(الطريق الأبيض) أول الغيث(1967م): الفنان المسرحي المبدع زكي سالم بن كوير، عرفته خشبات المسرح في حضرموت، منذ أكثر من اربعين عاما، بطلا للعديد من النصوص المحلية والعربية والعالمية المحضرمة، فقد بدأ العشق للتمثيل المسرحي، وهو لم يزل صغيرا، ولكن البداية الحقيقية جاءت في عام1967م، على خشبة مسرح ثانوية المكلا للبنين من خلال نص(الطريق الابيض) للمؤلف حسان الابيض،وإخراج الأستاذ،حينها، عبدالله بن سلمان، السفير الذي ذهب في حادثة طائرة الدوبلماسيين1972م، وقد قام الممثل بن كوير بدور شخصية(ادوارد) قائد الحملة على إفريقيا،وشاركه التمثيل الطلبة، فيصل ناصر بن ثعلب، منصر علي بن ثابت، عمر محمد بازيد، وفي إدارة التربوي السوداني عبدالقادر التلوذبي، الذي سلم إدارة الثانوية للتربوي القدير الراحل سالم يعقوب باوزير. (ثورة الشباب) للحكيم(1972م): تم حضرمة النص المسرحي(ثورة الشباب) للكاتب العربي الكبير توفيق الحكيم، وقام بإخراجه المخرج المتميز(محمد عوض باصالح)، وقد قام الممثل ابن كوير بدور المحامي، والممثل عوض مقطوف، إضافة إلى الممثلين، سالم حسين الجحوشي، احمد عبدالكريم بازنبور، محمد سعيد، مرعي بن مخاشن، وهو العمل المسرحي الذي نال حضورا جماهيريا كبيرا، وأسس لقاعدة عشاق مسرح بشكل كبير في حاضرة حضرموتالمكلا عام 1972م. (الشيخ الكبير) لبامطرف (1974م): كان الأديب والمؤرخ الراحل الكبير محمد عبدالقادر بامطرف، حريصا على التواصل مع واقعه، واستشعارا منه بدور المسرح في النهوض بوعي الأمة، (أعطني خبزاً ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا)، لذا نجده يعمل على تأليف نص مسرحي اسماه: (الشيخ الكبير) قام بإخراجه محمد عوض باصالح، وبطولة الممثل زكي بن كوير، عمر محمد بازرقان، سالم حسين الجحوشي، عائشة بكير، أنيسة الجعيدي، وقد طاف هذا العمل المسرحي، للأديب الكبير بامطرف، مسارح كريتر والتواهي والشيخ عثمان ولحج وابين وعتق وسيئون والمكلا، وتم توثيقه في تلفزيون عدن، في تللك الفترة المبكرة، وجولته المسرحية تدل على قوة النص الإخراج والتمثيل الذي أبدعت فيه هذه الكوكبة من أعلام المسرح الحضرمي. (قرقاش) سميح القاسم(يونيو1974م): (قرقاش) نص مسرحي جاء ليكمل النجاحات المسرحية التي عرفها المسرح الحضرمي، وليثبت أقدام البطولة للمثل القدير زكي بن كوي، وهو نص استمر عرضه لثلاث سنوات متوالية، وقد اخرجه مخرج الروائع محمد عوض باصالح، وقام باداء البطولة إلى جانب زكي بن كوير، الراحل سعيد محمد دحي، ومحمد سعيد دحي، أمون باعكيم، أسماء باوزير، ونفذ ديكوره عبيد مسيمار، وهو نص تحت فيه الشاعر الفلسطيني سميح القاسم عن الشخصية الأسطورية (قرقاش) الذي قام بأدائها المبدع زكي بن كوير،واكدت قدرة المسرح الحضرمي على التجاوز، والغوص في النصوص الإبداعية العربية والعالمية، التي تعالج القضايا الإنسانية في شموليتها وعمقها الكبير، الذي عكست الهوس الذي خلقته الحالة المسرحية، لجيل آمن بدور المسرح ورسالته الخالدة، فحملها صدقا وتجاوزا لبلوغ فضاءات واسعة من النصوص الإبداعية العربية والعالمية. (ميكرفون).. بامطرف (أغسطس 1975م): بعد نجاح تجربة العمل المسرحي الأول للراحل الكبير محمد عبدالقادر بامطرف، مع بطل المسرح الحضرمي زكي سالم بن كوير،جاءت التجربة المسرحية الثانية( الميكرفون) التي تم إخراجها، بعد أن تم فصل الفنون الشعبية (الرقص الشعبي) عن المسرح، وتشكلت إدارة مستقلة للمسرح، وذلك في شهر اغسطس من عام 1975م، وقد شاركه البطولة الممثل المتميز غالب محمد بافطيم والممثلات أنيسة خميس بن جبير، وأسماء باوزير، وحملت هذه المسرحية رسالة توعوية للجمهور، من خلال حكاية رجل ثري يكرهه كل الناس المحيطين به، وهي من إخراج المبدع محمد عوض باصالح. (سعدون).. باصالح تأليفا وإخراجا(1976م): بعد تجاربه الإخراجية المتفردة والناجحة، التي استقطبت جمهورا مسرحيا كبيرا، وعشاقا كثر لطرائقه الإخراجية، طرق المخرج باصالح تجربة التأليف، فكان نصه(سعدون) الذي عالج قضية الارض(بين الإقطاع والفلاحين)، وذلك في عام 1976م، وقد جسد ادوار البطولة فيها المبدع ابن كوير، مع زملائه عبداللاه هاشم السقاف، سعيد عمر