذه القضية يتضح لنا قضية أخرى مهمة جدًا نحتاج أن نناقشها بشكل مستفيض وهي: هل ضرب هؤلاء يعد ضربًا للإسلام؟ تعتقدالجماعات والمؤسسات الإسلامية المعتدلةأن ضربها ليس ضربًا للإسلام, بل هو ضرب لتيار أصيل في الأمة, قد ينتج عنه تأخير التمكين للإسلام, وليس القضاء على الإسلام, لأن الإسلام لا يمكن حصره في جماعة معينة , أو تيار معين ثم ضربه والقضاء عليه, أما الجماعات والفرق الغالية والتي تمادت في الغلو والتطرف تعتقد أنها هي الإسلام, وأن ضربها يعد ضربًا للإسلام , والحرب عليها حربًا علىالإسلام, والقضاء عليها, هو القضاء على الإسلام, فهذه الفرق تعتقد أنها هي الوحيدة التي تمثل الإسلام,وأما غالبية السواد الأعظم من المسلمين قد انحرفوا عن الإسلام, وصارت هذه المجتمعات مجتمعات جاهلية , تتحاكم لشريعة غير شرعية الله, وتوالي أعداء الله, فإن الحرب على هذه المجتمعات يعد جهادًا , والحرب ضد هذه الجماعات يعد في نظرهم كفرًا, ومَن عان في ذلك فهو كافر…واقع فعل هذا الجماعات يقول ذلك, وهو موجود أيضًا في أدبيات بعض هذه الحركات الجهادية الغالية. ضرب التياراتالإسلامية: ضرب التيارات الإسلامية الأصيلة بمختلف أنواعها ومؤسساتها, يراد منه _ فيحقيقةالأمر_ضرب الإسلام, ولدرء هذه التهمةتؤكد كثير من المؤسسات والدول التي تحارب الإسلامليلًا ونهارًا على أنها لا تستهدف الإسلام كدين , ولا المسلمين, ولكنها تستهدف الجماعات الإرهابية بحد وصفها, وفي الحقيقة هي تستهدف من يسعى لتمكينالإسلام, حتى وإن كان يسعى لتطبيقه بالأطر المسموح بها قانونيًا , فلا يشفع له ذلك طالما أن المحصلة في الأخير هي إعادة التمكين للإسلام. لذلك يجب أن نميز بين قضيتين مهمتين هما: أن هذه التيارات بمفردها دون الأمة ليست هي الممثل الوحيد للإسلام , ثمأن ضربها يراد منه ضرب الإسلام, وأمة الإسلاممعاً, لذلك يجب أن تكون هاتين القضيتين واضحتين في عقول العاملين في هذه التيارات, ويجب أن تؤخذ هاتين القضيتين بالحسبان في تصرفاتهم واجتهاداتهم, فلا ينطبق عليهم القول العربي: "جنت على نفسها براقش". تجلى ضرب التيارات الاسلامية بشكل واضح وسافر بعد ثورات الربيع العربي, وأصل الحكاية , كان هناك استعمار مكث في هذه البلاد عقودًا من الزمن ثم رحل, وترك خلفه جمهوريات حديثة, ما لبثت أن صارت جمهوريات عائلية بمباركة وترتيب منه , ونخر الفساد في جسد هذه الجمهوريات حتى لميبقفيقوسالصبرمنزع , ثارت الشعوب عليها في ثورات صارت تعرف بثورات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة في 2011م. نظر الغرب المستعمر إلى كل هذه الثورات بكل ترقب وتتبع , حتى لاح في الأفق أن البديل , لهذه الأسر المستبدة الفاسدة, هو بديل جديد سيكون خارج نطارق السيطرة, وربما يتكرر النموذج التركي بصور مختلفة, عندها سيفقد الغرب المستعمر نفوذة, ومصالحة , ولتفادي ذلك بادر بتدارك الأمر, واستجلب خيلَهُ ورجِلَهُ, واستنفر سلاحف النفط واتكأ على خزائنهم,واستطاع في الأخير بمكر الليل والنهار أن يعيد الأمر ليس إلى ما كان عليه من قبل , بل إلى أسوأ من ذلك , فضُرب التيار الإسلامي في مصر وجيءَ بالعسكر, وأما في اليمن فجئ بميلشيات الحوثي, وفي ليبيا جيء بحفتر ,والشام حاله لا يخفى على أحد, لتصبح هذه البلدان يعلوها دخان العنف والصراع الذي لا ينتهي, تأديبًا لشعوبها التي تمردت على أسيادها, بينما لم يشهد ربيع البلدان الخارجة من النظام الاشتراكي ولا بلدان أمريكا الشمالية في بداية الألفية مكرًا كهذا