روى الشاب سعيد صقر بارشيد لموقع "هنا حضرموت" بعد الإفراج عنه قصة الاختطاف التي تعرض لها من قبل مسلحين مجهولين مساء يوم الخميس والتي تعرض فيها لأصناف التعذيب والتنكيل والضرب المبرح من قبل المجهولين لتعريفهم بعناوين زملاء له .. يقول الشاب سعيد بارشيد : هاجمني أشخاص يعتقد انتمائهم إلى المحافظات الشمالية وفقاً للهجتهم عند حوالي الساعة الثانية عشر منتصف ليل الأمس الخميس 5/3/2012م ، وكانت سيارة نوع "هيلوكس " ابو غمارتين المسماة محلياً "بقرة" مضللة ، يستقلها خمسة مسلحون اقتربت مني ببطء إلى جانب طريق الشاب سعيد بارشيد بالقرب من وكالة سامسونج في الشارع الرئيسي بحي الديس بمدينة المكلا أثناء خروجي من منزلي عند حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الأمس ، وتفاجأت بتوقف السيارة بقربي ومخاطبة أحدهم لي "انت سعيد بارشيد" فأجته بنعم فتفاجأت بشخص أخر مسلح ترجل من المقعد الخلفي للسيارة ووضع السلاح فوق رأسي واجبرني بالقوة على ركوب السيارة بعد أن أجلسني بينهم في المقعد الخلفي ثم باشروني بوضع غطاء قماشي على وجهي لحجب رؤيتي وواصلوا سيرهم باتجاه مؤسسة المياه على نفس الطريق الإسفلتي لمدة نحو نصف ساعة ثم مالبث ان عرجت السيارة التي تقلهم في طريق وعر لم يدم طويلاً لتقف السيارة قبالة مبنى ما تناهى إلى سمعي صوت انفتاح بوابة ثم تولوا خاطفيه دفعه جبراً للدخول عبرها بعدئذ تولوا الخاطفون إزاحة الغطاء من على وجهي لأجد نفسي في غرفة وجهاً لوجه مع الخاطفين الذي لم اتعرف من قبل على ملامحهم واستهلوا جلستهم معه بإطلاعي على صور أشخاص بلغت تسع صور (غير معروفين له أصلاً ) طالبين مني ارشادهم بهويات أصحابها وكنت بعد اطلاعي على كل صورة أتعرض للضرب باعقاب البنادق أو التهديد والوعيد بقطع لساني بل وقتلي والأخيرة سمعتها من خلال محادثة بين اثنين منهما وذلك لاعتقادهم بإنكاري معلومات يعرفها . ومن فرط مقاومتي لتعذيبهم تعرضت لكسر بالغ في ساعدي الأيمن (كما يبدو في الصورة).ولم يكتف الخاطفون بذلك بل صادروا ثلاثة ألف ريال كانت كل ما في جيبي من مال كنت أنوي شراء بعض الحاجيات لأسرتي ونزعوا شريحة جوالي وأتلفوها لحظة اقتناصي لفرصة وجيزة كنت في خلوتي لمحادثة أحد أقاربي فداهمني احدهم قبل إكمال المكالمة. وفي نفس موقع اختطافي أعادني الخاطفون إليه وقبيل قدفي من السيارة إلى الشارع تم نزع الغطاء عن وجهه واختفوا مسرعين مستغلين انعدام حركة الناس والمركبات في ذلك الوقت المتأخر من الليل..أ.ه وقال شبان من أبناء حارته كانوا يتسامرون عند مدخل الحارة التي يسكنها أنهم رأوا زميلهم بارشيد عائداً إلى منزله بخطوات متثاقلة وهو في حالة مزرية وقميصه ممزقاً وتبدوا على وجهه وجسده أثار اللكمات والتعذيب وعندما حاولوا سؤاله عن ماجرى له لم يتلقوا منه إلاّ الصمت المطبق والنظرات الساهمة وهو الوضع الذي لم يتبدد إلاّ بنهار اليوم التالي عندما روى الفاجعة التي نصبت له وبعد ان تلقى العلاجات الضرورية في المستشفى التي قام بنقله إليها أسرته بعد وصوله للمنزل. وبحسب الطريقة التي اتبعها الخاطفون وصنف التعذيب ونوعية أسائلتهم رجح مراقبون وناشطون حقوقيون أن الجناة ينتمون إلى أحد الأجهزة الأمنية نظراً لتشابهها مع حوادث سابقة مماثلة اتضح فيما بعد ضلوع تلك الأجهزة القمعية. ويشير المراقبون ذاتهم إلى ان طريقة الخاطفين في إبراز صور للمخطوف ليدلهم على أصحابها والتي بالنتيجة ستقودهم – فيما لو أجابهم بالإيجاب – لسؤاله عن عناوينهم وعن معلومات تفصيلية عنهم .. طريقة تنبئ ربما عن وجود مخطط للتصفية أو التنكيل بنشطاء شباب الحراك الجنوبي خاصة وان المخطوف احدهم . كما توحي أيضاً بان هؤلاء الخاطفين المجهولين المسلحين ربما هم في الأساس رجال أمن بلباس مدني غرباء عن المنطقة أو عناصر مستأجرة تم جلبهم مؤخراً من خارج المكلا.