أصدر الحوثيون في اليمن ما وصفوه ب"إعلان دستوري"، حيث حلّ البرلمان، وأمر بتشكيل مجلس تشريعي معيّن، تنبثق عنه مؤسسات حكم مؤقتة تدير الأمور في البلاد لسنتين. ونصب الإعلان اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين مرجعية نهائية للعملية السياسية. حلقة الجمعة (6/2/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع، وتساءلت عن قدرة الحوثيين على فرض الواقع الذي خلفه انقلابهم على العملية السياسية في اليمن، وخيارات باقي الأطراف للتعامل مع مرحلة ما بعد إعلان الحوثيين. وتضمن الإعلان الدستوري منظومة من الإجراءات والأوامر، من شأنها خلق واقع سياسي جديد في البلاد، في ما بدا استكمالاً لخطوات انقلابية بدأتها جماعة الحوثي في 21 سبتمبر/أيلول الماضي. وحدد الإعلان -الذي أُعلن عنه في مؤتمر صحفي بالقصر الجمهوري بصنعاء- مواصفات ما سماه مجلس رئاسي يتولى حكم البلاد وتصادق على اختياره اللجنة الثورية التابعة للحوثيين. كما نصّ على تكليف مجلس الرئاسة مَن يراه مناسبا من أعضاء المجلس الانتقالي أو من خارجه لتشكيل حكومة كفاءات وطنية. مخطط مسبق حول هذا الموضوع يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان إن خطوة الحوثيين كانت معدة وفقا لإستراتيجية مسبقة بدأت منذ دخولهم صنعاء قبل شهور. وأكد أن قدرة الحوثيين في السيطرة على مقاليد السلطة في اليمن بعد الخطوة الأخيرة مرتبطة بعلاقاتهم بنظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فضلا عن التنسيق مع كل من المملكة العربية السعودية ومصر. وأشار شمسان في هذا الصدد إلى ما تسرب من أخبار بشأن إرسال جماعة الحوثي مبعوثا إلى مصر لقديم تطمينات حول وضع مضيق باب المندب، كما أن هناك تسريبات تحدثت عن إرسال مبعوث آخر للسعودية لطمأنتها على مسألة الحدود وقضايا أخرى. الموقف الإقليمي من جهته، يرى الكاتب الصحفي وعضو الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني اليمني منير الماوري أن الموقف الإقليمي والدولي سيحدد طبيعة الفترة المقبلة في اليمن. وأوضح أن السعودية ودول الخليج إذا رحبت بما حدث فربما يستطيع الحوثيون السيطرة على الموقف بشكل ما. وردا على سؤال بشأن القبول الداخلي في اليمن بما يحدث، قال الماوري إن الحوثيين استفادوا من فشل القوى السياسية في إدارة البلاد، خاصة أن هذه القوى أدخلت اليمن في ورطة، مؤكدا أن الحوثي يستمد قوته من ضعف الآخرين. وبشأن المساعدات والدعم الإيراني للحوثيين، قال الماوري إن إيران لا تستطيع تقديم مساعدات مادية بسبب تراجع أسعار النفط، لكنه أوضح أن الحوثيين يعولون على شيء آخر، وهو محاربتهم الفاسدين الذين نهبوا ثروات اليمن خلال العقود الماضية، بحسب رأيه. أما عن قوى الثورة والمظاهرات التي خرجت رافضة للانقلاب، فاعتبر الماوري أنها "محدودة" لأن شباب الثورة لم يعودوا يعولون كثيرا على الأحزاب السياسية، ولم يستجيبوا لها كما حدث في 2011. - الجزيرة نت