تلقينا نبأ استشهاد العميد الركن / عمر سالم بارشيد مدير كلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية العليا في يوم الأربعاء الساعة العاشرة والنصف الموافق 21 رمضان 1433 ه بحادثة زرع عبوة ناسفة في سيارته في باجعمان أمام جسر المشاة وهي حادثة مدبرة مع سبق الإصرار والترصد من قبل جهة متآمرة.حيث إن الشهيد كعادته يضع سيارته أمام الجسر ويمارس الرياضة مشيا على الأقدام على خور المكلا وعند عودته إلى سيارته ليبدأ بتشغيلها انفجرت العبوة المزروعة بسيارة, أدت إلى حرق جسمه وسيارته و تمكن من الخروج محترقا برغم من كسر احد ساقيه (حسب رواية المتواجدين) . تحركنا إلى مستشفى ابن سيناء لغرض مواساة أهله وذويه ومحبيه من كافه أبناء شعب الجنوب وأبناء حضرموت وقبيلة سيبان خاصة ,فالكل كان في حالة من الصدمة والفاجعة ولكن إرادة الله فوق الجميع . لقد عرفت الشهيد البطل العميد الركن / عمر سالم بارشيد رجل عسكري ومقدام وشجاع وعرفته عن كثب عندما كان في جيش البادية وبعد ذلك جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . فقد شاءت قدرة المولى , ونحن حامدين له في كل الأحوال ,أن تخطف منا هامة أخرى متمثلة بأخينا وأحد أبناء الجنوب و قبيلة سيبان العميد ركن /عمر سالم بارشيد ، كم كان الخبر مؤلما ومحزنا ومفجعا لكل محبيه ومعارفه في وقت لازال في قمة العطاء, فقد أعطى طيلة خدماته النضالية الطويلة في مختلف مناطق الوطن وربوعه ,ورفاقه ممن عملوا معه خير شهود على صفحات وتاريخ نضاله كغيره من المناضلين الذين ينكرون ذاتهم ويفضلون التضحية براحتهم من اجل الآخرين . فما أحوجنا إلى أمثاله من الرجال الذي تكون الخسارة والحزن بفقدانهم كبيرة. قبل الاستقلال كان في جيش البادية وعضوا في الجبهة القومية وبعدها كان أركان الدروع في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بالعاصمة عدن في معسكر صلاح الدين ,حيث كان من القيادات البارزة للقوات المسلحة وتحديدا قسم الدبابات مع رفيقه هيثم قاسم طاهر الذي عين فيما بعد وزيرا للدفاع ,ومن خلال اللقاءات المتكررة بيننا حيث كنت اشغل منصب مدير دائرة إثبات ألهويه الشخصية في وزارة الداخلية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , تبين لي بأنه قائد محنك ويتمتع بصفات وخصال مميزة وهي : الإخلاص والوفاء وحب الآخرين ويمتاز بأفكاره النيرة وشخصيته التي تجمع بين مزيج من الإنسان الوطني الغيور والإنسان الاجتماعي والقائد العسكري والسياسي والمثقف والبسيط والمتواضع . ولقد ألتحق للدراسة العسكرية العليا بأكاديمية الاتحاد السوفيتي و تخرج منها بحصوله على درجة الماجستير في وحدات الذبابات العسكرية بمعية سالمين باقطمي المرشدي و الدكتور عبد القادر العمودي و اللواء احمد بن بريك والعميد فرج باحمبص و غيرهم من أبناء حضرموت. وقد ساهم الشهيد في تأسيس أول جمعية لأبناء سيبان وانتخب رئيسا لها بالإجماع و احتضن أبناء سيبان من خلال تلك الجمعية و نشاطاتها المختلفة بحكم إلمامه بالعادات والأعراف القبلية وقدرته على صياغة رأي عام حريص ومسئول بين الناس, فتبني قضاياهم وهمومهم وكان يقنعهم بالذي ينبغي استيعابه وفق الإمكانيات المتاحة من خلال احتكاكه المستمر بالمواطنين وتواجده بينهم .و عين مدير امن حضرموت لفترة وجيزة ثم عاد بقرار لعمله في القوات المسلحة كمدير لكلية القيادة والأركان في الجمهورية العربية اليمنية ولعب دورا بارزا تخصصي في هذا الصرح حتى نال الشهادة وانتقل إلى رحمه الله . ورحم الله الشهيد بارشيد الذي شهد له كل من قيادات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية بالشجاعة والحنكة . و بعد ما وري جثمانه الثرى في مقبرة منطقة العيون وهي مسقط رأسه ,برزت عدة أسئلة في رؤوس الحضارمة حول الحادث المشئوم 1 لماذا تم استهدافه في مدينة المكلا محافظته و تحديدا عندما تم صياغة قرار جمهوري بتعيينه قائد الألوية للحماية الرئاسية التي تم تشكيلها بقرار جمهوري من ألوية خاضعة لنجل المخلوع علي عبد الله صالح و قائد المنطقة الغربية الشمالية علي محسن ؟ 2- لماذا تم استخدام عبوة ناسفة في اغتياله مع القدرة على استخدامهم لأساليب جبانة أخرى لكن تم تفضيل إرهاب الشارع الحضرمي وبالمقارنة لحالات اغتيالات حصلت لقيادات شمالية بعبوات ناسفه مثل الحرملي و قائد اللواء بالريان و حادث التفجير بقصر الرئاسة بفوه, لم تتأخر القاعدة بإعلان اعترافها بتلك العمليات و حتى اللحظة لم تعلن القاعدة مسؤوليتها عن العمل الإجرامي هذا, وإنما تم نسب العملية إلى القاعدة من قبل مصدر عسكري بوزارة الداخلية و السلطة المحلية بحضرموت التي قامت بإجراء مراسيم التشيع في خلال 6 ساعات من الحادث ؟ 3-الشهيد لم يكن قائد عسكري ميداني لمحاربة القاعدة بل كان قائدا في مرفق تعليمي تخصصي أكاديمي لا تربطه أي عداوة أو معارك ميدانية أو إعلامية ضد القاعدة ,بمعنى آخر هل تم تصفية العميد عمر سالم بارشيد من بعض القوى والأجهزة المتصارعة في صنعاء أصحاب المصالح المتصارعة ؟ وفي الأخير نتمنى من الله عز وجل أن يتغمد الشهيد فسيح جناته ,و يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .ويحفظ حضرموت ورجالها من المؤامرات والدسائس القادمة من خارجها .