اليمنيون فرحون بمنتخبهم الذي شارك في خليجي 22..وكأنما وصل الى الأدوار النهائية المؤدية إلى صعود منصة المنتصرين. المرحلة الاولى من خليجي 22 هي أكثر المشاركات الخليجيه فقراً فنيا ..وكانت المجموعة التي ضمت المنتخب اليمني مجاوراً المنتخب السعودي المضيف ومنتخبي قطروالبحرين… كانت الأضعف والاقل متعة فنيه حتى انّ الفرق الاربعه سجلت خمسة اهداف منها هدفين ..هدية منتخب البحرين للمنتخب السعودي وكما يردد اهل اول (( اهداف بنيران صديقه ))…ورغم تواضع تلك المنتخبات بما فيها المنتخب السعودي فإن المنتخب اليمني عجز ان يخلق لنفسه فرص للتسجيل في ثلاث مباريات ماعدا فرصه يتيمه أمام منتخب قطر ولم يتمكن من الإستفاده منها. المنتخب اليمني حقق من مشاركته في ثلاث مباريات نقطتين ودون ان يسجل اي هدف وطار اليمنيون فرحاً بكسر حاجز النقطة ووجد المنتخب اليمني مدحاً على انه قدم عروضا جميله ..وكان مدحاً لا يعكس حقيقة العمل المقدم داخل الملعب إذ افتقد المبررات الفنية حتى يكون مديحه عن فعلٍ قام به داخل الملعب وليس لإنه حصد نقطتين وليس تقطه واحده كما حدث في مشاركاته الفائتة. من أبجديات كرة القدم ان يعمل الفريق الذي يواجه منافسين ما بوسعه لتسجيل أهداف في مرمى الفريق المقابل..و لذلك عوامل منها: اولاً : ان يكون لدى الفريق صانع العاب او مايسمونه العقل المدبر للفريق داخل الملعب ..والمنتخب اليمني لا يوجد فيه لاعباً يصنع الفرص للمهاجمين او يساعدهم على التحرر من ضغوطات الفريق المقابل . ثانياً.ان يكون لدى الفريق هداف يستفيد من الفرصه ونصفها ويجيد التمركز داخل المناطق التي تنطلق منها الخطورة على الفريق المقابل ..والمنتخب اليمني لايملك مثل ذلك اللاعب الذي بالإمكان الاعتماد عليه في إنهاء الهجمة…ويكون محل إزعاج للمنافسين خوفاً من ان يقوم بما لايريدون منه ان يقوم به ..و هو تفجير مرماهم بالكره . فكانت المنتخبات المقابلة تلعب بأمان في مناطقها الخلفية. ثالثاً: ان يكون لدى الفريق الباحث عن المنافسة لاعباً طويل القامة او متميزاً في العاب الهواء ..يجني اهدافا من الكرات العاليه ..وينقص اليمنيين لاعباً بتلك المواصفات. رابعاً : عدم استفادة المنتخب اليمني من الكرات الثابتة إضافة إلى سقوط لاعبيه المتكرر في كل الإلتحامات المباشرة مع لاعبي المنتخبات الخليجية. خامسا: إعتماد المنتخب اليمني على دفاع المنطقة ..إلا انه.. يجيد الارتداد السريع فهو يشتت الهجمه عن مرماه لكن الكره سرعان ماتعود إليهم ولذلك كان اكثر اللعب يدور داخل ملعبهم . هذا كان وضع المنتخب من الناحية الفنيه لكن ما لايمكن نكرانه ان الجمهور اليمني كان حاضراً…وكان نجم الدورة ..فيما عزف الجمهور السعودي عن الحضور بالشكل المشهور به حضوره في مناسبات يكون منتخبهم طرفاً فيها ' لاسيما في مواجهته للمنتخب اليمني وذلك لإدراك الجمهور السعودي المتذوق للكره الجميله ان المستوى الفني للمنتخبات المشاركه ليس كما كان في الماضي .. رغم انّ الإعلام السعودي تعمدّ الرفع من أهمية مباراة المنتخب السعودي واليمني كي يحفز الجمهور السعودي لحضور المباراة امام اليمن إلا انّ الجمهور بثقافته الرياضية كان يدرك سلفاً ان منتخب بلادهم فائزاً. صناعة المنتخب القوي المنافس .. ليس بالإعلان عن توزيع جوائز بعد تعادلين امام فريقين ضعيفين احدهما منتخب البحرين الذي قدم اسواء مشاركه له في كل دورات الخليح.. المنتخب القوي يحتاج إلى بنيه رياضيه تحتيه مثاليه فعلى سبيل المثال ان اكثر اندية حضرموت شهرة وهو نادي شعب حضرموت يتمرن على ملعب ترابي مكشوف (( للرايح والجاي. ))..والنادي خالٍ من كل وسائل الرياضه كصالة الحديد والمسبح والساونا.. كما ان المواهب الشابة في حضرموت الكبيرة المساحة لا تجد من يلتفت إليها .والجميع يعلم ان اكثر من نصف لاعبي منتخب الامارات من اصول حضرميه ..كما ان المنتخب السعودي لم يخلوا أيضا من لاعب حضرمي الجذور….وهذا يعطي مؤشراً ان حضرموت ليست غنية بالنفط فقط او بالموقع الاستراتيجي بإطلالتها الواسعه على بحر العرب بل أيضا غنيه بالمواهب الرياضية التي يمكن لوجودها في اي منتخب ان تشد من عوده وتعطيه مكانه متقدمه بين المنتخبات وتنشر الفرح بين محبيه من خلال الاصطفاف مع الاوائل وليس الفرح بالحصول على نقطتين من منتخبات قدمت اسواء ظهور لها .