المشهد يبدو كما هو في اليمن ذهب الأفعى الأكبر وبقى أخيه الأفعى الأصغر يتحكم في مصير اليمن وينهب ويقتل ويرعب ويستخدم وجوه جديدة لكي يبقى في الحكم أكثر مدة ممكنه وبمساعدة ثعابينه التي فرخها الأفعى الأكبر الذي كان يرقص فوق رؤوس الثعابين ويتحدى كل أفعى و ثعبان يقف أمامه إلى أن جعل كل ثعبان يتحول معه لينشرو سمومهم في اجساد كل من يخالفهم في النهب والمؤامرة. ومن مصادف الحياة ودروسها وعبرها أن الثعابين التي انصاعت له في بداية الأمر التفت عليه وحاربته واحرقته إلى أن اصبح خارج منضومة الثعابين الحمره ، لأنه تمرد على الجوهرة ويريد أن يملكها لوحده ونسي الحكاية أو الأسطورة الشعبية التي تقول:" أن الجوهرة على رأس ثعبان كبير وتحميها سبعة ثعابين تطارد وتقتل من يريد ان يخطفها". وهكذا هي الحياة في اليمن أن الأفاعي والثعابين تتصارع على الجوهرة، والجوهرة لها عدة رمزيات وكلن يرمز لها حسب ثقافته. وكل الأفاعي والثعابين بمختلف اسمائها واختلاف لون جلودها ووفعالية سمومها دخلت في السياسة اليمنية منذ التصاريح التي تقول : "أن حكم اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين". وقد رقص الأفعى الأكبر على رؤوس ثعابينه، وفرخ ثعابين رقص على رؤوسها ورقصت عليه، لدغها مرات ولدغته لدغه واحده واخرجته من على رأس الجوهرة التي أرد أن يستحوذها ويمتلكها لنفسه، وانطبق المثل عليه الذي يقول:"الكثرة تغلب الشجاعة"، فكبرت الثعابين وعيلت والتفت على ثعابنها الأكبر الشجاع" وذهبت سيرة الأفعى الشجاع". وذهب أفعى في اليمن وبقى مليون أفعى تلعب على رؤوس بعضها البعض وهذه الأفاعي والثعابين التي تعلمت الدغ والغدر تدعوا إلى الحوار ومن متى الثعابين تعرف مفهوم الحوار؟، وتريد أن تقنع العالم إنها توقفت عن الدغ وإن الإنسان أصبح صديقا لها في اليمن ولن تكرر مآسي زمان من لدغ وقتل وتسميم واغتيالات وتفجيرات وقطع اللسن والأرجل، وهذا لن يندرج على إنسان عرف أسلوب الثعابين التي لا تعرف من حياتها إلا الدغ ولو بعد حين. الحوار هو فحيح الأفاعي والثعابين الذي لا يندرج على اصحاب العقول، فكيف سينجح الحوار والأفاعي والثعابين مازالت حيه ترزق وتقتل وتولد ثعابين أخرى إلى أن تكبر وتتحول إلى ثعابين عملاقة يصعب قطع رؤوسها؟– والمؤسف إن رؤوس الثعابين لا تكبر إلا في اليمن وهي تلتوي بجلدها على صنعاء وإلى كل محافظات الجمهورية- ففي كل محافظة أفعى وثعبان صغير تابع لاسيادها الأفاعي الكبيرة الملتفة بجلدها المهتري على باب صنعاء. فمن يصدق بالحوار مع الثعابين سيترشح يوما مع المجانين وفاقدي العقول أو سيصبح ثعبانا تلعب به كل الثعابين، ومن منا يريد أن يكون ثعباناً إلا من أوتى جهلا جما؟. أن من يلدغك بالأمس لن تسلم من لدغته في المستقبل فمن تعلم الخبث في الصغر لن يجيد الصدق والصراحة في الكبر، وما هذه الحوارات والدعوات إلا فحيح أفاعي لا فادة ترجى منها؟. فمن أراد الصدق والحق اليوم فهو في بندر عدن وعلى قمة جبل شمسان ومن أراد أن يكون مع الكذب والنفاق فهي معلقة على باب صنعاء بقيادة ثعابينها الكبيرة والصغيرة، والتي تصارع على الجوهرة، ولن تسلم الجوهرة إلا بقطع رؤوس الأفاعي والثعابين في صنعاء وإلا اليمن ستبقى ترقص على رؤوس الأفاعي والثعابين.