المكر, وحرباً كهذه الحرب, وهذا بحد ذاته تأكيدًا لما جاء في مذكرات وتوصيات دهاقنة الغرب مثل:وثائقهنري كمبل ,وتوصيات بريجنسكي,وتنبؤات كسينجر, الذي يتنبأ بأن الساحة العربية ستشهد حريقًاأعظممنحروبالدينالتي سادت أوروبا في القرن السادس عشر, وهذا إشارة إلى طبيعة الصراع القادم الذي يجب أن يسود المنطقة العربية والاسلامية حسب المخططات الغربية , وهو الصراعالمذهبي – السُني الشيعي- الذي بدَأَ في العراق ويرتب له الآن في اليمن ثم الحجاز بعد ذلك, في هذا السياق نفهم صعود نجم " داعش" في الشمال, وصعود نجم "الحوثي" في الجنوب.ولأن الحروب التي سادت أوربا في القرن السادس عشر, هي حروب دينية مذهبية بين الكاثوليك والبروتستانت والتي بلغت ذروتها بتأسيس محاكم التفتيش في 1524م. وما يتنبأ به كسنجر بعد ما رأى نتائج ثورات الربيع العربي, هو في حد ذاتها توصية أو إشارة إلى صناع القرار في الغرب مفادها أن الحرب الطائفية التي يجب أن تسود في عالم الاسلامي بين السنة والشيعة هي الكفيلة بالقضاء على هذا الخطر الذي يمثله الاسلام. بالعودة إلى التيارات الاسلامية الأصيلة فإنه من المؤكد ستشهد المرحلة القادمة تأجيجًا للصراعاتالداخلية ضدها, ولن يسمح لها بأن ترتب أوضاعها, ستداهمها رياح التأجيج الطائفي, وستنشغل بهذه الزوبعة حتى يتم إنهاكها وتبديد جهودها , مما سيؤدي الى تفلت شبابها وقواعدها منها وانضمامهم إلى الفرق الأكثر تشددًا مثل القاعدة وداعش, وربما تكون هناك مسميات أخرى, حتى يتم استبعادها من المشهد الاجتماعي والسياسي, وهذا من أخطر ما يراد لهذه التيارات , أن تُحشر في هذه المربع , مربع العنف, ليسهل ضربها وتشتيتها عن فعلها الحقيقي والمؤثر داخل المجتمعات الاسلامية, فالغرب المعادي حريص كل حرص أن لا تجتمع القوة المناهضة له تحت أي راية, وإذا اجتمعت يجب خلق الظروف والمبررات لضربها. الحرب القادمة ضد الإسلام حرب أدمغة وتخطيط على مستويات عالية من الدوائر, بمشاركة العملاء من بني جلدتنا, الذين وضعوا إمكاناتهم ومقدراتهم في خدمة هذه المخططات, فقد توصل الغرب إلى حقيقة ومسلمة منذ عقود مفادها أن الهجوم المسلح ليس هو الخيار الأمثل لمواجهة الاسلام, فقد وجدوا أن التيارات الإسلامية التي تنبذ العنف وتندمج داخل المجتمعات الاسلامية هي أكثر خطرًا على مخططاتهم ومصالحهم من تلك التي تحمل البندقية, لذلك وجهوا إلينا سيلًا جرارًا من الهجمات غير المسلحة التي تعمل على تشويه كل من يعمل لأجل الإسلام , فهناك الإعلام ومنظماته الضخمة التي تعمل ليلًاونهارًا على خلط الحقائق والمفاهيموتشويهالتراث والدين, وهناكمنظومة ضخمةمن مؤسسات المجتمع المدني المنتشرة في العالم الاسلامي مدعومة بدعم وتمويل المباشر وغير المباشر من دوائر ومنظمات غربية مشبوهة , تعمل تحت مسميات شَتَّى, منها لدعم المرأة, وأخرى لدعم الشباب , وأخرى لدعم التحولات الديمقراطية في البلدان العربية, وهناك جوائز قيمة ترصد للمنسلخين عن قيمهم وتراثهم, على أثرها يغدق على الفائزين بالامتيازات ورحلات والنجومية, حتى يصير الحال كما يقول المتنبي : "ذو العلم يشقى في النعيم بعقلة …وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم". إذا الحرب القادمة قد لا نحتاج فيها اللجوء إلى البندقية حسب ظني, فنحن في السلم أقوى, وعندما تتاح الحريات فنحن الأقوى, وفي مفهوم السياسة أن تدرس كيف تكسب السلم, لا كيف تكسب الحرب كما يقال.