عرفناهم في بث الفرقة من خلال الساحات وفي الصحافة حتى في المساجد ، وقد لا نعرف بعضهم إلا أنهم منتهون ، لكن أن يأتوا شياطين من بوابة: ( التصالح والتسامح ) بين من كنا نحسبهم شياطين بالأمس ، فذلك عبث وأضحوكة تدعو إلى البكاء ولسنا الآن أمام عواطف لنبكي أو نضحك بما يشبه البكاء ، نحن الآن أمام فرز بين الصلاح وأهله وبين الفساد ورواده والشياطين في المجموعة الأخيرة …. لا تصالح معهم وإنما حساب وموقف حاسم وصارم لا يقبل المساومة ، ولماذا المساومة؟ هل عدمنا الخيرين والأشراف حتى نتوسل الصلح مع العابثين بالبلاد ومقدراتها خلال عقود خلت؟ . أيّا كانوا وكانت مسمياتهم واعتباراتهم . كم من الأرواح زهقت؟ وكم من الأموال نهبت؟ وكم دمّرت وحرقت؟ وكم من السنين مضت تجرع فيها ابن اليمن الغصة والمرارة وأنواع العذاب في معيشته وفي عيده قبل أيام الكريهة التي تسببوا فيها . لا مكان للشياطين وهناك فضاء للتسامح لكن لا قيادة بعد اليوم لقيادة الأمس الذين يسعون إلى مصالحة فيما بينهم إلا من ترضى بهم الساحات لا من ترضى عنهم جهات أخرى ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين ) ، ثمّ ما هي فلسفة المحاصصة والتوافق بين القيادات المترهلة البالية؟ أليس فيها ما يدل على اقتسام واضح؟ . نريد محاصصة وتوافق لكن بين جغرافيا وجغرافيا وعقول وعقول وأعداد وأعداد وليس بين واحد وواد أو بين شلّة وأخرى قوامهما القبلية والتحزّب . إن هذه القيادات المترهلة البالية أفضلهم من وقع في شراك العلاقات الإقليمية والدولية وهؤلاء جميعا يرون مصالحهم فقط ومن حقهم ، كما أنه من حقنا النظر إلى مصالحنا وبيننا وبينهما احترام ، أما الشياطين فلا . الساحات أمام فرز ولو طال الزمان بين الإنس وبين شياطين الإنس ، ولا نعتقد أن مجالس الشياطين جميعا ستقف عائقا دائما أمام هذا الفرز . نعود إلى التصالح والتسامح بين أعداء الأمس ، لا عيب في ذلك وإنما العيب فيمن يروج له من الشياطين المعروفين ، والعيب الآخر في محاكاة أعداء الأمس لأنفسهم بأنهم عائدون إلى مراكز القرار والسلطة المطلقة والنفوذ . هذا عهد في طريقه إلى الزوال ومحو سطوره من صفحات التاريخ المعاصر .