فرحان(ابوعمر)، انيس عبدالعزيز،وهذا العمل المسرحي طافت به فرقة مسرح حضرموت العديد من مناطق المحافظة( القطن، شبام، الحوطة، الشحر، الحامي، جعيمة) هذه الجولات المسرحية، تجشم فيها فريق العمل المسرحي عناء الطريق وتفرق المناطق، ولكن الإيمان برسالة المسرح وتعميم دوره الناهض بوعي الأمة كان دليلهم إلى العمل، والمثابرة، والمتابعة، لإيصال هذا الدور والرسالة، وقد كان. (مهرج) الماغوط (اكتوبر1978م): في الذكرى الخامسة عشرة لثورة الرابع عشر من أكتوبر، قدمت فرقة مسرح حضرموتبعدن مسرحية للكاتب والأديب العربي السوري محمد الماغوط، بعنوان(المهرج) بطولة الممثل المسرحي الكبير زكي سالم بن كوير وكوكبة أخرى من مبدعي التمثيل في المسرح الحضرمي ومنهم( وحيد الرباكي، جمعان باعواض) وآخرون، وقد نال هذا العمل المسرحي إعجاب الجمهور المتعطش لفن الأداء التمثيلي المتميز، خاصة ومخرج الروائع محمد عوض باصالح هو قائد اوركسترا العمل، والملاحظ هنا انفتاح المسرح في عصره الذهبي بحضرموت على نصوص عربية لمبدعين عرب كبار، شكلوا هوية المسرح العربي، في فترة التحولات النهضوية للأمة العربية فجاءت أعمالهم ترجمة لهذه التحولات التي عادت إلى مربعها الأول اليوم في ظل أزمة المثقف والسلطة في وطننا الكبير. (العاشرة ليلا في سمحان) للقاسم( 1978): تواصلت إبداعات المخرج المسرحي محمد عوض باصالح، وممثله البطل زكي سالم بن كوير، وذلك من خلال نص الشاعر العربي الكبير سميح القاسم، الذي شارك في بطولته الممثلون(غالب محمد بافطيم، محمد عوض الجعيدي، واسمهان باوزير) وغيرهم، وهذا العمل جسد روح المقاومة في مقارعة المحتل الأجنبي، وأعوانه في الداخل، وقد تميز إلى جانب إبداع الممثلين بكل عناصر الجذب والإبهار من إضاءة وديكورات وأزياء ممثلين ومؤثرات صوتية نقلت أجواء العمل وروحه التي أراد لها الشاعر الفلسطيني سميح القاسم أن تصل إلى كل مواطن عربي، وقد وصلت ثقافة المقاومة، للإنسان الحضرمي من خلال رسالة المسرح المعمقة. (الموج وصخور الشاطئ) لبامطرف(سبتمبر1979م): كان العمل المسرحي (الموج وصخور الشاطئ) للكاتب الكبير محمد عبدالقادر بامطرف العطاء الإبداعي الثالث لفرقة مسرح حضرموت، ومن بطولة المبدعين( زكي بن كوير، غالب بافطيم، مبروك مزروع، أنيسة خميس بن جبير، أسماء باوزير، مبروك بشير بن عسلة)، وقد استطاع الكاتب الكبير بامطرف أن يجعل من هذا العنوان فكرة تعالج قضية التغيير في المجتمع، فالموج يعاود الصخور في كل ثانية، محاولا التأثير فيها وتشذيبها لتصبح صخورا ملساء طيعة لينة هينة، ولكن هل نجحت الأمواج في تغيير الصخور، هذا ما أجابت عنه أحداث النص المسرحي. (ذراع جاكسون- العقب الحديدية- لجاك لندن) (مايو1981م): استفاد المسرح في حضرموت من عدد من الكوادر العراقية التي كانت تعمل في بعض مرافق الدولة حينئذ بمدينة المكلا، ومن هؤلاء المخرج العراقي عبدالهادي جبر (أبو أروى)، وقد تم تسخير مضامين هذه الرواية العالمية الإنسانية( العقب الحديدية) للكاتب الأمريكي(جاك لندن) التي نشرت عام 1907م، وعالجت قضية الصراع الحتمي بين الفقراء والأغنياء، وقد نجحت فرقة مسرح حضرموت في أداء هذا العمل وتجسيد شخصياته، وكان البطل(زكي بن كوير) رائعا في دور بطل الرواية،إضافة إلي بقية شخصيات العمل عبدالعزيز باحكيم، محمد سعيد دحي ، وابوبكر محمد باناجة،وقد حقق هذا العمل المسرحي نجاحا كبيرا عند عرضه في مسارح مدينة المكلا،حينئذ، وحفر في ذاكرة الممثلين ذكريات جميلة تؤكد دور المسرح في التقاط موضوعاته العميقة من كل المنتج الأدبي والثقافي الإنساني العالمي. باب الماغوط (1981م): عاد المخرج المبدع محمد عوض باصالح إلى أعمال الكاتب العربي السوري الراحل محمد الماغوط، فوجد ضالته في العمل المسرحي (الباب) الذي قام بأداء شخصياته الممثل المبدع زكي بن كوير، والممثلون كمال سالم الحامد، ومبروك بشير بن عسلة، وابوبكر محمد باناجة، وقد جاء العمل رامزا إلى صعوبة الخروج من المأزق الذي يعانيه الإنسان العربي البسيط الذي تتحدث كل القوى السياسية باسمه وتتبنى قضاياه، ولكن الخروج السهل من الباب يصبح صعبا، على الرغم من وضوح المشهد الخلفي له عند فتحه فقط قبل الولوج فيه.