لم تكن الأحداث التي تعصف بالمكلا منذ يوم أمس السبت أن تؤثر قط على تجارة بيع المنشط الأخضر( القات ) الذي يصر بائعيه على تسميم أجساد أبناء المدينة به تحت أي ظرف وبأي وسيلة كانت . أنه الشيطان لا يعجز أن يجد وسيلة ليغوي به ضعاف النفوس ، هكذا وصف أحد المواطنين ويدعى " عبد الله سالم " الطرق التي يوصل بها باعة القات هذه النبتة إلى داخل المكلا حتى عندما تكون الطرق مقطوعة . منذ صباح السبت الباكر كانت جميع الطرق التي تؤدي إلى مدينة المكلا مقطوعة نتيجة لدعوة عصيان مدني أطلقها نا شطي الحراك الجنوبي ، كانت الطرق مفعمة بالمخاطر كونها كانت مسرحاً لبعض المواجهات والاشتباكات المسلحة بين بعض المحتجين وقوات الأمن والجيش . ما أن وصلت قوافل الموت التي تحمل منشطات القات إلى مشارف المدينة حتى بدأ موردي القات في التفكير والتخطيط بطريقة ما تمكنهم من تمرير بضاعتهم إلى أسواقه بداخل المدينة دون أن يتعرض لهم أحد بسوء ، في الماضي كان موردي القات يرمون عملية تأمين وحماية مرورهم على عاتق بعض أفراد الأمن المركزي مقابل دفع مبالغ مالية لهم ، إلا أن هذا الأمر تغير الآن ولم يعد مثلما كان سابقاً ، فحالة العنف و حدة الاشتباكات في بعض المناطق تجعل من الصعوبة بمكان تأمين حياة الجنود أنفسهم فكيف بتأمين موكب موردي القات . حينها بدأ موردي القات بالبحث عن البدائل فكانت سريعة حيث قرروا في بادئ الأمر أن يهربوه بداخل إحدى سيارات الطواقم الطبية ( الإسعاف ) ولكنهم تراجعوا عن هذه الفكرة بعد أن تيقن لهم فشل هذه الخدعة بسبب نقاط التفتيش التي انتشرت في الطرق والشوارع. وبعد طول تفكير اهتدى موردي القات إلى نقل بضاعتهم حتى منطقة كورنيش المحضار بخلف ،وتحديداً بجوار مسجد الكورنيش ، وإبرام أتفاق مع أحد مالكي قوارب الصيد على نقل بعض الكميات من القات بحراً حتى سوق القات بمنطقة كبس العمودي مقابل مبالغ مالية مرتفعة ،كما تم نقل البقية الأخرى عبر مركبات خاصة ببعض السكان المحليين مقابل مبالغ مالية كبيرة. وبهذا الشكل يكون موردي القات قد ضمنوا وصول بضاعتهم إلى الأسواق دون أن يعترضهم أحد أو تؤثر الأحداث التي تشهدها المدينة بتجارتهم .