إعتبروا من الحمير ! ضُربت الأمثلة للتدبر والتفكر خصوصاً لمن صعب عليه الفهم، وخيرها ما جاء في كتاب الله ،ودُوِّنتْ العبر والتجارب كي يستفاد منها الإنسان في حياته ليقتدي بما ينفع ويبتعد عن ما يضر . لهذا جئنا بقصتنا هذه من واقع لحمار فكر وآخر تحَمَّرْ . كان لدينا حمارين أحدهما يدعى ( با …….) أشهب اللون طيب الخصال ، وآخر إسمه ( بَلْ……) اسود اللون مائل إلى الحمره ، حماراً على مسمى ، ويُضرَبْ على مِثله المثل فيقال يَعَضْ ويِرْمَحَ ويا ويل التان تٌقْرب عنده , لديه ابن صغير كَبُر معه في المكان وتم تسميته ب ( الطَّفِلْ) والطَفِلْ يطلق على الحمار الصغير وظللنا نسميه بذلك الاسم وكان اعقل وأنبه من ابيه ، من عادة البعض في دوعن يطلقون أسماءً لحميرهم ، فيتم تسميتها أحياناً باسم الأسرة المُشترى منها ذلك الحمار ،هداهم الله ،، وقد فضلت عدم توضيح اسماء حميرنا لألا تغضب مني تلك الأسر الكريمة . ولكن هذه هي العادة للأسف في بعض مناطق حضرموت ، الحمار ( با ) كما وصفته كان حماراً هادئا عقله يوزن بلد بمقاييس بعض العقول البشرية. كان حمارنا ( با…..) ذات يوم في دوَامِهِ المعتاد مع أحد العاملين عليه ، وكانت المهمة في ذلك اليوم نقل الخريف ( البلح من النخيل ) ونقل الخريف يتم عادة في جِبِلْ وهو زنبيل كبير يصنع من الخوص (جريد النخيل )، يوضع على ظهر الحمار بالعرض لتتوازن حمولته، واثناء سيره في ذلك اليوم وقع في حفره حُفرت حديثا على الطريق ولم يستطع القيام منها إلا بعون من أهل البلاد الذين انتشلوه بصعوبة لحجمه الكبير والحمولة التي كانت على ظهره . في اليوم التالي ولنفس المهمة قام الحمار تلقائيا بتغيير الطريق فأتجه لطريق أخر خوفا من أن يقع ثانية . اما الحمار الآخر (بَلْ……) وولده الطَّفِلْ ، رغم أنهما شاهدا الحمار ( با…..) وهو يسقط في تلك الحفرة و ما جرى له ، ومن المؤكد أنهما تحدثا مع بعض وحكى لهما ما ألمَ به وانه سيغير اتجاهه ولن يعاود السير من تلك الطريق التي بها الحفرة كي لا يقع مرة أخرى ( طبعا بلغة الحمير ) ونعرف أن للحيوانات لغاتها الخاصة بها في التخاطب مع بعضها . إلا أنهما أصَرَّا على السير من تلك الطريق التي بها الحفرة وتبع الطَّفِلْ والده ، في اليوم الرابع تقريبا سقط الحمار (بل…..) في نفس الحفرة وتم انتشاله بنفس الطريقة ولكن بعد أن كسرت رجله والتي لم تشفى رغم المحاولات المضنية من الأطباء البيطريين الشعبيين ،وبعد معاناة مع المرض مات الحمار . وترك ابنه الطَّفِلْ وحيداً ، تم بيع الطَّفِلْ من قبل ساكن الدار وهو الرجل الذي تم تسلميه الدار ليحافظ عليها ويعتني بها كما هو حال اهل الريف الحضرمي الذين تركوا ديارهم ومزارعهم لسكنى كرام من البادية الحضرمية يعتنون بها ويحافظون عليها للحالة التي وصلت إليها حضرموت في ضل الاحتلال اليمني الجنوبي سابقا ومن بعده ابن عمه الشمالي حاليا وحسبنا الله في كليهما، وقد قام ببيعه عندما رأى حالته تسؤ ، بعد وفاة والده لتاجر حمير يمني شمالي من الذين يأتون حضرموت ليشترون حميرها كما يشترون بعض رجالها، ومنهم من يأتي خصيصا للنهب، ولهؤلاء القوم طرقٌ عدة في ذلك ،دعونا نخرج قليلاً عن الموضوع لنطلعكم على بعضها: يزدهر الوادي بالقيم التراثية من الحلي الفضية