قال الشيخ صالح بن محمد باكرمان عضو مجلس علماء أهل السنة بحضرموت بأن شهر رمضان المبارك يحل علينا هذا العام وهناك مجموعة من المستجدات بمحافظة حضرموت خاصة والجنوب واليمن عامة وأبرز هذه المستجدات هي العدو الحوثي الرافضي الصائل الذي يتحين الفرصة للإنقضاض على هذه المحافظة وإعاثة الفساد فيها كما فعل بمحافظة عدن . جاء ذلك خلال خطبة الجمعة اليوم بجامع عبدالله بن مسعود بمدينة المكلا حيث تحدث الشيخ عن الوافد الجديد والضيف العزيز شهر رمضان المبارك شهر التوبة والرحمة والقرآن والصيام والقيام والعبادة الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، ثُمَّ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ " فهو شهر تكفير السيئات وتبديلها بحسنات داعيا لاستقباله بالتوبة إلى الله والعزم على التغيير الإيجابي . وقال باكرمان بأن شهر رمضان هو فرصة سانحة وموسم عظيم ، فعَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ وَرْدَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : " ارْتَقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَرَجَةَ الْمِنْبَرِ , فَقَالَ : " آمِينَ " , ثُمَّ ارْتَقَى أُخْرَى , فَقَالَ : " آمِينَ " , ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً أُخْرَى , فَقَالَ : آمِينَ , ثُمَّ جَلَسَ قَالَ : فَسَأَلُوهُ عَلامَ أَمَّنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : فَقَالَ : " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَالَ : " رَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ , فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أَحَدَ أَبَوَيْهِ أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ , فَقُلْتُ : آمِينَ " . وأكد الشيخ باكرمان عضو اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية بأن شهر رمضان يحل علينا هذا العام وعلى الأرض مستجدات كثيرة في حضرموت خاصة والجنوب واليمن عامة وأبرزها هذا العدو الحوثي الرافضي الصائل ومن عاونه ووالاه وهو على مقربة من حضرموت يتحين الفرصة حتى يغير وينقض عليها ويعيث فيها فسادا كما فعل بعدن وبقية المحافظات . وأضاف الشيخ باكرمان بأن جهاد هذا العدو هو من جهاد الدفع عن الدين والعرض والمال والحمى والأرض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ , وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " ، وشهر رمضان هو شهر الجهاد في سبيل الله والعدو يبيت النية للإنقضاض علينا في هذا الشهر الكريم على حين غفلة من أهل البلد وهو مايحتم علينا أن نكون متسعدين وعلى يقظة كاملة لمواجهته . وعدد الشيخ باكرمان بعض فضائل الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام حيث قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ) وقال صلى الله عليه وسلم : " رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ " . الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه أبناء حضرموت في هذا الشهر هو المستجد الثاني حيث قال الشيخ بأن الكثير من الناس لم يستلموا رواتبهم وذوي العمل اليومي معاناتهم أكثر والدوائر الحكومية أبوابها مغلقة والمشتقات النفطية في نقص كبير والأسعار في ارتفاع وغير ذلك ، سائلا من المولى عز وجل رفع هذه المعاناة ومعاقبة المتسببين فيها فهو القادر عليهم . ودعا الشيخ باكرمان تجار الأزمات لترك الجشع والاحتكار والاستغلال ، مذكرا إياهم بالأخوة الإسلامية ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه ) فإن لم تستطع ذلك فأقل شي أن لاتستغل أخاك المسلم وتمص دمه في هذه الظروف العصيبة . المستجد الثالث الجديد في هذا الشهر هذا العام هم ضيوف حضرموت حيث أكد الشيخ بأن هؤلاء النازلون إلينا ليسوا نازحين وإنما هبة من الله سبحانه وتعالى لنا وهم إخواننا فعلينا أن نجود عليهم ونكرمهم بقدر استطاعتنا والتحلي بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " . ودعا باكرمان لتفطيرالصائمين في شهر رمضان المبارك بالقليل أو بالكثير حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا " وأجر الصائم في غير رمضان هو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ ، وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ") فكيف بأجر الصيام في رمضان .