لقد تلقينا نبأ استشهاد المناضل البطل عمر سالم بارشيد بألم شديد ونزل على كالصاعة المفجعة حيث جرى اغتياله بطريقة دنيئة وأسلوب حقير من خلال استعمال عبوة ناسفة غريبة التكوين أودت بحياته في الحال . وحينها كان الشهيد بعد أن قام بتنفيذ رياضة المشي على كورنيش خور المكلا المعتادة له منذو أن قدم للمدينة لقضاء الإجازة الأكاديمية ولقضاء شهر رمضان المبارك بين أولاده وأسرته . الرجل معروف بشخصيته الاجتماعية والقبلية بين عامة الحضارم وغير الحضارم بأنه ورد ودمث الأخلاق ، كما انه يسعى دائما لفعل الخير لأهله وعشيرته ، وكل من يلجا له في حل قضية الأخلاق ، كما انه يسعى دائما لفعل الخير لأهله وعشيرته ، وكل من يلجا له في حل قضية أو مشكلة يقوم شخصيا بمتابعتها والسعي لحلها . ومن خلال معايشتي له منذو وقت مبكر في العمل داخل القوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا وأيضا حتى الأيام الأخيرة قبل استشهاده من بعد الوحدة بتمييز اللواء عمر سالم بارشيد بصفات قيادية متميزة في جميع الجوانب كان متواضعا ورجل قرار وحنكة وشجاعة وإقدام ، وكان يمثل نموذج القادة العسكريين في اليمن عامة وحضرموت خاصة ، وذلك خلال مراحل حياته منذ أن انخرط في جيش البادية الحضرمي ومرورا بانخراطه في التحصيل الأكاديمي في مجال المدرعات وتبوئه عدة مناصب قيادية حتى تقلد منصبا أكاديميا في قيادة كلية القيادة والأركان لتأهيل كبار قادة القوات المسلحة في مختلف التخصصات المشتركة إلى يوم استشهاده ، وكان ناجحا ومتفانيا في عمله وإخلاصه للوطن والقوات المسلحة . ويحظى الشهيد باحترام القيادة السياسية والعسكرية وكان وسط زملائه ومرؤوسيه في جميع المرافق والوحدات التي عمل بها كقائد ميداني محترف وأكاديمي متمكن ويشهد له الجميع عسكريين ومدنيين ووسط عشرته آل بارشيد وقبيلته سيبان كبرى قبائل حضرموت بأنه مقدام وشجاع وجري في طرحه الموضوعي ورفيع في دماثة أخلاقه ومتواضع مع الصغير والكبير وبحيث أصبح من القادة الحضارم المتميزين والمحترمين ، وليست له عداوات شخصية ولا قبيلة أو ثأرية بحيث تضعنا نحن إخوته وزملائه الحضارم المقربين في دائرة الشك لمثل هذا العمل الإجرامي ، وباغتياله بتلك الطريقة والأسلوب الذي اغتيل فيه بأواخر شهر رمضان الكريم لأنه كان يتحرك دوما بدون حراسه مطمئنا بين أهله وذويه . إن جريمة اغتيال الشهيد اللواء الركن عمر سالم بارشيد بأيادي الغدر الذي امتدت لاغتياله هي جريمة موجهة ضد الوطن والقوات المسلحة وحضرموت بصورة خاصة لاغتيال الرموز الخيرة داخل القوات المسلحة وبالذات لحضرموت . وان تلك الأساليب الإرهابية المرفوضة في مجتمع الحضارم سيتم كشفها وكشف الجهة التي تريد أن تستفيد من اغتياله الغادر . إن البطل الشهيد بارشيد سيبقى في ذاكرتنا ووجداننا طالما حيينا ، وأخيرا وفي ذكرى أربعينية حفل التأبين نعزي أنفسنا ونعزي أسرته وأولاده وعشيرته وقبيلة سيبان وكل الحضارم وأبناء الوطن بهذا المصاب الجلل ، كما أنني اشكر القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالمشير الركن / عبد ربه منصور هادئ رئيس الجمهورية ، والأخ وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة للتكريم العالي المستوى الذي حظي به الشهيد اللواء / عمر سالم بارشيد بأعلى وسام في القوات المسلحة وسام البطولة الممنوحة له في هذه المناسبة ، وأيضا الرعاية من قبل الدولة ووزير الدفاع لأسرته وأولاده . تغمد الله الشهيد برحمته وغفرانه وإنا لله وإنا إليه راجعون .