القديمة والأحجار الكريمة خصوصا الكهرمان والصناديق الخشبية الجميلة المصنوعه من خشب العلوب والمطعمة بالنجوم النحاسية الرائعة ، وخشب العلوب( أشجار السدر) يعتبر من أفضل الأخشاب شكلاً ومتانةً ويوازي في جماله ومتانته بحسب رأيي الشخصي أخشاب (التِكْ) الإفريقي غالي الثمن إن لم يكن أفضل،كذلك الأدوات الزراعية القديمة كالمساحي والقدُمْ والشُجوب والوِكاف التي توضع على ظهور الحمير حتى الذِفار التي تربط الوِكاف بذيل الحمار، يشترونها بقذارتها والهمبالة التي تعلق على البقر والحمير عند الحرث ،والثياب المطرزة القديمة والأواني الخزفية وغيرها إلى أغطية الخمبارة ( كرسي الحمام ) أكرمكم الله ، يأخذونها من حضرموت ويبيعونها للسواح (كتراث يمني !! )، (معاد خلو شي) بالنسبة للديار الماهولة يشترون ما بها برخص الثمن كون العديد من الأهالي لا يعلمون قيمتها التراثية والمادية ولعدم الحاجة ، وبالنسبة للديار المغلقة والمسافر أهلها منذ زمن يقومون بسرقتها. وهي بلا شك مليئة بهذه القِيم التراثية ، أما طرق السرقة فكثيرة ، وقد ابتدعوا عدة طرق منها كما قيل لي من وقائع حصلت ، أنهم يدخلون تلك البيوت اكرمكم الله عن طريق الفتحات السفلية للحمامات ( المسيار أو الزولي كما يقال له في حضرموت) وهذه الفتحات تسمى ( المخوال) وذلك بتدريب أحد الأطفال الصغار ليتمكن حجمه من المرور عبر فتحة الكرسي ( الخُمْبَارَة) وهي فتحة لا تزيد عن 30 سم في 20 سم تقريبا ، وللأسف يتم استخدام بعض الصبية الحضارم لتلك المهمة القذرة مقابل حزمة قات وحفنة من الريالات اليمنية الرخيصة , فيتسلق الطفل من خلال تلك الفتحات الخارجية الأرضية حتى يصل إلى فتحة كرسي الحمام ( الخُمْبارَة) وعند وصوله يقوم بالنزول إلى أسفل الدار ويفتح الباب الرئيسي ( السِدة ) للصوص ليقومون بتفريغ المنزل في المساء من كل محتوياته ،ويستغرق منهم احيانا من يومين إلى أكثر على حسب كمية الكنوز الموجودة في تلك الدار وهكذا. و قال لي أحد المغتربين انه وجد ذات يوم بعض الأدوات الخاصة بأسرة معروفة مكتوب عليها إسمها تباع في أحد أسواق صنعاء من قبل يمنيين شماليين. وسأل عن كيفية وصولها إلى هذه الأسواق من هذه الديار المهجورة عندما عاد للبلاد ،فقالوا له نعم هناك عيال آل بو فلان الذين كان والدهم في الحزب والمليشيا يقومون بتلك المهمة للصوص اليمنيين ،بل الآن اصبحوا يقومون بذلك لحسابهم الخاص ، وحدثوه عن الطريقة التي ذكرتها اعلاه . نعود للحمار ( الطَّفِلْ ) قال لي الرجل ساكن الدار في زيارتي قبل خمس سنوات لدوعن عندما تحدثنا عن ذلك،،، لقد رفض ذلك الحمار السير مع اليمني ، ولكننا اجبرناه بالصميل وعيناه تدمعان وكأنه شعر حسب قوله بأنه سيذهب للجحيم ( لا أدري كيف يصبر الحضارمة المغتربين في اليمن على حالهم مع أن الحمار لم يستطع ذلك)، وفي نفس العام يقول صاحبنا قابلت نفس التاجر اليمني في سوق بضه وسألته عن الحمار، فأجاب حماركم هذا جني ما يسمعش الكلام وما يشتيش يأكل ولا يشرب ولا يشتيش يختلط بحميرنا،مرض فقتلناه . للعلم ظاهرة شراء الحمير (بأشكالها) من حضرموت من قبل الإخوة اليمنيين الشماليين والجنوبيين ظاهرة منتشرة . يقال في المثل ( خذوا الحكمة من أفواه المجانين ) وهي بالفعل كذلك فالعم