فإذا استطاعت التياراتالإسلامية تفادي الحرب الطائفية, واستطاعت ضبط نفسها وشبابها ومناصريها لعدم الانجرار في تيارات عنف داخل مجتمعاتها, وكانت أكثر التحامًا بالأمة, وتحملالآمالها وطموحاتهانحومستقبلأفضل, فبهذا تستطيع أن تفوت على الغرب مخططاته,فإن الغرب رغم إمكاناته الكبيرة وترساناتهالضخمة, وحجم المكر الذي يمكرونه ضد الاسلام وأهله , إلا أنه يبقى ضعيفًافي مواجهة صلابة الإسلام وصلابة ايدلوجيتهوثقافته, وأضعف منه أنصاره وأدواته التي يستخدمها في المجتمعات الاسلاميةمن العلمانيين ومن شايعهم, فالغرب لا يجيد إلا الفتك بالأسلحة المدمرة الفتاكة, ومن خلف ذلك منظومة اعلامية ضخمة تروج الكذب والبهتان, أما في المواجهة الثقافية والايدلوجية والاجتماعيةفهو هش هشاشة بيت العنكبوت, ويتضح ذلك من خلالما أثاره تنظيم داعش من رعب في الغرب, رغم الانحرافات الفكريةلهذا التنظيم,إلا أنه أثار الهلع عند الغرب, والذي روعهم ليسسلاح داعش, ولا قوة وبسالة مقاتليهأبدًا , وإنما الذي أصابهم بالرعب , هو السيل الجرار من الشباب الأوروبيين الذين انضموا إلى داعش,والذين تجاوزعددهم ثلاثةألافمقاتل حسب ما صرح بهمسؤولمكافحةالإرهابفيالاتحادالاوروبيجيلديكيرشوف, وبلغ عدد الامريكيين أكثر من مئة شخص حسب " سيإنإن" الإخباريةالأمريكية, فهذا يدل على أن الغرب صارخوَّارًاضعيفًا, فهوخاوٍ ثقافيًا وروحيًا. فالدين لا يجيدونإلا السلاح و العنف في التعامل مع مكر ومخططات الغرب , فقد أضروا بمجتمعاتهم وأمتهم, وهم وقود المرحلة القادمة, وقود التأجيج الطائفي القادم وهم مستشرفين لذلك ومتوقدين له, فقد كانوا ذرائع للأعداء الذين جعلوا من مجتمعاتنا بؤر حرب وتوتر أهلكت الحرث والنسل, وسيكونون في المرحلة القادمة فرسان مرحلة الحرب الطائفية المفتعلة , نقول لهؤلاء السلاح ليس هو الحل دائما, فإن العدو يملك اسلحة افتك مما تملكونه , فلا تكون في الأمة كالمُنْبَتَّلاأرضًاقطع،ولاظهرًاأبقى, فإن ساحة المعركة اتسعت باتساع الأمة, فلا يمكن أن تحجم هذه المخططات بتفجير هنا أو هناك, بل أصبح الغرب يستثمر هذه الأفعالأيما استثمار, في حربه على الإسلام, فإن له دوائر, يمكن أن نطلق عليها بيوت الشيطان, يقوم عليها رجال متخصصون مكلفون برصد هذه الأفعال, ثم يقومون بوضع الخطط والاستراتيجيات لتحويل هذه الأفعال لصالحهم. إن التيارات العاملة للإسلامأمامها مرحلة جديدة, مرحلة ما بعد هزة الربيع العربي , مرحلة تختلف متغيراتها وسيناريوهاتها, فإن الغرب الذي فقد مصداقيته بدعمه للثورات المضادة, أصبح في نظر الشعوب كالعجوز الشمطاء التي تستر قبح تجعدات وجهها بمساحيق التجميل التي لا تستر شيئا من قبحها بل تزيدها قبحًا إلى قبحها, ولكن لا تقف الأمور عند هذا الحد, فهناك أوراق كثيرة يمكن أن يستخدمها الغرب في ضرب التيارات الاسلامية الأصيلة نلخصها في: 1. الحقد الرافضي المجوسي الذي لا يقف عند حد , فهؤلاء الروافض دائمًا وابدًا عبر التاريخ أحدى المناطق الرهوة في جسد الأمة من خلالها ينفذ السم, وقد أدرك الغرب هذه الحقيقة , فقد شغل الصفويون الروافض الدولة العثمانية من استكمال مشروعها في السيطرة على أوربا, وخاصة أيامالسلطانسليمانالقانوني في 1534م, فقد كانت الدولة العثمانية تتوسع على حساب أوربا, وكانت الدولة الصفوية تتوسع على حاسبة الدولة العثمانية, لذلك قدموا خدمة جليلة وعظيمة لانقاد أوربا من العثمانيين, وهم مستعدون تقديم خدمات جديدة في هذه المرحلة. 2. الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتردية في العالم العربي والاسلامي, دول فاشلة اقتصاديًا وسياسيًا, وهذه الدول مستعدة للابتزاز الغربي والانبطاح له ضد مصالح شعوبها, وقد رأينا ذلك في حرب غزة الأخيرة, فقد لجمت هذه الدول عن مناصره أهلنا في غزة , لأنها واقعة تحت الابتزاز الغربي , لسان حالهم يقول: لعلهم يرضون عني. 3. كثير من التيارات الاسلامية العاملة لم تستوعب حجم المؤامرة والمخططات المعادية, ويظهر هذا في أن بعض هذا التيارات حجَّم دوره في الأمة في حدود ضيقة في ظل امكانية تغطية مساحة أكثر في الأمة , فتترك هذه المجالات وهذه المساحات لمن يشغلها وهو ليس أهلًا لها, فيزيد الأمه وجعًا على وجعها. 4. التذمر الذي تعيشه الشعوب العربية والإسلامية من السياسات القمعية والمركزية المقيتة والفساد الإداري والمالي والأخلاقي الذي بلغ مستويات لا تطاق, فهذا الوضع شجع أصوات الانقسامات والانشقاقات أن يعلو دويها, فالشعوب لم تعد تطربها الشعارات الوطنية, ولا الخطاب الدعوي الذي يركز على الخطوط العامة, والأسس والقواعد ويترك التفاصيل الخاصة التي تلامس حياتهم اليومية والمعيشية, فهذا الأوضاع استغلت ابشع استغلال لتمزيق الأمة وضربها. وفي الأخير نؤكد على أن هذه التيارات الإسلامية العاملة في الساحة ونقصد بها المعتدلة التي تنبذ العنف, هي في الأخير تجمعات بشرية, تحمل أولويات ومنطلقات اسلامية بنيت على اجتهادات وتصورات محددة قد تُخطئ , وقد تصيب ويعتريها الخطأ والنسيان, ويعتريها النزاع ولاختلاق وشقاق أحيانًا, فلا يكفر من خالفها, ولا يُقصي من لا يوافقها, فلا نقول هي النموذج الأمثل التي ينبغي أن تكون عليه الأمة, فهي تنقصها الخبرة في جوانب كثيرة, وتمتلك مؤهلات في جوانب أخرى, ينبغي أن يكون بينها تنسيق وتكامل وخاصة في هذه المرحلة, ولكنها تبقى هي الجواد الأصيل لهذه الأمة, القائم بكثير من فروض الكفاية, ولأنها هي التي تحمل الفكرة المجردة في الصراع الفكري مع المستعمر الغربي كما يقول مالك بن نبي, ولذلك يجب أن تتطور هذه الفكرة و ترتقي في أعمال و مشاريع بحجم الأمة, وبحجم الفكرة, يجب أن تكون هذه التيارات صمام أمان للأمة من الغزو الفكري والعسكري, وليس مصدر وجع الأمة من خلال تصوراتها المتهورة, تعطي الذرائع لأعداء الأمة لضربها وضرب الأمة معاً. على هذه التيارات الالتحام بالأمة, وتكون هي طليعتها للنهوض, فإن النظر للأمة بدونية واحتقار, على أنها بلغت من السفة والانحراف مدارك بعيدة يصعب رجوعها عنها, نظرة خاطئة وقاصرة, فنظر في قصة ذو القرنين: ((قَالَمَامَكَّنِّيفِيهِرَبِّيخَيْرٌفَأَعِينُونِيبِقُوَّةٍأَجْعَلْبَيْنَكُمْوَبَيْنَهُمْرَدْمًا)), رغم أنه قال عن هذه الأمة التي طلب ذو الفرنين معونتهم بقوة قبل ذلك:((حَتَّىإِذَابَلَغَبَيْنَالسَّدَّيْنِوَجَدَمِنْدُونِهِمَاقَوْمًالَايَكَادُونَيَفْقَهُونَقَوْلًا (93)) فإن الأمة لم تبلغ هذا المستوى, فلا زالت الخيرية فيها, فإن من أهم الأولويات في هذه المرحلة هي الالتحام بالأمة, هو الضمان لهذه التيارات بعد الله من مكر ومخططات أعداء الاسلام. وأيضًا الوعي بطبيعة الصراع ودوافعه ووسائله في هذه المرحلة, هي الأولوية الأخرى, فلا نندفع خلف الرقعة الحمراء كالثور الهائج ونترك الفارس الذي يلوح بالرقعة يستنفد طاقتنا وجهدنا, ثم يطعنا بعد ذلك طعنة مميته تخر بها الأمة صَريعةردحًا من الزمن تتخبط و تبحث عن رقعة أخرى في اتجاه آخر, وما الحرب على داعش والإرهاب من هذا الأمر ببعيد. د سالم أحمد باوادي 19/ ذو الحجة 1435ه 13/ 14/ 2014م