الفساد ظاهرة كونية ، وهي حقيقة واقعية ، وجدت لحكمة ربانية ، مصدرها النفس البشرية ، وانعكاسها خطير على الفرد والبشرية ، وفي محاربتها والقضاء عليها لا تنفع الأسلحة النووية ، وأخطر أنواعها موجود في مدارسنا الأساسية والثانوية ، وأيضا في المراحل الجامعية ، وبدايتها يعتمد على النفس حسب النيّة ،وأكثرها تجسيداً على الواقع ماهو ناتج عن استغلال المسؤولية، تربوية كانت او تعليمية ، سلطوية أو حزبية، ووسائلها كثيرة ومتنمته أهمها بالوسيلة الزلطية ، أكانت بالعملة المحلية ام الأجنبية ، ومنها أيضا بالواسطة محلية أم مركزية ، أو بالعلاقات الشخصية ، وما خفي تعرفه البشرية ، وللحصول على الوظيفة الحكومية كم تدفع لأهل السلطات الفوقية ، وكم نصيب أصحاب الخدمة المدنية ، وللفساد سماسرة نفوذهم قوية ، ولهم بطائق تعريفية ، تختلف في تعاملها مع بطائق الهوية ، ومن لم تكن له واسطة سيكون الضحية ، في حق من حقوقه الشرعية ، أما نحن المعلمين والتربويين تقديرنا يكون في الملفات الارشيفية ، في الحصول على الوظيفة لأبنائنا فلا تقدير لنا من قبل قيادتنا التربوية ، في المحافظة أو في المديرية ، أسوة بالمرافق الأخرى الحكومية ، فلا إبدال ولا إحلال لسنوات عمرنا الخدمية ، ولا تقدير حتى في النقلة المدرسية ، فلا فرق في إدارات التربية بين عربية ودولية ، وإن كانت لديك ظروف وأردت أن تتحول الى المكاتب التربوية ، بعد سنوات عمرك التدريسية ، ولأكثر من عشرين سنة ميلادية وليست هجرية ، يقولون لك تنازل عن طبيعتك العملية ، ليست بالكلام وإنما أثِبت ذلك على الورقية، كما حدث ذلك للمعلم العمودي في تنازله عن طبيعته العملية ، وكان ذلك في عهد دكتور المحافظة التربوية ، فما حدث من فساد تربوي وتعليمي تؤكده الشواهد الفعلية ، أكان ذلك في الوظيفة او النقلة المدرسية ، أو حتى فيما يتعلق بالتفرغ لملاك المدارس الخاصة والأهلية ، وأيضا أصحاب الشركات والمحلات التجارية ، وكل ذلك يكون على حساب أولادنا فهم الضحية، ومما أعجبني في لقاء تربوي بالمحافظة وليس بالمديرية ، ما قاله مديرنا العام عن تعامله مع الحقوق التربوية والتعليمية ، قال إنه يتعامل مع الجميع بكل شفافية ، ويرفض التدخل من قبل الأحزاب السياسية ، ويرفض أيضا الأوامر السلطوية ، محلية كانت أو مركزية ، حتى لو كانت من رئيس الجمهورية ، بهدف تعطيل العملية التربوية ، على حساب مصلحة أبنائنا التعليمية ، ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك وبالأدلة التوثيقية ، إن كانت في الوظيفة أو النقلة أو التحويل المكتبي أو بيع الممتلكات المدرسية ، والتفرغ على حساب أولادنا بالأندية الرياضية ، وكذلك تعامل البعض من المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية مع فلذات أكبادنا بأساليب لا تربوية ، كالشتم والإهانة والاعتداء باليد أمام زملائهم وبطريقة عصبية ، ومقابل ذلك التصرف مؤازرة فوقية أو تحتية ، حتى ولو كان أولادنا هم الضحية ، إما إن كان ابن أو ابنة مسؤول في السلطة المحلية ، فوقية أو تحتية مدنية أو عسكرية ، أو تربوية فالنتيجة حتما ستكون عكسية، وعن الوظيفة قالوا: إن الوظيفة التربوية أصبحت حكرا وحصريا لأهل السلطة وأصحاب التبعة الزوجية ، فهذا مسؤول بالتربية أكان بالمحافظة أو المديرية ، استغل منصبه ووظف أحد أقاربه إداريا بالمديرية ، وآخر استغل منصبه ووظف أربعة من الأندية الرياضية ، ومسؤول بالسلطة المحلية ليس بالمحافظة وإنما بالمديرية ، شاهدته يوقع على الكشوفات التوظيفية في أحد الجوامع في شهر رمضان بعد الصلاة العصرية ، فهل هؤلاء لهم حق الأولوية؟ وماهي معايير التوظيف التربوية ، ومن حقنا معرفتها وماهي وسيلة ذلك سلطوية أو زلطية ، او ما تعرفه البشرية ، وبصراحة فأوضاعنا التربوية والتعليمية تحتاج الى تجفيف منابع الفساد وتحاسب بعد التعرية المفسدين مهما كانت الحمية. فأخبرونا يا أهل العنية ، بكل صراحة وشفافية، من سمح منكم ببناء دار الحكمة اليمانية ؟! في ساحة المكلا التربوية ، بجانب ما عرف سابقا بالسينما الأهلية ، ومن باع ممتلكات المدارس الأساسية والثانوية ، بعد تهديم هذه المدارس وتحميل ممتلكاتها وقت الفجرية ، ولمصلحة من تذهب مبالغها للتربية بالمحافظة أم المديرية ، أم للسلطة المحلية ، حتى توالف كتبنا المدرسية ، قد تم بيعها بالدولار ، وليس بالعملة المحلية ، في عهد أحد دكاترة المحافظة التربوية ، لأحد الأشخاص القادم من صنعاء اليمنية ، وبطريقة جدا سرية ، ومباشرة عبر مدراء المدارس أساسية كانت أم ثانوية ، وبدون علم مدير التربية بالمديرية ، أليس ذلك قمة التنازل عن حقوقنا الشرعية ، لأولئك المسؤولين أصحاب (الدال) في الادارة التربوية؟! فكل شيء أقوله مؤكد بالأدلة ومخزون ، فليس بمقدوركم لهذه الحقائق تنكرون ، والمصيبة الأكبر أنكم لأقوالكم لا تفعلون ، فتستغلون مناصبكم وعن مطالب المستحقين تتجاهلون ، وتأتون المساجد وعن المنكر والباطل توعظون ، ولكنكم وللأسف الشديد تقولون ما لا تفعلون ، فإن استمر فسادكم فانتظروا ربيعنا التربوي ، قبل مغادرة مناصبكم فانتم حتماً عن الدنيا راحلون ، وعن تلك المناصب أنتم زائلون ، فعن ظلم الناس في الدنيا أنتم ستسألون. فهل آن الأوان لتتقون ، وهل سينصف المظلومين بالتربية جمال عبدون ؟! فإننا لمعرفة الحقائق بكل شفافية منتظرون.