حذر رئيس حزب رابطة أبناء اليمن رأي السيد عبدالرحمن الجفري من أن التوجه نحو إيران في هذه المرحلة قد يعيد إنتاج الخطأ الذي قد يكلف الجنوبيين الشيء الكثير ، وقال الجفري في حديث سابق لصحيفة الأمناء إن إيران دولة في المنطقة، ولها مصالحها وسياساتها ومشاكلها المعقدة محلياً وإقليمياً ودولياً.. وهي تحاول، ولا ننكر عليها حقها في أن تحاول، أن تخفف من مشاكلها أيّاً كان رأينا في محاولاتها، لكن أن نعتقد أن بعض مساعداتها ستنصر القضية الجنوبية وتحقق آمال الجنوبيين فقد نخطئ في ذلك.. كما أعتقد أن ما يُقال أن الجنوبيين يذهبون إليها بقضيتهم كرد فعل لما يعتقده البعض، خطأً، من تجاهل دول الإقليم العربي ودول العالم للقضية الجنوبية، فقد يكون في ذلك مغامرة ومقامرة بالقضية الجنوبية.. وبدلاً من أن نسعى إلى تحويلها إلى قضية "جاذبة" للتأييد المؤثر والفاعل فإننا ندفع بها إلى بؤرة الصراع الإقليمي والدولي، وسنعيد تجربة سابقة بدلاً من أن نسعى إلى أخذ العبرة منها . نعم، قضيتنا تحتاج إلى دعم فاعل ومؤثر إقليمياً ودولياً، لكن لا تحتاج ولا يجب أن نحولها إلى بؤرة صراع يطيل أمدها ويكلف بلادنا وشعبنا كثيراً وفي النهاية وبعد تكاليف باهضة سنقول "أخطأنا".. نحن نحترم كل الآراء وخلافنا في هذا الأمر هو خلاف في القراءة السياسية للخيارات، استفادة من تجارب الماضي ومعطيات الحاضر. فإذا كان هذا الأمر قد أوجد اختلافاً في أوساط الحراك والناس بالإضافة إلى الخلافات التي أوجدتها تباينات القيادات ، فكيف نتصور ما سيؤل إليه الأمر في أوساط شعبنا وأثر ذلك على قضيته؟ وما أثر ذلك –لأول مرة في التاريخ– على توجه بلادنا الديني؟!!.. إن وضع ومعطيات القضية الجنوبية وموقع الجنوب الاستراتيجي، كل ذلك لا يجب مقارنته بقضية الإخوة الحوثيين وأي قضية أخرى، فالأمر تماماً مختلف.. ولم، ولن، تعلن إيران تأييدها رسمياً لمطالب بعض الأخوة في الحراك الجنوبي ، وكل ما ستقدمه بعض المساعدات أو الإعلام المحدود أثره عربياً ودولياً ، مع إقرارنا بحق إيران كدولة أن تسعى لمصالحها فإن واجبنا العمل على تحقيق مصالح بلادنا وقبل ذلك العمل على عدم تحويلها إلى ساحة للصراعات ،من منطلق القاعدة الشرعية:" درء المفاسد أولى من جلب المصالح"..ولايختلف إثنان في أن الصراعات من أكبر المفاسد ، وقد جربها شعبنا.