عوض بن وبر رحمة الله عليه ، كان يصنف على أنه مجنون ،ولكن الكثير يشهدون له بالحكمة بل وبالدهاء ،وقد أنَّبَ عبر العديد من عباراته علي سالم البيض لِما قام به من خطيئه عام 90 التي لا يقوم بها عاقل ولا حتى بالحضرمي مغروم ، ( لا يعرف ان البيض قد قام قبلها بخطيئة 67 وناوي على جديدة ) كما نصح بعدة رسائل وعبارات بعض الحضارمة الذين لا يفقهون قولا بأن يعودوا لحضرميتهم ويعملون لحضرموت ولكن يبدو ان ليس لهم آذان يسمعون بها ولا أعين يبصرون بها ، أتينا بهذه القصة الواقعية التي حصلت لحميرنا الثلاثة . عَلَّ من لم يستمع لنصائح بني البشر عقالاً كانوا او مجانين أن يستمع للحمير ويأخذ منها العبر والحكم ،، لما لا فلربما قصة حمار أنقذت وطن . أبد الدهر بين الحفر ! عندما ننظر للقيادات العليا في الحراك فرع المحافظة الخامسة نجدهم جميعاً مقتنعين بطرحنا في أن ما يجري من قبلهم سيؤدي بهم مجددا إلى حفرة جنوبية جديدة ، وأنه يجب عليهم فرض الشروط الحضرمية من الآن بإبراز الهوية الحضرمية والعاصمة الحضرمية وما إلى ذلك من حقوق حضرمية شرعية،إلا أنهم يعودون إلينا بقولهم ( نخاف يحنق الجنوبيين ) ونا بو حِلِيك !!! تخافون من الجنوبيين وما تخافون من الشماليين اللي بدباتهم في شوارعنا موجهة لنوافذ بيوتنا !!! ياهوين عليكم ،،،، قالوا كل ما بغينا نكلمهم يقولون با تشقون الصف ( جَعَلْ لُهْ مليون شَقَّهْ من صف ،قده الا مشقق من يوم ما خلق ) ،،، ولا ادري ما لذي يخيفهم من الجنوبيين ، فلو كنا في زمن قبل 86 او حتى بين 86 و90 ،لقلنا قد يكون خوفهم في محله ،فالجنوبيين لديهم القوة العسكرية والأمنية والاستخباراتيه والمليشاوية والبلاطجة والشبيحة كل ذلك بأيديهم وأكثر( وما معنا شي غير اسم رئيس و اسم وزير وكلهم صورة واسم كمنصور الآن) ، أما اليوم فلا يوجد لهم من ذلك شيء غير ثقافة متجذرة بأن هذه القيادات الحضرمية قيادات جبانة نصرفها كيف نشاء ،واستمر اعتقاد الجنوبيين على ذلك . فالخوف لدى قيادات الحراك في حضرموت من الجنوبيين لا مبرر له على الإطلاق وهو ليس إلا خيالا لا اصل له ، قد نعذرهم في جانب منه وهو جانب الماضي المخيف الذي عاشوه وقت تبعيتهم المطلقة للجنوبيين اليمنيين ، لكن هناك 23 عاماً مضت كان من المفترض ان تتغير لديهم تلك النظرة الدونية لأنفسهم ولوطنهم الحضرمي ،ويعتزون بحضرميتهم وبتاريخ اجدادهم الذين لم يصفهم التاريخ إلا بكل وصف حميد ومنها الرجولة والبطولة والشجاعة ، ولم نسمع كلمة الحضرمي الجبان إلا بعد عام 67م من قبل اليمنيين الجنوبيين بسبب هذه القيادات . كما أن شباب الحراك اليوم في حضرموت هم الأكثر في صفوف ما يسمى الحراك الجنوبي أي أكثر من المُنيطِقات الجنوبية ،وشبابنا الحضرمي هم الأكثر شجاعة والأكثر فعالية والأكثر تنظيما رغم التناحر بين قياداتهم إضافة إلى أن حضرموت اليوم غير حضرموت الأمس كذلك الوسائل الإعلامية اليوم تصل إلى أقصى الثغور الحضرمية بكل اتجاهاتها ليست كما كان في 67 . بل ونبشر هذه القيادات الحضرمية ونطمئنها أن الجنوبيين ليس لديهم مانع على الشروط الحضرمية ،فقط على هذه القيادات ان تظهر شجاعتها ولو لمرة واحدة ،وتنفض عنها غبار الخوف الوهمي ،وتطرح الحق الحضرمي على الطاولة وتحت الشمس ، وسيبصم