أبدى خالد بحاح، رئيس الوزراء اليمني الذي عُيِّن مؤخراً، حنينه وهو يغادر كندا بعد خمس سنوات من توليه منصب سفير بلاده لدى اوتاوا. يقول بحاح خلال مقابلة صحفية قبيل مغادرته كندا مطلع العام الجاري: "لقد تجولت العالم، لكن كندا مميزة وفريدة من نوعها.. ثقافة التسامح .. هي عمليًا أمر لا يطبق بقوة القانون، لكن ينبع من الأفراد.. هم لطفاء وراشدين ومتفهمين للغاية". ثم انتقل الحديث من التفكير حول الوقت الذي امضاه في كندا إلى تشخيص الأحداث في بلاده، استند بحاح إلى مثل شعبي يمني: "القوة امام القوة تجلب السلام"، وأضاف موضحًا: "إذا كانت كل الأطراف قوية، فأنهم سيصلون إلى إتفاق.. لا يمكن لأي طرف أن تزداد قوته على حساب الأخرين". ربما يكون التسامح وتقاسم السلطة هما أبرز هدفين يجب عليه شخصيًا الدفع بهما في اليمن، حيث تشهد البلاد أخطر أزمة منذ الإنتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل ثلاثة أعوام. كان خبر تعيين بحاح رئيساً للوزراء يوم الأثنين أمر مفاجئ لكنه اجتذب ثناءً استثنائياً من كافة الاطراف المتصارعة في اليمن، بما فيهم المتمردين الحوثيين الذين اكتسحوا العاصمة وسيطروا عليها بلمح البصر في 21 سبتمبر، مما أضطر رئيس الوزراء الأسبق أن يستقيل وتَغّير المشهد السياسي اليمني بشكل دراماتيكي. . صرح عبدالملك العجري، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، لوكالة أنباء رويترز يوم الأثنين الماضي: بحاح هو "الشخص المناسب" لهذا المنصب، مضيفاً: "سيساهم تعينه في مساعدة البلاد على مجابهة التحديات التي نشهدها". كما زكى الانفصاليون الجنوبيون بحاح الذي ينتمي أصلًا إلى منطقة حضرموت شمال شرق البلاد. "رئيس الوزراء" ليس الموقع الذي اعتقد الدبلوماسي اليمني – البالغ من العمر 49 عامًا – بأنه سيتولاه عقب مغادرته لاوتاوا في شهر مارس. آنذاك. طلب هادي من بحاح تولي حقيبة النفط، المنصب ذاته الذي شغله خلال الفترة 2006م – 2008م، لكن بعد فترة وجيزة في صنعاء أرسله إلى نيويورك ليتولى منصب المندوب اليمني لدى الأممالمتحدة. غرد وزير الخارجية الكندي جون بيرد يوم الاثنين قائلاً: "ترحب كندا بتسمية خالد بحاح، السفير السابق لدى كندا، رئيساً للوزراء". في حقيقة الأمر، ترك بحاح بصمة مؤثرة وباقية في كندا، على الرغم من أنه كان سفيراً في بعثة دبلوماسية صغيرة، ومثل جالية لا يزيد عددها عن 8 ألف مغترب. حين تحدثنا في لقاءنا الأخير قبيل مغادرته كندا، كنا نحتسي القهوة ونتناول التمر، اعتذر خلال اللقاء للحظات قليلة للرد على اتصال هاتفي من الحاكم السابق السيدة ميكائيل جان، التي رغبت في أن تتمنى له التوفيق والنجاح. وعقب اشتهار فيلم هوليوود "صيد السالمون في اليمن" نظم بشكل ظريف حفل عشاء لوجبه السالمون في مقر اقامته دعمًا لقطاع الأسماك الكندي. ارتكزت شعبية بحاح على سمعته كدبلوماسي عَمل بلا كلل وحاول بقدر المُستطاع أن يكسر الصورة النمطية لليمن في زمنٍ كان العالم ينظر إلى بلاده عبر عدسة الإرهاب. يتمتع بحاح بعلاقات وطيدة مع مؤسسات الطاقة والنفط العالمية وعمل على ترويج المنح الأكاديمية للمبتعثين اليمنيين بهدف الدراسة في كندا. فِطنة بحاح الدبلوماسية ستكون هي الأهم حالياً في اليمن. أشار في وقت مضى إلى أن "التحدي الآن.. يكمن في مسار المرحلة الإنتقالية". واستطرد قائلاً: "قبل عام من اليوم كان اي حديث حول الفيدرالية من كبرى المحرمات. الآن الشعب أصبح أكثر نضجاً ويدرك ضرورة التفكير بأبداع للوصول إلى الأهداف المرجوة بطريقة مختلفة". اختتم حديثه قائلاً: "يجب علينا أن نلبى احتياجات وتطلعات الجيل الجديد.. اذا لم نتغير، سيقومون بتغييرنا. لقد احتكموا بالخروج إلى الشوارع.. الرسالة واضحه وقد يسعى الساسة والاخرين إلى معالجتها، لكن الرسالة من الشباب كانت تصب في مسار التغيير". تورنتو استار / ميشيل شيبارد، مراسلة شؤون الأمن الوطني ترجمة / المركز الإعلامي لسفارة اليمن بواشنطن - نقلا عن موقع الفجر الجديد .