أقامت جمعية شباب حضرموت الاعلامية و مؤسسة أراء للتنمية المدنية مساء يوم أمس الثلاثاء ندوة تثقيفية بعنوان ( دور الاعلام في تعزيز حقوق الطفل في ظل تحديات الواقع ) والتى احتضنتها قاعة اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين بالمكلا . وهدفت الندوة التثقيفية الى إبراز دور الاعلام في الدفاع عن قضايا الطفولة ، كما تحدثت عن الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال في مجتمعنا . وفي بداية الندوة تحدث الناشط الحقوقي / فادي عبد الله محروس عضو مؤسسة أراء للتنمية المدنية عن الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية حقوق الطفولة التى أقرها المجتمع الدولي والتى وقعت عليها الحكومة اليمنية ، وقد صاحب ذلك شرح مفصل للوضع الحقوقي للأطفال في اليمن , وانتقد محروس قيام الحكومة اليمنية بالتوقيع على معاهدات دون دراستها بشكل جيد , وعدم تطبيقها على أرض الواقع . من جانبه تحدث الاستاذ / زكي بامؤمن الاخصائي الاجتماعي بدار الاحداث في المكلا ، حول الانتهاكات التى يتعرض لها الاطفال ، ومن ضمنهم الاطفال الاحداث . وقال زكي أن الكثير من الاطفال الاحداث تحدثوا عن تعرضهم للإساءة والضرب والتهديد بأشكال مختلفة بالإضافة الى رفع السلاح عليهم من قبل رجال الشرطة والتحريات والأمن , وأنهم يتعاملون معهم بصورة قاسية . ودعا زكي في الورقة التى قدمها الى ضرورة أن يتم تفعيل دور شرطة الاحداث ، بالإضافة الى عمل دورات اجتماعية لأفراد الشرطة والتحريات في كيفية التعامل مع الاطفال الاحداث ، كذلك دعاء الى عمل ملصقات توضيحية لحقوق الاطفال توزع في الشوارع والميادين لتعريف الناس بهذه الحقوق ودعمها .. وخلال الندوة قال الاستاذ / عادل بن مهنا أستاذ التربية الاسلامية بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ،إن الاسلام دعا الى حماية حق الطفل قبل أن يخلق هذا الطفل , حيث حث الاسلام الاب على اختيار الام الصالحة لولده لأنها هي التى سوف تنشأ الطفل تنشئه تنشأة صالحة وحميدة وهذه أهم حق من حقوق الطفل أن يحصل على حياة صالح . وفيما يخص موقف الاسلام من تحديد سن الرشد لدى الطفل ، فقد قال بن مهنا أن الاسلام قد حدد ذلك ببلوغ الطفل حسب الفطرة التى جاء عليها الاسلام . وعلى الصعيد الاعلامي ودورة في تعزيز هذه الحقوق والدفاع عنها قال الاستاذ / سالم علي الشاحت رئيس نقابة الصحفيين بحضرموت أن الدور الاعلامي سواء أكان الحكومي أو الخاص ليس له أي تأثير أو تواجد في دعم قضايا حقوق الطفولة واصفا إياه بأنه ( إعلام لتزيين السلطة وتمجيد الافراد ) ، معتبراً أن التوجه الحكومي السابق يعمل على تقييد حرية الاعلام فيما يخص قضايا الطفولة فيختزلها في تسليط الضوء على الاطفال الناجحين فقط , بطريقة توحي أن مجتمعنا لايعاني من أي مشاكل أو قضايا تمس الطفولة ، متجاهلاً الاسباب التى أدت الى وجود ظاهرة أطفال الشوارع والتسرب من المدارس وعمالة الاطفال . وهاجم الشاحت قيام وسائل الاعلام على نشر أفلام الكرتون والمواد الاعلامية التى لاتتناسب مع احتياجات الاطفال من خلال عرضها لمشاهدة لاتتناسب وأعمارهم . وطالب بان يكون للإعلام دور ملموس على أرض الواقع في حماية الاطفال والدفاع عن حقوقهم في وجة مرتكبي هذه الانتهاكات والجرائم . .. وقد عرض في الندوة فلمين بروجكتر يحكيان أنواع الانتهكات والتحرشات التى ترتكب وتمارس بحق الاطفال , وكيفية أن تجاهل المجتمع لمثل هذه التصرفات ورفضه الحديث عنها يؤدي الى ارتفاع نسبتها وانتشارها دون أن يستطيع أن يقف بوجهها . ثم فتح بعد ذلك باب النقاش والحوار وطرح الاسئلة من قبل الحاضرين على الاساتذة المتحدثين كما قدم عدداً من الشخصيات المدنية مداخلاتهم التى عقبت فيها على ماقاله المشاركين . حضر الفعالية عدد من قيادات منظمات المجتمع المدني و الصحفيين والناشطين الحقوقيين بالمكلا .