عليها الجنوبيين ،، وقد قال لنا العديد من الإخوة اليمنيين الجنوبيين ذلك حيث قالوا لو أن قيادات الحراك في حضرموت طرحت مشروعكم سنوافق عليه فوراً لأنه لصالحنا. فاليمنيين الجنوبيين هم الذين يخافون هذه الأيام من كلمة حضرموت ويعملون لها مليون حساب ،لأنهم يعلمون أن لا خلاص لهم من ابناء عمهم الشماليين الطغاة المتجبرين إلا عبر حضرموت ولا دولة عظيمة لهم فيما بعد إلا بحضرموت . ولكن يظهر ان القيادات العليا لحراك فرع المحافظة الخامسة تتشجع وتتطاول وتتبجح فقط على بعضها البعض وعلى أحرار حضرموت وشباب حضرموت، كما حصل عند طرد باعوم لبامعلم ثم اقالة بامعلم لعقيل وراشد ( وكما قال كشك عن شريفة فاضل لا شريفه شريفة ولا أبوها فاضل أقول لأخوننا ( لا عقيل عاقل ولا راشد رشيد هدانا وإياهم الله) وأيضاً على باقي التكتلات الحضرمية النزيهة ،، كما حصل ايضاً من باعوم اصلحه الله حين زارته عصبة القوى الحضرمية في إطار زياراتها التعارفيه لجميع التكتلات الحضرمية ،فبرغم تصريح العصبة الواضح عن هدف الزيارة وما جرى فيها من نقاش ، إلا ان صِبْيته هداهم الله اصدروا بيانا لم يتطرقوا فيه للعصبة ولحضرموت حيث قالوا في بيانهم الساذج (مجموعة من مؤرخي واساتذة حضرموت تباحث معهم (أي باعوم )حول القضية الجنوبية وسبل تطويرها ومن جانبهم قدم الدكتور عبدالله باحاج سرد تاريخي موجز عن القضية الجنوبية ومراحلها التاريخية ) وجاءوا بقائمة من الأسماء شهوداً على ذلك اللقاء !! ،، عجبا على الخوف والجهل الذي يصل هذه الحدود من الزور والكذب ،،ولكن الله فضحهم فوضعوا صوراً للعم باعوم مع الصبية !! وهو في لباس غير اللباس الذي كان به مع سعادة الدكتور عبدالله باحاج رئيس عصبة القوى الحضرمية ،،( فالصارون والصالون يختلفان في كلا الصوروهذا دليل واضح على تزوير الحقائق وتلفيقها) وانا هنا أشيد بالصحف الحضرمية التي رفضت نشر الخبر الباعومي المفبرك لسذاجته الشبيهه بمسرحيات علي عبدالله صالح وقناة سهيل وقناة عدن بايف !! لماذا يخاف باعوم هداه الله وأصلح باله ، لماذا لا يكون بيانه صريحا ومتزنا شاكرا وحامدا للزيارة التي قامت بها عصبة القوى الحضرمية مقدراً لهؤلاء الرجال النبلاء الذين كرموه بهذه الزيارة ، لماذا لا يقول انه جرى نقاش جميع الأمور المتعلقة بالاحتلال اليمني ومصالح حضرموت ،، الهذا الحد وصل خوف هؤلاء من الجنوبيين فيتهمونهم بالحضرمة ! ويقولون لهم كيف تقابلون هذه ( العصابة ). أأصحت كلمة حضرموت وحق حضرموت لدى هؤلاء الحضارمة! تهمه لمن قالها وصدح بها !! عيب يا عم حسن يا عم حسن عيب ،،والله ما توقعتها منك ،، وصدقني ما إِلك إلا حضرموت وأنته بُصْرك .فقد جربتهم وسقطت كثيراً في حُفرهم ،لكن الحفرة الجاية معاد شي با يقع منها طلوع . أما شباب الحراك في حضرموت فلا أعتقد انهم سيستمرون في السير خلف من سيأخذهم للمذلة والمهانة ، فعزتهم وكرامتهم ونخوتهم وثقافتهم لا تسمح لهم بذلك ابداً ،وسيأتي اليوم الموعود قريباً ليقولون…. تباً لمن أرادكِ حضرموتُ تبيعةً تبا لهم خسِئوا ..ماضٍ وفي الآن اَلِفُو الدنائةَ من ماضيهمُ الدنِسُ واليوم تكراراً لبيعٍ كان خسرانا نحنُ شبابُك لن نرضى بهم ابداً سنكتبُ اسمُكِ للتاريخ عنوانا 30/8/2012م [email protected]