لقد فجعت كما فُجع الكثيرون بموت أستاذي العزيز الدكتور عبدالرحمن بلخير ، والحقيقة أن الكلمات في مثل هذه المواقف تتبعثر ولا يستطيع الإنسان أن يعبر لهول الفاجعة وكبر المصيبة وعظمها ولكن المؤمن يرضى بأحكام الله ولا يقول إلا مايرضي ربه إنا لله وإنا إليه راجعون . استاذي كما صحبته خلال سنوات مضت حيث كانت بدايتي معه من خلال متابعتي لما ينشره من مقالات عبر الصحف والمواقع الإلكترونية إذ كنت من المعجبين بفكره النير واسلوبه الرائع الجذاب الذي يجعلك تستمر في متابعة مقالاته ، وقدر الله أن يجعلني من أحد طلابه وهي الفرصة الأولى التي ألتقي به وجها لوجه حيث رأيت منه اسلوباً مميزا في تأدية المحاضرة وكنت مع زملائي نتظر محاضرته كثيرا لامتلاكه _رحمة الله عليه _ روحا مرحة واسلوبا رائعا في التعامل مع المادة والطلاب .وامتدت بعد ذلك صحبتنا وتوثقت علاقتنا كثيرا وكنت من أكثر الطلاب تواصلا معه وصحبةً له وكان يعاملني بمحبة وتواضع . وقد صحبته على الصعيد الشخصي حيث كان دائما ما يوجهه لي ولزملائي النصائح والإرشادات القيمة التي تجعلنا نستفيد منها في مستقبل حياتنا ومنها أن يشدّ علينا بتوجيهنا نحو كثرة القراءة في مجالات متعددة ، وكذلك كان ينبهني على أمور منها عدم التسرع والعجلة خلال دراستي للإعلام .وكان _ رحمه الله – في تواصل معي ومع زملاء آخرين حتى في أثناء تدريسه في المملكة العربية السعودية حتى أنني أذكر ذات يوم أنني دخلت معه في حديث طال من بعد صلاة العصر حتى استاذنت منه لصلاة المغرب وعدنا حتى قريب العشاء ويغلب على حديثا معا النصائح والإرشادات والفكاهة والمعلومة ..وكان آخر عهدي به مواجهة قبل أيام إذ كنت في مدينة الغيل بعد صلاة العصر وإذا بصوت ينادي ياعلي! وإذا به استاذي رحمة الله عليه فأخذني في جولة في مدينة الغيل وزرنا المدرسة الوسطى سويا وشربنا الشاي معا ، ثم أخذني إلى بيته حتى قرب المغرب استأذنت منه ولم أعلم أنها الأخيرة ، كان حريصا على طلابه جميعا ، محبوبا عند الناس في مدينته وفي غيرها وقد لاحظت ذلك خلال جلستي معه ومرور الناس عليه بالسلام والأنسة بالحديث معه . وقد صحبته على موقع التواصل الاجتماعي _الفيس بوك_ فكنت لا أرى على صفحته إلا الطيب النافع ، من صورة معبرة ، أو قصة مؤثرة ، أو نصيحة ذات مسار تصحيحي ، أو موعظة يتعظ بها المتابع. لعمرك ما الرزية فقد مال ** ولا فرس تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر **يموت بموته خلق كثير سيفتقدك محبوك أبا سعيد ،سأفتقد مع كثيرين ابتسامتك الجميلة ، واسلوبك الراقي ،وتوجيهاتك الناصحة ، وإرشاداتك القيمة ، وقلمك المبدع ، وفكرك النير. أسأل الله العلي الكريم أن يرفع درجتك ويعلي منزلتك ويكرم نزلك ويوسع مدخلك . إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك أبا سعيد لمحزنون وإنا لله وإنا إليه راجعون.