ما زلنا نتابع عن كثب تبعات حالنا المأزوم الذي وصلنا إليه ، أو اوصلتنا اليه الازمات المتلاحقة التى خلت بوطننا , ونشاهد يومياً حالات الارتباك والتلعثم بين الحين والأخر … وأصبح حالنا اليوم خليط عجيب من الأزمات التي شهدتها بلادنا ..اذ لا يمكن توصيفها بثورات وكذا الاستمرار والإصرار العجيب على تخريب المخرب أصلاً ، رغم ما أبداه ويبديه شعبنا اليمني الصابر من تمسك بحكمة ومزاج عام يرفض الانجرار خلف الدعوات الطائفية والمذهبية ويحصرها في مراكز ضيقه إلى الآن.نعم نشاهد تبعات هذا الحال المأزوم فعلاً في إفراغ مؤتمر الحوار الحوار الوطني , وتجويف مخرجاته وتعطيل تنفيذ اتفاق السلم والشراكة بهذا التسويف , وهذه التوجهات التي تهدم تحت مزاعم ما أريد إلا إصلاح الأمور , فيما الممارسة تعطيل كل فكرة تهدف الإصلاح وتجاوز معضلات الراهن السياسي.صحيح أن مطابخ الفتن تثابر في الابقاء على الدخان المتصاعد وأن معاول الهدم مستمرة في عملها والمشاريع الصغيرة تحدث نبشاً في كل ما في الماضي والحاضر من سعير ودوامات لا متناهية ، لكن أي مسعى لصياغة المستقبل المنشود والأنعتاق من بين رماد هذه الشروخ في الشخصية الوطنية سيبقى مرتبطاً بمواقف واعية ومستوعبة أهمية التمسك بالثوابت الوطنية والمصلحة العليا للوطن.نعم .. اخفقنا في مشروع بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة ، ولم نعد قريباً منها ، بل ذهبنا بعيداً جداً ، ذهبنا تنقلاً بين الأزمات المتلاحقة وهذا هو حالنا المأزوم اليوم الذي نعيشه بكل أسف ، بل يبدو أننا سنذهب نحو انتاج نسخ مطورة من "داحس والغبراء " .. والحقيقة التي يجب علينا أن نستلهمها هي أن فشل الدولة لا يعني بالمطلق إعادة إنتاج الفشل ولا العودة إلى التمزيق واجتزاء التاريخ بأخطاء الفشل الحكومي ، وإنما يعني تغليب جهود السلم والبناء على جهود مطابخ الفتن والتشظئ والهدم .. حفظ الله اليمن وأهله من كل سوء