نعم حان لمدار فلك الفضائيات أن تُزف إليه زينة القنوات ..قناة حضرموت الفضائية , لتكون امتداداً وتوثيقا لإرث حافظ عليه أجدادنا خمسة الآف سنة !..نشروا خلالها الثقافة الحضرمية بالحل والترحال ,حسب ماتوفر لهم من امكانيات المرحلة التي عاشوا فيها , ونحن الان نعيش عولمة الفضائيات الثقافية والاعلامية والاعلانية ..عصر هذه الشاشة السحرية التي أصبحت لغة عالمية تضاف إلى لغات العالم المتداولة ! سيكون التمني هو ماتنطق به شفاه كل حضرمي ,وفي حنايا تفكيره ..والحلم يراود عيناه لتحتضن هذة القناة ..وقد تخرج عيناه من محاجرها ..وتخر مآقيه في غيبوبة الهلع !..لو رأى هذا الحلم واقعاً.. أن يرى تراث ابآءه وأجداده يٌنقل لكل مشاهدي العالم بإحدى لغاته العصرية ..من بعد سبات من الفانوس العجيب ! أن تٌبحر بالوجدان والاعماق , وأنت ترى هذة القناة وكأنك ترى أرضك الأم عياناً لاحجاب عليه ..لها في كل زاوية منه حياة الحضرمي اليومية نتصبح بالمناظر الخلابة لأرض يسحقنا الحنين إليها .. عشنا حضرموت حكاوي وخيال ..فمتى نعيشها حقيقة لاخيال !..قناة تحمل بين طياتها كل ألوان الطيف الحضرمي ..لاتقصي أحداً..ولا تستبعد أحد ..بل أن تنفسها هو حلم كل أحد ..فالرجل والمرأة والشيخ والطفل يجد له متنفساً بها ..بل نريدها أن تكون سراجاً يسلط الضوء على هامتنا الحضرمية على مدى التاريخ !..توعي الجيل الجديد في الداخل وفي المهجر .. لأني اعتبر أن أي حضرمي يعيش خارج معشوقته مهاجراً ,لأنها أمنا جميعاً ..ولابد أن نعانقها مهما طالت الأيام والغربة .. نريد قناة تحفظ إرثنا من الأندثار ..ومن محاولات طمسه من الأشرار ..نعم يريدون انتساب تراثنا وتاريخنا إلى يمنهم !..ماأسرع عجلة الانتهاء من مقالتي , التي بدأت أرتب بذاكرتي رؤوس الأقلام وفحوى الكلام عن قناة حضرموت ..هي أنباء عن اطلاق قناة المكلا ..تُعنى بنشر الحضارة اليمنية !!..إلهي أدركني ..وبفرجك أغثني ..لأن من هذا يدمى القلب من كمد ..إن كان القلب يحوي إيمانا بقدسية هذة الجنان وخلود المكان ..أرض الاحقاف .. أيرضى من في عقله مثقال ذرة من عقل ..أن تُنسب حضارتنا وتراثنا الحضرمي لليمنيين !! أو أن يمر الموضوع وكأننا ألفنا على مدى سنوات مصايب الزمن علينا ..أصبح بها الحضرمي يمنياً! هذا التاريخ الذي يجب أن يُروى لمن نشأ في جيل الكارثة الحضرمية التي نٌسبنا فيها لأمة كانت على مدى التاريخ خصمنا !..ومحاولة سيطرتها علينا لاتنتهي ..والطآمة أن قناتهم سبأ ..نعم سبأ تصدح من خيرات حضرموت .. نريد قناة تتحدث بروح العصر وتقنياته لانريد بعد انتظار أن يخرج المولود كسيحا ..بل نريده شامخا شموخ حضرموت على مدى مانقلبه من صفحات التاريخ ..يُروى لنا فيها إرث تاريخ مر كطيف تناقله الحضارم الآف السنين !..لتبقى الحضارة الحضرمية تصدح في مشارق الأرض ومغاربها ..أيضا لاتنسى هموم الحضرمي اليومية ..ومتطلباته المستقبلية ..وأهم ماتبني عليه لبناتها حضرموت أم الجميع وتستوعب الجميع ..ثقافية , اجتماعية , اقتصادية وسياسية ..فما أحوجنا لوضع الرؤى ومناقشة بنات أفكارنا الحضرمية ببرامج حوارية ترقى للصورة الحضرمية التي رٌسمت في أذهان العالم .. رجال الاعمال الحضارم ..أنكم أمام مسؤولية عظمى , أمام أُمكم وامنا جميعا ..لن أطلب من شخص واحد منكم ..بل منكم جميعاً التفكير بالموضوع والمساهمة ليكون التأسيس على قواعد متينة لكي لاتنهار ..فننهار جميعا ..نُثمن لكم كل ماتقدموه لوطنكم الأم ..لكن حان وقت أن تأخذوا قناة حضرموت في أجندات مشاريعكم ..ومن باب البر بهذة الأم إسعادها بقناة تُخلد اسمها ..تذكروا رسمة الا بتسامة على شفاة كل حضرمي وحضرمية على أصقاع البسيطة ..وأمهم يتردد اسمها ليل نهار ..فمهما عملنا لحضرموت لن نوفيها حقها ..فيكفينا شرفاً أن منحتنا هويتها الروحية ..وفخر الانتماء لها ..فحضرموت عشقنا الأزلي الذي لاينتهي …
